أولاً أحب أرحب بمجموعة العمل الخاصة بالموقع، وأحب أشكرهم على مجهوداتهم الرائعة.. أنا تابعت الموقع، وفعلاً مفيد، وإن شاء الله يكون في الريادة دائماً. أنا شاب عندي 24 سنة، عمري ما كنت أتخيل إني أحب ولا أثق في واحدة، من اللي شُفته ومريت بيه في حياتي وتجاربي.. أنا اجتماعي وكلامي حلو، اتعرفت على بنات مش كتير أوي، وكلهم حبوني بس أنا ماحبتش حد فيهم، مجرد إن أنا كنت بارتاح معاهم؛ كلام، خروج، أحضان، وأكتر من كده شوية. أنا أسرتي أسرة بتخاف ربنا، وتكره الحرام، وأنا محترم، وكل الناس اللي تعرفني بتحبني وتشهد لي بالاحترام، أنا كل اللي كنت باعمله إني بأذي نفسي، وباغضب ربنا؛ بس مافيش مرة حسيت فيها إني أغضبت الله إلا واستغفرت بعدها وتبت، والمشكلة إني كنت بارجع للمعصية تاني، وكنت حاسس دايماً إن ربنا شايل لي هدية هيهاديني بيها. وفعلاً حصل اللي ماكنتش أتوقعه، حبيت واحدة بطريقة بشعة، والمدهش إن إحنا حبينا بعض، واتعرفنا على بعض من النت.. أنا باعشقها وشايفها مراتي، وهي كمان بتبادلني نفس الشعور. إحنا الحمد لله متفاهمين إلى أبعد الحدود، ووالدتها عارفة الموضوع، وحبتني، وعاوزاني لِبِنتها زوج.. وأنا أهلي في البيت حابينها، وعاوزينها. لكن المشكلة في اللي جاي.. أنا من إسكندرية، وهي كمان من إسكندرية؛ بس من سوء حظي إنها طول عمرها عايشة في الكويت، ولا أنا عارف أروح لها، ولا هي عارفة تيجي لي.. أنا مش حابب نهائي إن والدتها تتدخل في موضوع سفري وتشوف لي أي طريقة أروح لهم بيها؛ علشان مايتفهمش الموضوع غلط، وإن دي مصلحة. هي كمان مش هتنزل إسكندرية علشان هم مستقرّين هناك.. أنا حالتي المادية متوسطة، ومش عامل حاجة خالص للجواز؛ لأني ماكنتش حاطه خالص في دماغي أصلاً؛ يعني هابدأ من أول الصفر. أنا طالب الحلال؛ بس بجد تعبان من بُعدها عني، وهي كمان تعبانة من بُعدي عنها.. مستني ردكم في أسرع وقت ممكن. r يمكن تستغرب من ردي شوية، بس يا صديقي من الواضح إنك عاوز جواز ديليفري؛ لكننا لن نجد خدمة التوصيل للمنازل في كل شيء. حل مشكلتك يا صديقي هو السعي، وقبل السعي، يجب أن يكون لديك نية خالصة لله تعالى في أن تعمل على إتمام هذا الارتباط؛ فسعيك هو الذي سيحدد إن كانت هذه الفتاة ستأتي لتكون بالقرب منك، أو سيُقرّبك منها ويمنحك الفرصة لتسافر لها.. إن المثل الشعبي الذي يقول "اسعَ يا عبد وأنا أسعى معاك" لا يكذب؛ فالله يبارك خطوات كل من يبذل جهداً؛ لإرضاء الله أو لطلب الحلال. فبرغم حالتك المادية المتوسطة، وأنك "مش عامل حاجة خالص للجواز" كما تقول؛ فإن رغبتك في تحسين وضعك وطموحك في الزواج من هذه البنت قد يكون سبباً في تغيير حياتك للأفضل، وإذا ماكنتش حاطط الجواز في دماغك خالص؛ فيجب أن تضعه الآن وتفكّر فيه كثيراً كهدف مهم يجب أن تصل إليه. فكل يوم يا صديقي هو بداية جديدة في حياة الإنسان؛ فلا تضع أمام عينيك كلمة "هابدأ من الصفر" لأنها قد تُشعرك بالعجز؛ فما أنت فيه الآن ليس صفراً؛ ولكنك تملك الكثير من الأشياء الإيجابية في قصتك هذه؛ فأنت تحب هذه الفتاة وهي تحبك أيضاً، وأمها تحبك وأهلها يرضون بك؛ بل قد يَعرضون مساعدتك ولكنك ترفضها، وأهلك يحبونها، وأرجو أن تكون صاحب مهنة أو مؤهل جامعي، وكل هذه الإيجابيات قد تُساعدك في مسعاك. فكيف تبدأ السعي؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك، وسأحاول أن أساعدك بقدر الإمكان في إجابته. أولاً: يجب أن تُحضّر سيرتك الذاتية، وتبدأ في البحث عن عمل بدولة الكويت؛ مما يعني وسيلة شرعية وآمنة للوجود إلى جانب حبيبتك.. هناك بعض مواقع التوظيف التي تطرح وظائف خالية بدول الخليج، هناك أيضاً بعض شركات التوظيف في الخارج، واحذر من عمليات النصب.. ولو كنت تعرف صديقاً أو قريباً يعمل بدولة الكويت، حاول الاتصال به، وأخبره أنك تحتاج بشدة إلى السفر والعمل بالكويت. اطرق كل الأبواب، وادعُ الله كثيراً، كما يدعو أهلك من أجلك؛ فإن الله يحب العبد اللحوح، كما أن مُدمن القرع على الأبواب يصِل؛ يعني أن كثرة محاولاتك وإصرارك وإرادتك قد تكون سبباً في إيجادك طريقة للسفر، تحفظ لك كرامتك ولا تُشعر أهلها أنه كان زواج مصلحة. ابدأ سعيك الآن، واحكِ لها ولأمها عنه، مع إعطائهم -من وقت لآخر- دليلاً يُثبت كلامك ومصداقيّته.. اجعلهم يشاركونك التجربة بكل إحباطاتها!! نعم إحباط وفشل أحياناً؛ لأن البحث عن وظيفة في الكويت ليس سهلاً إطلاقاً؛ ولكنه ليس مستحيلاً. وفكّر؛ فربما تجد طريقة أخرى، أو ربما ييسر الله لك نزولهم في إجازة ويتمّ الأمر. لقد ذكّرَتْني حكايتك بصديق مصري أحَب فتاة قطرية بسبب كتاباتها في أحد المنتديات، وكان يرى في البداية الأمر مستحيلاً؛ خاصة أنها قطرية، ولهم بعض العادات القَبَلية التي لا تسمح للفتاة بالزواج بغير شخص من عائلتها أو بلدها.. وكان مثلك في واقع الأمر، مادياً متوسط، يعمل بوظيفة بسيطة؛ ولكنه كان يحبها كثيراً ويستمتع بمجرد القراءة لها، وسعى كثيراً حتى يجد عملاً في قطر ولم يستطيع. وكان البعض يقول له: إنه ربما لو ذهب في زيارة، وبحث بنفسه عن عمل سيكون الوضع أسهل.. وبالفعل استطاع أن يجعل أحد أقاربه المقيمين هناك يُرسل له دعوة؛ فدبّر ثمن تذكرة الطائرة، وبالفعل ذهب، وأصبح أمامه مشكلة أخرى، وهي عائلتها. وهناك اجتهد، وعَمِل كثيراً وكثيراً بوظائف متعددة قد لا تليق به وبمؤهله؛ حتى وصل لأن يكون صاحب شركة صغيرة؛ وقتها ذهب لأهلها، والغريب أنهم قَبِلوه؛ لشعورهم كم يحبها وكم تعب من أجل الوصول لها؟ وكم هو شخص جيد. صدقني، هذا ليس فيلماً أو رواية؛ بل قصة حقيقية، شَهِدْتُ أحداثها بنفسي، واحترمت صاحبها كثيراً. أتمنى لك تحقيق هدفك، وأن يهدي الله نفسك، وألا تعود لعلاقاتك التي حكيت عنها في أول الرسالة، وأن نكون قد ساعدناك في إيجاد حل، أو إنارة طريق؛ ففي "بص وطل" نحن لا نقدم حلولاً جاهزة؛ ولكننا نفضفض معك، ونحاول أن نفكر معك من خلال خبرتنا المتواضعة.