أنا اتخطبت من شهرين واتفقت مع أهلي إن الخطوبة هتبقى سنة، والسنة بقت شهرين، واتجوزت في شهرين، وأما كلمت أهلي قالوا لي: فترة الخطوبة لما بتطوّل المشاكل بتزيد، قلت لهم إني ماعرفهوش، وعايزة أعرفه.. بس اتجوزت مع إيقاف التنفيذ! ودلوقتي أنا متجوزة من شهر، ولسه بِكر؛ لأنه مابيعرفش ومعاملته في العلاقة الخاصة معايا بشعة جداً بطريقة غبية؛ لدرجة إن جسمي بقى مزرق وورم، وهو كان بيقول لي إن ده ربط (سحر) عشان يبرر إنه مابيعرفش.. وجاب شيخ في البيت، وقال إن الموضوع اتفكّ، وبعديها طلع زي ما هو.
قعدت أقول له: عادي مش فارقة يا ابني أهم حاجة إنت. قال لي: هي مش فارقة معاكِ عشان إنتِ خايفة. قلت له: لأ، أنا باقول كده عشانك.
المهم اتفقنا إننا هنعمل تمثيلية على أهله وأهلي عشان الضغوط اللي علينا.. بس مع الأسف دي كانت تكملة المآسي اللي شفتها.. كان دايماً بيعاملني كأني حيوانة ياخد اللي عايزه وخلاص، وكنت باصوّت وباعيّط قُدامه وماكانتش بتفرق معاه.. لحد ما جه في يوم، وعمل حاجات تغضب ربنا، وقعدت أقول له: حرام وأعيط وأصوّت، وهو كتّفني، وفعلاً اللي أنقذني تليفون، والتليفون ده كان شيخ تاني هيروح له عشان موضوع الربط.
المفروض إن جوزي إنسان متعلم، معاه ماجستير، وبيحضّر للدكتوراه؛ يعني المفروض إنسان متحضّر؛ إنما اللي شايفاه غير كده خالص.
المهم، أنا كلّمته أكتر من مرة، وبعدها قلت لأهلي لأني تعبت وعايزة أتطلق.. أمي عيّطت وقالت لي: استحالة، هتعيشي معاه، وبابا قال لي: مش هاخلّيه يلمسك تاني؛ بس إنتِ لسة متجوزة من 15 يوم، الناس هتقول إيه؟
المهم بابا كلّمه حوالي ساعة في الأوضه لوحدهم، وبعدها جه وقال لي: يا بنتي جوزك حبيبك، ولو عمل كده تاني هاطلّقك، هو بس غشيم شوية.. خلّيه يحاول، ولو عمل كده تاني هاطلّقك.
وروّحت مع جوزي، وبرضه معاملته اللي زي الزفت، مافيش مقدّمات خالص، المهم عنده اللي عايزه وخلاص.. ودايماً يقول لي إن اللي فيّ ده لأني ماليش تجارب؛ بس والله ده مالهوش دعوة بالتجارب.
ومشيت من البيت تاني وجيت عند بيت أهلي، وهو عارف إني مش راجعة تاني.. أهلي بيقولوا لي إني متدلعة، وإن الحاجات دي بتحصل لناس كتير وإني مش أول واحدة.. هم مش حاسين باللي حسّيته، أنا اتكسرت.. واللي محيرني إنه في الطبيعة إنسان طيب ومحترم وكويس؛ إنما في معاملته الخاصة فعلاً حيوان.
أنا مش قادرة أستمرّ معاه، وأهلي كل واحد فيهم بكلمة، وهيرجّعوني تاني بيتي؛ لأنه مربوط، ونروح لشيوخ تاني، وهاكمّل معاه غصب عني.
أنا جات لي حالة انهيار مرتين، وفعلاً كنت شبه باموت، وهم مش مقدّرين خالص؛ على الرغم من إني في كل حاجة باقول حاضر وطيب ونعم.
فيه تفاصيل كتير؛ بس أنا مش عارفة أتكلم، أنا عايزة أتطلق.. أعمل إيه؟ أنا لو رُحت هاقتله وهاعذّبه زي ما عذّبني وهاعاقب نفسي بالسجن وأهلي بالعار، زي ما ماما كل شوية تقول لي "إنتِ جبتِ لنا العار"؛ برغم إني -والله- ما عملت أي حاجة.. بس فعلاً هاعرّفهم يعني إيه عار لو استمرّوا معايا على كده.
ساعدوني أرجوكم، ومن غير ردود قاسية لأني اتظلمت كتير، وتعبت، واتدمرت، واتكسرت، ووالله ما أنا مبالغة.. أنا مش عايزة أبقى بنت عاقّة لماما وبابا؛ بس هم بيظلموني فعلاً.
s.m
أطمئنك إلى أننا لن نردّ رداً قاسياً؛ فوظيفتنا هي مساعدة أصحاب المشكلات، وليس محاكمتهم؛ فالخالق وحده عزّ وجل هو الذي سيحاسبنا جميعاً.
وقد تألّمت كثيراً لقولك إنك تعرّضت للكسر، ولا بد أن تطردي هذا التفكير؛ فأنت أعلى من أن تسمحي بذلك.
وبالطبع أتفهم ما مررت به وأتعاطف معك كثيراً؛ فلا شك أنك قد تعرّضت لإحباط فظيع بعد الزواج، وزاد منه أنك كنت نفسياً غير متقبلة للتسرّع في الزواج؛ ولكنك استجبت لرغبة أهلك على الرغم من أنك كنت تريدين إطالة فترة الخطبة.
واحترمت كثيراً رفضك ارتكاب العقوق، وقولك عن زوجك بأنه طيب ومحترم، بعيداً عن اللقاء الزوجي، وهو ما يُحسب لك بالتأكيد، وسيساعدنا بمشيئة الرحمن في التوصّل لأفضل حلّ لك، على أن تختاريه وحدك؛ لأنها حياتك، وسنلقي لك الضوء على تفاصيل ندعو الرحمن أن تساعدك على التخلّص من كل الضغط النفسي الهائل الذي تعيشين تحته.
وأهمس لك بكل الودّ والاحترام بضرورة ألا تحتفظي بالغضب داخلك؛ لأنه يتزايد بسرعة بشعة مثل النيران، ولا بد من إطفائه أولاً بأول.
وأتمنى ألا تتخذي أية قرارات وأنت غاضبة، وأيضاً ألا تزيدي من مشكلاتك؛ ويكفيك الآن مشكلتك مع زوجك.. وأتمنى أن تحسّني من علاقتك مع والديك، وأن تستمعي إلى كلامهما بودّ واحترام، حتى لو لم يعجبك؛ فمن حقهما قول ما يجدانه الأفضل لك وفقاً لخبراتهما في الحياة، ومن حقك اختيار ما ترين أنه الأفضل لك؛ على أن يكون ذلك على المدى البعيد أيضاً، وليس في الوقت الحاضر فقط.
فمن حقك الطلاق -متى أردت- لكن من واجبي أن أذكّرك بضرورة عدم التسرّع حتى لا تندمي فيما بعد، كما حدث في حالات مشابهة كثيراً.
وإذا اخترت الطلاق؛ فيُفضّل الانتظار لبعض الوقت لتقليل القيل والقال عليك، مع ضرورة عدم ذكر أية تفاصيل عن أسباب الطلاق؛ حتى لا تكوني حكاية تتناقلها الألسن؛ مما يؤثر بالسلب على أية فرص لك لزواج ثانٍ.
ولا أقبل لك بأن تعيشي مع زوجك رغماً عنك، وأتّفق معك تماماً في رفض محاولاته للجوء للحرام في اللقاء الزوجي، أو في ممارسة هذا اللقاء أثناء الدورة الشهرية؛ فهذان أمران غير قابلين لأية مساومات، والرفض هو الردّ الوحيد لهما.
ولكني أتمنى التوقّف عن الصراخ والبكاء كلما اقترب منك بصورة طبيعية، وأتفق مع والدك أن زوجك "غشيم"، وتذكّري أنه يعاني من مشكلة في إتمام اللقاء الزوجي، وأنت لست مسئولة عن ذلك بالتأكيد؛ ولكن لا بد من التنبّه إلى أن صراخك وبكاءك يزيد من مشكلته، ويدفعه إلى التصرف بطريقة غير لطيفة.. أرفضها بالتأكيد.
واحذري توسيط أي أحد سوى والديك في هذا الأمر؛ فلا بد من الحفاظ على أسرار علاقتك الحميمة بزوجك؛ فكشفها محرّم شرعاً، كما أنه يجعلك مادة للأقاويل، وقد يجعل العابثين يطمعون بك فتذكّري ذلك دائماً.
ولا يوجد ما يسمى بالربط أو السحر، والتفكير في مثل هذه الأمور محرّم شرعاً، ومن الواضح أن زوجك يعاني من بعض الخوف من هذا اللقاء الحميم، ويضاعف من خوفه صراخك وبكاؤك؛ مما يجعله يرتبك؛ فيلجأ إلى العنف، الذي أكرر رفضي التام له.
وأبشّرك أن هناك حالات كثيرة تأخّر فيها الزفاف لأشهر -لا لشهر واحد- ثم استمتع الزوجان بحياة زوجية ناجحة.
وأرجو أن تهتمّي بصحّتك الجسدية؛ فلا شك أن قلّة تناول الطعام مع هذه الضغوط يزيد من تعبك النفسي، ويقلل من قدرتك على البحث عن أية فرص للتفاهم مع زوجك، الذي تقولين إنه طيب ومحترم -بعيداً عن اللقاء الزوجي- ولا شك أنك وأهلك قد وجدتم فيه مزايا جعلتكم توافقون على الزواج في وقت أقل مما اتفقتم عليه من قبل.
لذا أتمنى إخبار أهلك بهدوء تامّ أنك تريدين أخذ بعض الوقت للراحة في بيت أسرتك؛ حتى تهدئين أولاً، لتتمكني من اتخاذ قرارك الصحيح؛ سواء بإعطاء نفسك محاولة أخرى لإنجاح زواجك، أو بالطلاق.. وصدقيني، إن أهلك يحبونك ويشعرون بألمك؛ ولكنهم يخافون عليك من الندم بعد الطلاق.
وعندما تتوقفين عن الصراخ والبكاء عند اقتراب زوجك منك، لن يلجأ للأسلوب "الغشيم" معك، والذي أُقسم أنني أرفضه؛ ولكني فقط أتفهّم أنه يفعله لأنه "غشيم"، وأيضاً لخوفه الزائد من عدم النجاح في هذا اللقاء، بالإضافة إلى اضطرابه لصراخك.
وأذكّرك برفض الحرام في هذا اللقاء، ولو اضطررت للطلاق؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأودّ تغيير كافة أساليبك وكلماتك في التعامل مع زوجك في هذا الأمر بالغ الحساسية.
وإذا أردت الاستمرار معه؛ فاجعلي والدك -وليس والدتك- يخبره بأنه لا يحتاج للذهاب لفكّ السحر، وأن الأفضل الذهاب لطبيب نفسي.
وأتفهّم جيداً أنك كتبت رسالتك وأنت غاضبة بشدة، ولا ألومك بالطبع؛ ولكني أتمنى التخلّص من الغضب حتى لا يؤذيك.
وأثق أنك لن تحاولي قتل زوجك إذا عُدت إليه، ولن تعذبيه كما عذّبك؛ لأنه لم يتعمد ذلك؛ فقد ذكرت أنه طيب محترم، بعيداً عن هذا اللقاء، وهو ما يؤكد أنه "غشيم" وبالغ القلق، وهو ما يمكن للطبيب النفسي مساعدته في ذلك.
وأثق أنك لن تجلبي العار لأهلك، ولا الأذى البالغ لنفسك؛ لأنك أذكى من أن تفعلي ذلك، ولا تعودي لزوجك؛ إلا بعد أن تهدئي تماماً.
وتوقّفي عن شحن نفسك ضده؛ فكما تتألمين مما يحدث؛ فإنه يتألم أيضاً.. ولا شك أنّ أصعب ما يمكن أن يواجهه أي زوج هو هذه التجربة، وقد تعجّل الزواج؛ لأنه يريدك، ولا شك أنه يعاني من إحباط فظيع، وبالطبع أنت لست مسئولة عن ذلك؛ ولكني أذكّرك بأن صراخك يؤثر بالتأكيد بالسلب عليه.
وإذا قررتِ بعد حصولك على الراحة العودة لزوجك؛ فلا بد من التعهّد بألا يفعل الحرام أبداً، وأن يلتزم بذلك.
وأتفهّم أيضاً إحباطك الشديد لكل ما يحدث، وأنت لا تزالين عروساً، وأدعو لك بانتهاء معاناتك بأسرع وأحسن ما يمكن.
لقد تعرّضت أنت وزوجك لتجربة قاسية، وتحتاجان للراحة وللابتعاد حتى تهدأ النفوس لتقررا: هل بإمكانكما الاستمرار بطريقة تُسعدكما سوياً، أم تختاران الانفصال دون إهانات أو تجريح أو أذى؟
وأتمنى الإكثار من صلاة ركعتي الحاجة ليختار لك ربي الأفضل في الحاضر القريب والمستقبل أيضاً. وفقك ربي.