3- اختر معركتك بحكمة: ويشرح المؤلف هذه الجزئية ويقول إن عبارة "اختر معركتك بحكمة" تعني أن الحياة مليئة بالفرص، وأن نختار أن نضخم شيئا ما أو أن ندعه في حال سبيله مدركين أنه لا يهم مهارة يجب أن نتعلمها؛ وهذا لأننا إذا انتقينا معاركنا بحكمة فسنوفر على أنفسنا الكثير من العناء والجهد.. وبالتأكيد فستكون هناك بعض الأوقات التي نرغب فيها لأن نجادل أو نواجه أو نقاتل من أجل شيء نؤمن به، ومع ذلك فإن هناك الكثيرين ممن يجادلون، يواجهون ويقاتلون على كل شيء دون تمييز وهم يحوّلون حياتهم إلى سلسلة من المعارك على أمور تعد نسبيا من صغائر الأمور، مما يملأ حياتهم بكثير من الإحباط واليأس والضغط العصبي والتوتر!! والحقيقة أن الحياة نادرا ما تكون على الحال التي نريدها، كما أن الآخرين لا يتصرفون بالطريقة التي نرغبها، وسوف يكون هناك دائما من يختلف معك أو من ينجز الأمور بشكل مختلف عنك وكذلك أمور لا تنجح، واسأل نفسك هل من المهم حقا أن تثبت لزوجتك أنك على حق وهي على خطأ؟! أو أن تصطدم بسيارتك بشخص ما لأنه ارتكب خطأ طفيفا؟! واعلم أنك إذا ما ناضلت ضد مبادئ الحياة تلك فستقضي معظم حياتك وأنت تخوض المعارك، لذلك حاول أن تنتقي من الأمور المهم فقط ولا تصارع وتضخّم كل شيء تافه. 4- انتبه لتقلباتك المزاجية.. فقد تخدعك: وفي هذه الجزئية يحذرنا د. ريتشارد كارلسون مما يسمى "التقلبات المزاجية"، حيث يمكن للتقلبات المزاجية أن تكون خداعة للغاية؛ فعندما نكون سيئي المزاج نشعر بأن حياتنا أسوأ مما هي عليه، وتبدو الحياة صعبة ومضجرة بدرجة لا تحتمل، وتكون نظرتنا للأمور ضيقة كما نأخذ الأمور بمحمل شخصي، وغالبا ما نسيء الظن بمن حولنا، أما عندما يكون مزاجنا صافيا فتبدو الحياة بالنسبة لنا رائعة، وننظر للأمور بمنظور صائب، ونتمتع كذلك بالفطنة والحكمة.. فمزاج الإنسان عندما يكون صافيا لا يشعر أن الأمور على درجة كبيرة من السوء، وتبدو المشكلات أقل صعوبة وأكثر طواعية للحل، وتنساب العلاقات والمحادثات مع الغير بكل يسر. لذلك إذا مررت بحالة من تقلب المزاج فكن أكثر فطنة، وقل لنفسك بأن هذا سوف يمر، ولا تتسرع بالحكم على الأمور، أو أن تلقي باللوم على من حولك، واعلم أن المزاج المتعكر لا يُعد الوقت المناسب لتحليل حياتك وفعلك، لذلك يُعد بمثابة انتحار عاطفي، لذلك انتظر قليلًا حتى تشعر باعتدال مزاجك وابدأ في التفاعل. 5- الحياة مجرد اختبار: وفي هذه الجزئية يخبرنا المؤلف بأننا إذا ما تعاملنا مع الحياة على أنها اختبار فسنبدأ في النظر إلى كل مسألة تواجهنا على أنها فرصة للنمو والانخراط في المجتمع، وسواء أمطرت علينا الدنيا المشكلات والمسئوليات أو حتى العقبات التي لا تقهر ونظرنا إليها باعتبارها اختبارا فستكون هناك دائما الفرصة لكي نحقق النجاح.. بمعنى أن نقهر ما يتحدانا. وبهذا نكون قد انتهينا من الجزء السادس من عرض الكتاب، مع وعد منا باستكمال بقية الأجزاء في الأسابيع المقبلة بإذن الله، في انتظار مشاركاتكم واقتراحاتكم. للاطلاع على الأجزاء السابقة: اضغط هنا