أكد السفير الصيني في مصر لياو ليتشيانج أن العلاقات المصرية الصينية شهدت تطوراً نوعياً في ظل القيادة الاستراتيجية للرئيس شي جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن الثقة السياسية المتبادلة تعززت بشكل مستمر، والتعاون العملي تعمق بصورة ملحوظة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير لعرض نتائج الدورة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي أقرت ملامح الخطة الخمسية ال15 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (2026-2030). وأشار لياو إلى أن لقاء الرئيس شي مع رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في أغسطس الماضي بالصين، على هامش اجتماعات منظمة شنغهاي للتعاون، شكل محطة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. ونقل السفير عن الرئيس شي تأكيده على ضرورة تعميق التعاون بين البلدين وربط "رؤية مصر 2030" بمبادرة الحزام والطريق، مع اتخاذ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كنقطة ارتكاز للتعاون في التجارة والصناعات المشتركة والطاقة الجديدة. من جانبه، أعرب رئيس الوزراء المصري عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الصين في مجالات الطاقة الجديدة والسيارات الكهربائية والتمويل وتحلية المياه، متطلعاً إلى مزيد من الاستثمارات الصينية في مصر. ووصف السفير الصيني التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بأنه "ثمرة للتكامل بين الموارد الطبيعية ومراحل التنمية والمزايا الإقليمية، إضافة إلى التوافق العالي في مفاهيم التنمية"، مؤكداً أن هذا التعاون لا يخدم النمو الاقتصادي للبلدين فحسب، بل يمثل نموذجاً يحتذى لتطبيق مبادرة الحزام والطريق في إفريقيا والعالم العربي. ملامح الخطة الخمسية ال15 وفي سياق عرضه للخطة الخمسية الجديدة، أوضح السفير لياو أن هذه الخطة تمثل "حجر الأساس" في مسيرة تحقيق التحديث الاشتراكي بحلول عام 2035، مشيراً إلى أن الصين بدأت نظام الخطط الخمسية منذ عام 1953، وأنجزت حتى الآن 14 خطة خمسية. وأشاد المسؤولون المصريون بنظام التخطيط الصيني، معتبرين أنه "يعكس الرؤية الاستراتيجية للحكومة الصينية واستمرارية واستقرار سياساتها، ما لعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي المستدام في الصين، كما يوفر مرجعاً مفيداً للدول الأخرى في اختيار طريق التنمية". وأكد السفير أن الخطة الخمسية ال15 تركز على ستة مبادئ أساسية: القيادة الشاملة للحزب، وضع الشعب في المقام الأول، التنمية عالية الجودة، الإصلاح الشامل المتعمق، الجمع بين السوق الفعال والحكومة الممكنة، والموازنة بين التنمية والأمن. إنجازات الخطة ال14 ورؤية المستقبل واستعرض السفير إنجازات الخطة الخمسية ال14 (2021-2025)، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي الصيني 110 و120 و130 تريليون يوان على التوالي، ومن المتوقع أن يصل إلى 140 تريليون يوان بنهاية 2025، بمعدل نمو سنوي قدره 5.5%، مع مساهمة بنحو 30% في النمو الاقتصادي العالمي سنوياً. وأشار إلى أن الصين حققت قفزات نوعية في الابتكار التكنولوجي، حيث ارتفع ترتيبها في مؤشر الابتكار العالمي من المركز 34 عام 2012 إلى المركز 10 عام 2025، كما تجاوز إنتاج السيارات الكهربائية 10 ملايين وحدة. وفي المجال البيئي، ساهمت الصين بربع المساحات الخضراء الجديدة عالمياً، وبنت أكبر نظام للطاقة المتجددة في العالم، حيث يأتي واحد من كل ثلاثة كيلووات من الكهرباء المستهلكة من مصادر خضراء. أما على الصعيد الاجتماعي، فقد تم توفير أكثر من 12 مليون فرصة عمل حضرية سنوياً، وارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 79 عاماً، كما انتشل نحو 100 مليون شخص من براثن الفقر. الصين فرصة للعالم وشدد السفير على أن "تنمية الصين تمثل دائماً فرصة للعالم"، موضحاً أن الصين تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سوق استهلاك السلع والأولى في التجارة الإلكترونية منذ عشر سنوات متتالية. وأضاف أن الصين شاركت في بناء مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية، ووقعت 23 اتفاقية تجارة حرة مع أكثر من 30 دولة ومنطقة، كما خفضت الرسوم الجمركية إلى 7.3%، ومنحت جميع الدول الأقل نمواً التي أقامت علاقات دبلوماسية معها معاملة إعفاء جمركي بنسبة 100%. وفي ختام كلمته، أشار السفير إلى مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس شي مؤخراً، والتي لاقت دعماً من أكثر من 140 دولة ومنظمة دولية، بما فيها مصر التي أعرب رئيس وزرائها عن دعمه الكامل لسلسلة المبادرات العالمية الصينية. واختتم لياو: "أؤمن بأنه مع تقدم بناء التحديث الصيني، فإن التعاون العملي بين الصين ومصر في مختلف المجالات سيشهد المزيد من الفرص، وتنمية الصين ستكون بالتأكيد فرصة لتنمية مصر، وسنحقق التنمية المشتركة".