اكتشفي نفسك مع وندي.. القاعدة الذهبية: معالجة التوترات الدينية

ترجمة وتحرير: مروة سالم ولمياء يس
"إن بناء مجتمع عالمي يعيش فيه جميع الأفراد في احترام متبادل هو أحد المهمات الأساسية الواجبة علينا في العصر الحالي".. (كارين أرمسترونج – كاتبة وباحثة في علم الأديان).
ألا يمكننا المضي قُدُمًا؟!
كما أخبرتك مسبقا خلال الأسابيع الماضية؛ حتى يمكننا النهوض بمصر في هذا التوقيت الحافل، فإن ذلك يتطلب من كل فرد منا أن يقوم ببعض التغيير على مستوى حياته اليومية، فاختياراتنا اليومية والفردية تشكل مجموعة من السلوكيات التي تكوّن مجتمعًا قويا وصحيا، ونجاحك في أن تتصالحي داخل نفسك مع من هم مختلفون عنك هو خطوة مهمة حقًا، كي تتمكني من العيش في ظل هذه الحياة الديمقراطية الجديدة.
ومن الأشياء العديدة التي نختلف فيها: معتقداتنا وشعائرنا الدينية؛ فطول الفترة التي تلت الثورة في مصر والأجواء حافلة بأخبار التوترات بين المسلمين والمسيحين، وحتى بين المسلمين أنفسهم! فالمسلمون يختلفون في تطبيقهم للإسلام. ومثل هذه التوترات ليست موجودة في مصر وحدها، بل في جميع أنحاء العالم.
وترجّح كارين أرمسترونج -كاتبة وباحثة دولية في الأديان- أن السبب فيما نعانيه من النزاعات الدينية على مستوى العالم هو: أننا نسينا الجوهر الأساسي القديم الذي قامت عليه جميع الأديان، ذلك الجوهر الذي يُعرف ب"القاعدة الذهبية".
ما هي القاعدة الذهبية؟
القاعدة الذهبية -ببساطة- هي بعض المبادئ الأخلاقية التوجيهية، التي تحثنا على معاملة الآخرين كما نحب أن يعاملونا، وفي كل دين سنجد ترجمة لهذه القاعدة بشكل ما. كما أن قدرتنا على بناء مجتمعات دينية وعلمانية أكثر أمانا وقوة تعتمد على هذه القاعدة، فإذا تمكنّا من تطبيق هذه القاعدة فسيصبح العالم كله أفضل.
وإذا تمكن كل فرد، وكل مجموعة، وكل حي، وكل أمة من تطبيق الأخلاقيات التي سأنقلها لكم في السطور الآتية؛ فسيكون لدينا مجتمع عالمي أكثر أمنًا وتناغمًا.
وإليك بعض الأمثلة على مبادئ القاعدة الذهبية في 8 ديانات مختلفة في العالم:
الإسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". (حديث صحيح).
المسيحية: "لا تحكُم، وإلا فسوف تخضع أنت أيضًا للحكم، فبنفس الطريقة التي ستحكم بها على الآخرين سيقومون هم أيضًا بالحكم عليك، وسيقومون باستخدام المقاييس نفسها التي استخدمتها أنت". (متى 7 : 1).
الكونفوشيوسية (ديانة صينية قديمة): لا تفعل بالآخرين ما تكرهه لنفسك، وبالتالي لن يغضب منك أحد؛ سواء في أسرتك أو في بلدك. (المختارات الأدبية 12 : 2).
البوذية (ديانة هندية): لا تؤذِ الآخرين بالطرق التي تعرف أنها تؤذيك. (أودانا فارجا 1,5).
الهندوسية (ديانة هندية): هذا جماع الخير؛ لا تضايق الآخرين بما لا تحب أن يضايقوك به. (مهابهاراتا 5,1517).
اليهودية: لا تفعل الشيء الذي تكرهه بأخيك، هذا هو القانون الأساسي، وكل ما بعد ذلك هو شرح له. (التلمود، عيد السبت).
الطاوية (ديانة صينية قديمة): انظر إلى ربح جارك على أنه ربحك، وبالمثل فخسارته هي خسارتك. (تاي شانج كان ين بين).
الزرادشتية (ديانة فارسية قديمة): الفطرة بحد ذاتها صالحة إلى الحد الذي يمكّنها من أن تمنعك من فعل أي شيء يضر بها. (دادستين آي دينيك 94,5).
تأمل وضعك في مجتمعك:
هل أنت مثال حي على "القاعدة الذهبية" التي شرحناها.. أم أنك عامل في تصعيد التوتر والشقاق في المجتمع؟
هذه قائمة ببعض الأفكار التي تساعدك في تطبيق القاعدة الذهبية. وفي المرة القادمة عندما تقيم حوارًا مع أي شخص مختلف معك، حاول أن تسأل نفسك هذه الأسئلة لتقيس مدى مشاركتك في تكوين مجتمع سلميّ ومتحضر:
لقراءة المقال باللغة الإنجليزية اضغط هنا
اقرأ أيضًا:
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي"
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": درس من أرض العجائب
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": اكتبي قصتك
اكتشفي نفسك وطاقاتِك مع "وندي": كوني امرأة حكيمة
اكتشفي نفسك وطاقاتِك مع "وندي": كوني شجاعة وجميلة
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": حققي التوازن في حياتك
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": كوني عادلة
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": وازني حياتك
اكتشفي نفسكِ وطاقاتك مع "وندي": أحبي نفسك حتى تجدي الحب الحقيقي
اكتشفي نفسكِ وطاقاتك مع وندي: الشعور بالأمان والتفكير بحرية
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع وندي: الأشخاص الأصحاء يصنعون عالمًا صحيًا
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع ويندي.. لقاءٌ مع قدوة لكِ
اكتشفي نفسك وطاقاتك مع وندي: فن المعيشة الديمقراطية