بجد أنا نفسي أتكلم مع حد لأني مش باعرف آخد قرار لوحدي، ونفسي حدّ يساعدني، أرجوكم تساعدوني.. أنا دلوقتي كنت مرتبطة بواحد وبعدين اتخطبت له قعدنا يوم واحد بس مع بعض، وبعدين أهله أقنعوه يسيبني عشان إحنا مش نفس مستواهم المادي، رغم إن أبوه كان إمام في المسجد، والمفروض إنه فاهم إن ده مش عيب ولا حرام، بس يلّا حسبي الله ونعم الوكيل؛ لأنهم كسروا قلبي بجد. وبعدها قعدت تقريبا 3 سنين مش باوافق على حد؛ لأني زي ما تقولوا كده اتعقّدت من الزواج، وبعدها ارتبطت بشاب تاني وارتحت له جدا، وبعد ما الموضوع كان هيتم بااااظ تاني، اتخنقت بقى بجدّ لدرجة إني كنت بافكر أموّت نفسي، مش لاقية حاجة أعيش عشانها بعد ما وثقت في إنسان تاني يحصل زي الموضوع الأولاني، مع إني والله بدون غرور على قدر كبير من الجمال والأدب والمستوى الاجتماعي والمادي.
في خلال 3 شهور من انتهاء الموضوع التاني ده اتقدم لي شخص وهو ده بقى الموضوع اللي محتاجة الرأي فيه، الشخص ده أكبر مني ب 7 سنين وهو مؤدّب جدا ومتدين وبيشتغل في السعودية، وأهله طيبين أوي، بس أنا ساعات باحسّ إني مش طايقاه كده ومش طايقة أسمع صوته، وباتحجج بإني تعبانة؛ عشان أقفل معاه.. لما آجي أتخيل إننا في بيت واحد قلبي ينقبض وباخاف كده مش عارفة ليه، مع إن أي بنت تتمنى كده، أنا حتى أصحابي بيحسدوني عليه، باقول لو كنت اتخطبت لحدّ من اللي قبله اللي ارتبطت بيهم كنت هاكون مبسوطة أكتر من كده، مش متخيلة إن ده اللي هيكون جنبي في الفرح، مع إنه مش وحش أو دميم، عشان أخاف منه، بالعكس هو وسيم بس أقرع شوية.
دلوقتي أنا مش عارفة ده إيه؟ أكمّل ولا لأ؟ ولا أنا أكيد هاحبه بعد الزواج؟ أنا مش باكرهه، أوقات بس، على فكرة أنا كنت رحت لشيخ، وقال لي إني معمول لي عمل بتعطيل الزواج، وكنت باتعالج بالقرآن.
المشكلة بقى إن أمي وأختي مش بيراجعوني، يفضلوا يضحكوا عليّ، ويقولوا لو مش عايزاه يبقى من دلوقتي قبل الزواج، أنا خايفة أسيبه يبقى كده أنا باتبطّر على النعمة، ومش ألاقي حدّ يعاملني كده، أو يكون حنين عليّ زيه، على فكرة هو خطبني شهر ونص وسافر بعدها السعودية، وهينزل قبل الفرح، خايفة بقى أتدبّس مش عارفة أعمل إيه.. بالله عليكم حدّ يقول لي أعمل إيه، أنا مش بانام والله.. وأنا آسفة إني طولت عليكم.. منتظرة الرد.
gerrsy
أختي العزيزة: يؤسفني كثيراً ما مررت به من تجارب قاسية، والأقسى من هذه التجارب أنها تركت أثراً كبيراً في نفسيتك، وجعلت ثقتك في نفسك تهتز، وثقتك بالله أيضاً، وهذا ما يحزنني كثيراً، عليك يا عزيزتي أن تعلمي أن المولى عز وجل هو أعلم بنا من أنفسنا؛ لأنه هو الذي خلقنا، ووضع لنا أقدارنا، وهو الأعلم بالخير والشر لنا.
وعليك أيضاً أن تعرفي أنه سبحانه لا يفعل للإنسان أبداً أي شيء من شأنه أن يضرّ به، فقد صدمت عندما تركك هذان الشابان في التجربتين، ولكن صدّقيني "لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع"، لو كان فيهما خير، ولو كان أحدهما من نصيبك لكانت الأمور ستسير بأفضل مما حلمت، وتصورت، ولكن لأن حياتك المستقبلية معهما لو تمّ الارتباط كان من الممكن أن تكون جحيماً، لدرجة أنك كنت ستتمنين الموت كل لحظة على الحياة معهما، فعندها ستحمدين الله على أنك لم ترتبطي بأي منهما.
لذا عليك أن تعودي إلى المولى عز وجل وتحمديه على كل ما مررت به، وأن تنظري إلى الجانب الحسن في الموضوع، وليس إلى الجانب السيئ، وأن تجددي ثقتك بالمولى عز وجل، وتعلمي أنه لن يفعل أي شيء ليس في صالحك أبداً، وأن تعرفي يا عزيزتي أن قدرك مكتوب من قبل حتى أن تُخلقي، فقد كتب كم من العمر ستعيشين، وكيف ستكون حياتك، وبمن ستتزوجين، وكم طفلاً ستنجبين، لقوله صلى الله عليه وسلّم: "رفعت الأقلام، وجفت الصحف"، وهذا يعني أنك لا يمكن أن تتزوجي إلا من قدّره الله زوجاً لك، حتى ولو خطبت مائة مرة، فلن تسير الأمور على ما يرام، ولن يتم الأمر إلا مع الشخص الذي قدره الله لك.
وأنت إنسانة متعلمة، فمن العيب ومن الخطأ أن تسلّمي لموضوع "الأعمال"، وهذه الخرافات، والدجل؛ فكلها أمور تنقص من إيمانك بالله، وتقدح في عقيدتك، لهذا كوني أقوى إيماناً، وعزيمة، ولا تشركي بالله سبحانه؛ لأنه الوحيد القادر على نفعك، والوحيد القادر على الإضرار بك، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يضرّوك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فلا تتحدثي مثل الجهلة، قليلي الإيمان، وتربطي ما حدث لك بموضوع الأعمال، وهذه الخرافات؛ فالعمل عمل ربنا وحده.
أما فيما يتعلق بالشخص الذي أنت مرتبطة به الآن فالمسألة أنك خرجت من تجربتين ودخلت في الثالثة، ولم تعطي نفسك الوقت الكافي لكي تستقر مشاعرك، وعواطفك؛ فمن الواضح أن فكرة الزواج تسيطر على تفكيرك بشكل كبير، وهذا شيء لا عيب ولا حرام، ولكن عليك أن تهدئي نفسياً وفكرياً وذهنياً حتى تستطيعي التفكير بشكل أفضل، وحتى تستقرّ مشاعرك، وتستطيعي أن تجزمي إن كنت تحبين هذا الشخص أو ترتاحين له من عدمه، ولا تجعلي أكبر همك هو الزواج، فالزواج ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق الاستقرار والأمان، والسعادة للإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة.
لهذا عليك أن تتعقلي في اختياراتك، وأن تكوني أكثر حكمة، وأن تستخيري الله في كل خطوة تقدمين عليها، حاولي ألا تتعجلي الأمر حتى لا تظلمي نفسك، وتظلمي شخصاً آخر ليس له ذنب إلا أنه شعر بالارتياح لك، ودخل من الباب طالباً يدك، وأنا مع أسرتك ومع رأيهم فإن كنت لا تشعرين بالارتياح النفسي، وبالقبول لهذا الشخص فالانفصال الآن أفضل بكثير من الانفصال في المستقبل؛ لأن لقب مطلّقة ليس بالشيء الهين أو السهل عليك تحمّله، لا قدر الله، ولن يكون فيه أي بطر أو شيء من هذا القبيل؛ فالزواج في البداية مسألة قبول متبادل من الطرفين، وارتياح نفسي، ومن ثم تفاهم، وثقة متبادلة، وتكافؤ بين الزوجين حتى يعمّ الحب والسعادة على هذا البيت الصغير، ولكي تعيشا في وئام وودّ وسلام، وتأكدي أنه لو كان هذا الشخص هو نصيبك ورفضتِه مائة مرة، فلن تتزوجي غيره، وإن لم يكن كذلك ووافقت عليه، فلن يكون لك ولن تكوني له، فلا يوجد شخص يأخذ رزق آخر.