عن العلاقة بين سعد زغلول باشا وعدلي يكن باشا يتحدث الكاتب والمؤرخ الأستاذ عمرو سميح طلعت، في كتاب جديد صدر مؤخراً عن دار الشروق في 595 صفحة، ويقع تحت عنوان "سعديون أم عدليون؟ وفاق وشقاق". يمكنك أن تقرأ في وصف الكتاب ما يلي هذا الكتاب وإن كان يؤرِّخ للعلاقة بين اثنين من أشهر السياسيين الذين عرفتهم مصر؛ سعد زغلول باشا وعدلي يكن باشا، إلا أنه يصعب توصيفه بأنه عمل تاريخي تقليدي، فصاحبه -الأستاذ عمرو سميح طلعت- لم يدَّع بطول كتابه أنه مؤرخ محترف؛ الأمر الذي أدى إلى تحرره من القيود الأكاديمية التي يضعها هؤلاء على ضمائرهم. بيد أنه على الجانب الآخر فقد اتّسمت لغة الكتاب بأسلوب أدبي رفيع لا يتوفر عند كثيرين من محترفي الكتابة التاريخية، حتى إنه يصعب على القارئ الذوّاقة تركه من بين يديه إذا ما بدأ قراءته. ولعل أهمية العلاقة بين سعد زغلول وعدلي يكن -التي حاول مؤلف هذا الكتاب أن يكشف اللثام عنها- أمر يستحق الاهتمام من المعنيين بالتاريخ الوطني الحديث، على أن يكون بداية لفتح باب جديد لكشف مزيد من الجوانب في "أثر العلاقات الشخصية على السياسة المصرية في التاريخ الحديث"، ولن تكون العلاقة بين "زغلول" و"يكن" أو بين "النحاس" و"مكرم" الوحيدتين اللتين انتهتا بما يشبه الكوارث الوطنية، وهو الأمر الذي نختلف فيه مع العالم المتقدم، الذي تحتل فيه العلاقات الشخصية جانبًا محدودًا في صنع السياسات، وتبقى العلاقات الموضوعية التي تقوم على الإيمان بالبرامج والكفاءة الشخصية التي تخدم هذه البرامج!". قاد سعد زغلول ثورة 1919، ثم أصبح رئيسا للحكومة المصرية، ثم رئيسا لمجلس الأمة؛ وقد ولد في عام 1858 وتوفي عام 1927. وتولّى عدلي باشا يكن رئاسة وزراء مصر ثلاث مرات بين أعوام 1921 و 1930 وكان وزير المعارف قبلها، وأسس حزب الأحرار الدستوريين في أكتوبر 1922، ووُلد بالقاهرة سنة 1864 لأسرة عريقة لها امتداد في كل من تركيا وسوريا ولبنان، وتُوّفي في باريس سنة 1933.