بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا باشكر الموقع الجميل ده أوي.. بس بجد أنا نفسي ألاقي حل لمشكلتي النفسية دي.. من البداية أنا اتجوزت وكان عندي 17 سنة، وأنجبت ولد وبنت، وبعد مرور خمس سنوات زواج زوجي توفي، وساب بنتي 4 سنين وابني سنتين. المهم اشتغلت وتعبت جداً في الشغل.. مشاكل كتير لأني أول مرة كنت أشتغل، وكمان بعد ما جوزي مات، طبعاً لازم أكون في حِمى أهلي، وأنا أهلي كل حاجة عندهم غلط.. اللي كان حاميني منهم مات وما كانش فيه حلّ قدامي غير إني أتجوز وأكمّل حياتي خاصة إن سني صغير (23 سنة). المهم ربنا كرمني بزوج بيحبني جداً جداً، وبيغير عليّ جداً حتى من أهلي؛ ما يمنعش إن أهلي وحشين؛ بس للأسف بحبهم لأنهم أهلي.. هو مانعني عنهم. ساعات كتير باحس إني عاوزة أسيبه وأعيش لوحدي؛ بس مش عارفة هاروح فين؟ سيبت الشغل وبِعت الشقة اللي كنت عايشة فيها وأهلي دايماً بيتحكّموا فيّ كأني طفلة صغيرة، وأنا حالياً عندي 25؛ يعني مش صغيرة. إنتم شايفين إني أكمّل حياتي مع زوجي ولا أعمل إيه؟ ومشكلتي كمان إني دايماً بافتكر جوزي اللي مات، وباتمنى إنه يكون عايش لأن أنا كنت بحبه جداً؛ بس للأسف بعد الحب ده اكتشفت إنه كان بيخونني، وزوجي بيحبّني زي روحه؛ بس حاططني في قفص ذهب أنا وولادي. أعمل إيه؟ أرجوكم شوفوا لي حل للحالة دي، وجزاكم الله كل خير. Sh صديقتنا: يقول صلى الله عليه وسلم "لو أن لابن آدم وادياً من ذهب تمنى لو أن له واديان، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب".. سبحان الله عليك أيتها الأخت الفاضلة! أحببت زوجك الأول حباً كبيراً، واكتشفت بعد موته أنه كان يخونك، وكرهت أهلك وتحكّمهم فيك، وعندما منعك زوجك الحالي منهم سخطت عليه وأردت تركه.. فأعجبك ذاك الزوج وأعجبك هؤلاء الأهل!! وفي زمننا هذا تشكو الزوجات من الزوج الثاني الذي يستغلّ أنها أرملة أو مطلقة ويستنزفها مالاً وكرامة، ويضغط عليها، ويسيء معاملة أبنائها من زوجها السابق.. كل هذا وأنت قد أنعم الله عليك بمن يحبك ويغار عليك، ويحسن معاملتك ويصونك و"يستتك"، ولا يطلب منك مالاً أو عملاً، ولا يسيء لأبنائك.. وبعد كل هذا ترغبين في الابتعاد عنه وتركه ومواجهة مآسي الحياة وحدك، و"البهدلة" في العمل ونفقات الحياة وتربية الأولاد وغير ذلك!! وأنا مندهش جداً لهذا السلوك؛ فهل أنت كما يقول المثل "القطّ يحب خنّاقه"؟! صديقتي.. إذا كان الله تعالى قد أنعم عليك بنعمة فتعلمي كيف تصونينها، ولا تَدَعي عيوباً تافهة تدمّر حياتك، ولا تتركي الشيطان ينسج عليها أثواباً من الخذلان والدمار والفشل. غيرة هذا الزوج -وإن كانت تضايقك- هي غيرة طبيعية؛ لأنه هو الزوج الثاني، ويشعر دائماً أنه في موقف مقارنة مع السابق، وأن هذه المقارنة تلاحقه حتى ومنافسُهُ تحت الأرض؛ لأنك تقيمين هذه المنافسة على صُوَر تجسّدينها أمامك في الواقع؛ فعندما ترين ما يذكّرك بزوجك الأول تشعرين بعدد من المشاعر وتكبتينها، وعندما تتواصلين مع زوجك تقيمين أيضاً هذه المقارنة.. والرجل حتى وإن لم يظهر عليه أنه يفهم دواخلك؛ فإنه يشعر بك إن كنت صادقة خالصة له أم أن الخيالات تداعب عقلك. صديقتي.. لو كان منك الإخلاص في حبه لكان منه كامل الحب والثقة في نفسه وفي فوزه بالمقارنة والمنافسة بينه وبين أي شخص في نفسك. ولا أريد منك أن تتصنعي الحب؛ بل ابحثي عنه داخلك؛ فكم من أشياء حلوة كانت تملأ ماضينا؛ لكن حاضرنا أيضاً مليء بأشياء أخرى جيدة، وحاضرنا كذلك يخلو من عيوب كثيرة كانت في الماضي؛ لكننا نحن من نحسن أو نسيء استغلال الحاضر والماضي. وتأكّدي أن شكران النعمة يزيدها، وكفرانها وجحودها يعني زوالها؛ فاحذري قوله تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، والكفر هنا هو كفران النعمة وإنكارها. أما عن منعه إياك من أهلك؛ فأنت أول مسئولة عن ذلك؛ لأنك دون أن تشعري أفرغت كل مشاعر السخط عليهم أمامه في كل لحظة صفاء معه؛ فتركت لديه مشاعر سيئة لهم؛ فلم يَعُد يرى فيهم من الحُسن شيئاً ليتواصل أو ليتركك تتواصلين معهم.. وحتى إن لم يكونوا بهذا السوء فأنت ابنتهم تعرفينهم جيداً وتعرفين خيرهم وشرهم وتسامحين وتغفرين زلاتهم، أما هو فغريب لم يسمع إلا السوء؛ فبالتأكيد أنك لم تتغزّلي فيهم أثناء الشكوى منهم؛ فأصبح كل صورته عنهم صورة قاتمة بغيضة لا ينساها ولا يمكنه أن يغفرها. والآن صديقتي.. أنصحك بما يلي: 1- أن تتعلمي كيف تحبين واقعك وكيف تحمدين الله على ما وهبك من نِعَم، وأن تُظهري هذا الشكر وهذا الامتنان وهذه المحبة لزوجك، وتعلمي أن النظر للماضي -بغرض التحسر لا التعلم- جهل وسفه سيقضي على الحاضر والمستقبل. 2- لا تطلبي منه الذهاب لأهلك إلا في المناسبات الكبيرة كالأفراح والأعياد ومرض أحد والديك أو إخوتك أو غير ذلك، وعندما تطلبين منه ذلك اطلبيه على أنه صلة رحم وودّ، وأن الله تعالى أمرك ببرّهم، وأنك تخشين عقاب ربك بالتقصير معهم، وتخشين أن ينزع منك كل بركة وخير وهِبَة لك، ومنها أكبر نعمة عليك وهي زوجك الحالي نفسه.. وأن أهلك مهما فعلوا فإن قلبك لا يمكن أن يقسو عليهم. وستجدين لهذه الكلمات مفعول السحر عليه إن شاء الله؛ لكن بشرط ألا يكون طلبك بشكل مستمر بمناسبة ودون مناسبة، وألا يكون فيه إلحاح، وأن يكون باختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه رائق البال كوقت تناول العشاء مثلاً، وأنت أدرى بأحوال زوجك. 3- وانزعي عن نفسك كل وساوس الانفصال والعيش وحيدة؛ فهي من الشيطان الذي آلمه أن يسترك الله ويكفل لك سعادة بعد أن كنت على مشارف الحياة التعيسة البغيضة؛ إما بسيطرة أهلك وخوفك المبالغ فيه، أو الصراع وحيدة مع الحياة، أو حتى مع زوج لا يتقي الله فيك. أصلح الله لك نفسك وحالك وزوجك، ويسرك إلى كل خير.