حذّر أسامة بن لادن -زعيم تنظيم القاعدة- فرنسا، وطالب بانسحاب قواتها من أفغانستان، وذلك في رسالة صوتية موجّهة إلى الشعب الفرنسي أمس (الأربعاء)، حسب ما ذكرت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية. ووجّه بن لادن رسالة لفرنسا والفرنسيين، قال فيها: "إن ما يتعرّض له الخبراء الفرنسيون في النيجر هو ردّ فعل على ظلمكم (فرنسا) للأمة المسلمة". وأكّد بن لادن في التسجيل الذي بثّت قناة "الجزيرة" مقتطفات منه أمس: "إن السبيل لحفظ أمنكم هو رفع مظالمكم، وأهمها انسحابكم من حرب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش المشؤومة في أفغانستان، حيث ينتشر 3750 جنديا فرنسيا"، وأضاف بن لادن: "المعادلة بسيطة واضحة، فكما تَقتلون تُقتَلون، وكما تأسرون تُؤسَرون، وكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم، والبادي أظلم". وتابع بن لادن: "لا يستقيم أن تشاركوا في احتلال بلادنا وقتل نسائنا وأطفالنا، ثم تريدون العيش بأمن وسلام"، وتساءل: "إن تعسّفتم ورأيتم أن من حقكم منع الحرائر من وضع الحجاب، أليس من حقنا أن نُخرج رجالكم الغزاة بضرب الرقاب؟". وبرّر خطف الرهائن الأجانب قائلا: "اختطاف خبرائكم في النيجر ردّ فعل على ظلمكم تجاه المسلمين"، وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلن في 21 سبتمبر الماضي مسئوليته عن خطف 5 فرنسيين ومواطن من "توجو" وآخر من "مدغشقر" من مجموعة "أريفا" الفرنسية في شمال النيجر. ومن جانبه أعلن "بريس أورتفو" -وزير الداخلية الفرنسي- اليوم (الخميس) أن "التهديد الإرهابي في فرنسا جدّي وأن التيقّظ تامّ"، وتابع "أورتفو": "إن الأجهزة تعمد إلى عمليات تحقّق؛ للتأكد من صحة التصريحات المنسوبة إلى بن لادن". وأشار "أورتفو" إلى أن هناك 84 ناشطا إسلاميا تم استجوابهم في فرنسا منذ بداية العام الحالي، من بينهم 27 شخصا صدرت ضدهم أوامر بالحبس، حسب ما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وبعد أقل من 24 ساعة على التهديد الذي أطلقه بن لادن أعلنت فرنسا وبعض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) عزمها سحب قواتها من أفغانستان، في وقت ما من العام المقبل، وفقا لCNN. فيما قال "أيرفيه موران"، وزير الدفاع الفرنسي: "إن هذه الخطوة ليست مرتبطة بتسجيل بن لادن الأخير الذي هدّد فيه فرنسا". وأوضح الوزير الفرنسي، في تصريح لإذاعة RTL اليوم (الخميس) أن فرنسا ستبدأ بنقل المسئوليات الأمنية في بعض مناطق أفغانستان إلى الأفغان، وذلك في عام 2011 القادم. وأضاف "موران" أن "هناك موعدا محددا للناتو في إطار استراتيجيته الجديدة التي سيبدأ العمل بها مطلع العام المقبل، حيث سيتمّ نقل المسئوليات في مناطق بأكملها للأفغان"، إلا أن "موران" أصر على أن هذا الإعلان غير مرتبط بالتسجيل الأخير، الذي بثّته قناة "الجزيرة" الفضائية بصوت بن لادن أمس. جدير بالذكر أنه وفقا لحلف "الناتو" وقوة المساعدة الدولية (إيساف) فإن هناك نحو 3750 جنديا فرنسيا في أفغانستان. وهذا ليس التهديد الأول الذي تتعرّض له فرنسا من تنظيم القاعدة، إذ سبق لفرع التنظيم في المغرب العربي أن أصدر تحذيرات لفرنسا، ومنها التحذير الأخير من مغبّة العمل على تحرير الرهائن الفرنسيين المختطفين في النيجر. إضغط لمشاهدة الفيديو: