السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا زوجة وأم والحمد لله، وأصبت مؤخراً بمشكلة في الإنجاب، ورضيت بقضاء الله، ولكن زوجي كان يريد دائماً إصلاح هذه المشكلة، بالرغم من تحذير طبيب معالج من أي تدخل، وتحت ضغط منه وإصرار حدث ما لم يحمد عقباه. وتحقق تحذير الطبيب وكدت أفقد حياتي، ولكن تم استئصال المبيضين، وهذه مشكلة تُؤثّر على حياتي الصحية كثيراً، حمدت الله أني عايشة أربي أولادي وإنها جت على أد كده ولم أقدم له أي لوم أو تأنيب. وأنا كعادتي لا أحب أن يطّلع على خصوصياتي أحد إلا أسرتي (أبي وأمي وإخوتي وفقط) وهو يعلم عني ذلك، وأكّدت عليه عدم إخبار أي أحد بهذا، إلا أنني كان يراودني الشك أنه قال لصديقته بالعمل وكنت أُكذّب نفسي؛ حيث إنني كنت واثقة أنه لن يفصح لأي أحد عن هذا، ولكن جاءني يقول كنت عند صديقي فلان، واتصل بي الطبيب أمامه فاضطررت للرد على الطبيب، وتكلّمت معه في موضوعك أمام صديقي، ولم أتذكّر ما قلته بالظبط، ولا أعرف ما الذي وصله من معلومات، ثم سأله صديقه عما حدث بعد انتهائه من المكالمة فتهرّب منه... هذا ما حكاه لي زوجي، وطبعاً هذا الكلام لم أصدّقه؛ لسببين: 1- لأن زوجي دائماً يحسن التصرّف ولا يقع في مثل هذه الأمور، فكان له أن يُؤجّل الرد على الطبيب أمام صديقه؛ حيث إنه يعلم أنه سيتحدّث في تلك التفاصيل. 2- اتصل به الطبيب قبل هذه الواقعة بيوم ولم يرِد زوجي الإطالة والدخول في تفاصيل الحالة معه؛ حيث إن الطبيب هو المتصل. ما أتوقّع حدوثه أن زوجي حكى لصديقه عما حدث، ولأن زوجة صديقه تعرفني وأحياناً تتصل بي فخاف إني أعرف منها، فاخترع تلك القصة حتى يقنعني أنه عرف غصب عنه. أنا أعتبر زوجي لم يحفظ سري ولم يحترم رغبتي، وبالتالي تأكدت لي الشكوك في أنه أخبر صديقته في العمل. ملحوظة: إن علم أي أحد بحالتي يؤرقني جداً ويؤلمني، فمن أسباب صبري على ما أصابني أنه لا أحد يعلم عني هذا، فكيف أتصرّف مع زوجي حيث إنني لم أشعره باستيائي مما حكاه لي حتى لا أُظهِر له ضعفي؟؟ n.n أبدأ بتعاطفي البالغ معكِ لمرورك بهذه المشكلة الصحية، والتي أدعو لك من كل قلبي أن "تسارعي" بطرد أية تأثيرات نفسية لها، وأن تهتمي بمراجعة طبيبك الخاص لتلافي أية مشاكل "قد" تنجم عن استئصال المبيضين، والإكثار من الاسترخاء الجسدي بإغماض العينين بلطف شديد، والاستلقاء على ظهرك، والمباعدة بين الرجلين، ووضع راحتي اليدين باسترخاء بجوار جسدك على أن يكون كف اليد لأعلى، وأن يكون الجسد مسترخياً وكأنه ثوب على الشماعة.. وتعمّد إزالة أي توتر بالعضلات مع التركيز على التنفّس بهدوء تام والاستغراق في ذلك لبعض الوقت.. وعندما تشعرين بالهدوء "ينساب" في جسدك وعقلك سارعي "باحتضانه" فهو علاجك الحقيقي من كل الإجهاد النفسي البالغ الذي تعانين منه والذي أوجعني كثيراً.. لذا أتمنّى بعد أن تصلي إلى قدر من الهدوء النفسي أن تقومي بالتمرين التالي.. قولي لنفسك: أنا "غالية" جداً واستئصال المبيضين لا يمكن أن يُقلل من ثقتي بنفسي، فهما مثل الزائدة الدودية أو اللوز، ولا علاقة لهما "بأنوثتي"، وانقطاع الدورة لن يُؤثّر عليّ إلا إذا "سمحت" بذلك.. ويمكنك تسجيل هذا الكلام بصوتك والاستماع إليه أثناء الاسترخاء الجسدي "ليتوغل" في عقلك، فلا بد من تغيير "نظرتك" لما حدث حتى تتغيّر تصرفاتك.. وصدّقيني الأمر بيدكِ وحدكِ بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع، فقد تألمت كثيراً لقولك إنك لا تريدين إخبار زوجك بضيقك من إخبار صديقه بالاستئصال حتى لا يشعر بضعفك. وأقسم لك أن ما حدث لك لا يمكن أن يقلل لا من أنوثتك ولا من استمتاعك أنت وزوجك باللقاء الزوجي الحميم، ولن يعرض صحتك الجسدية إلى أي خطر. فكل ما هنالك أن أعراض انقطاع الدورة الشهرية ستأتيك مبكراً ومنها الحساسية الزائدة والتي يجب "التنبه" إليها ومحاربتها بالاسترخاء الجسدي وبالإكثار من استخدام العطور الطبيعية؛ وأهمها زيت الياسمين واللافندر للتهدئة مع تناول مشروبات اليانسون والبردقوش والشمر ومنتجات الصويا والمكسرات للإقلال من أعراض انقطاع الدورة الشهرية. وكنت أتمنّى ألا تستجيبي لضغط زوجك، وألا تفعلي إلا ما تقتنعي به، فنحن نقبل "نتائج" ما نختاره دون إلحاح أو ضغوط بأفضل مما يحدث لنا بعد حصار وإلحاح. وأن كنت أهمس لك بكل الود والاحترام أن "مجرد" استجابتك لإلحاح زوجك يتضمن بعض من الاختيار فلا شك أنه كان لديك قدر ولو ضئيل من الأمل في استعادة القدرة على الإنجاب، وتضافر هذا القدر الضئيل مع رغبتك إما في إسعاد زوجك أو الخلاص من إلحاحه، فاستجبت لرغبته.. أقول هذا حتى تتمكّني من الانتصار على إبليس اللعين الذي يُحرّضك على زوجك، ويستغل شعورك بالإجهاد النفسي، "ليسرق" منك فرصك التي تستحقينها لتعويض نفسك عن الألم الذي عشته، ولتبدئي حياة أفضل أدعو لك بها من كل قلبي، وأتمنّى ألا تتأخري في بدئها. فقد أوجعني قولك إن من أسباب "صبرك" على ما حدث أنه لا أحد يعلم بما حدث، وكأنه "ينتقص" منك وهو أمر غير حقيقي.. وأتفق معك بالتأكيد على أن زوجك لم يكن موفّقاً عندما أخبر صديقه، وأنه كان يستطيع تأجيل الحديث مع الطبيب، أو الابتعاد عن صديقه عندئذ، وربما فعل ذلك؛ لأنه كان "يحتاج" لمن يتحدّث معه لأنه يراكِ تتألمين، أو ليطمئن أكثر.. ولا أبرر ما فعله ولا أُرحّب به، ولكني لا أعتبره خيانة بشعة، بل سوء تصرّف ومن "حقك" لومه عليه؛ لتتخلصي من غضبك وحتى لا يُكرر ذلك أيضاً، ولكن دون كلام جارح، وأكتفي بالقول: إنه كلما قلّ ما يعرفه الناس عن أمورنا الشخصية زاد احترامهم لنا والعكس صحيح، وإذا كنا لا نستطيع الاحتفاظ بأسرارنا فهل نطلب من الناس ذلك؟ وأنه لم يلتزم بوعده لك، وأن عليه ألا يكرر ذلك أبداً.. ولا تتكلّمي بحدة حتى لا يتحوّل الأمر لمشاجرة، واسمحي لغضبك من زوجك بالتراجع ولا تطيلي الاحتفاظ بالغضب حتى لا تؤذي نفسك. فليس من الحكمة عندما نتألم بسبب لا يد لنا به "وضعك الصحي"، أن نضاعف ألمنا "بتوهم" إن ما حدث بشع ويقلل من شأننا، أو أن الآخرين سيتحدّثون عنا ليلاً ونهاراً، والحقيقة أن الجميع لديهم ما يشغلهم وسرعان ما سينسون ذلك.. ولا أتفق معك في أن زوجك ما دام أخبر صاحبه فلا بد أنه أخبر صديقته بالعمل، وحتى إذا أخبرها فأتمنّى طرد الاهتمام بذلك فصدّقيني فهذا لا يُقلل منكِ كأنثى أبداً.. وأؤيدك في رفض الصداقة مع زميلته بالعمل إذا تجاوزت حدود الزمالة والأخوة أو "تطوّرت" إلى محادثات "طويلة" منفردة يتبادلان فيها الأمور الشخصية. ولا أحب أن تكتفي بالصبر على ذلك فلا بد من "استدراج" زوجك تدريجياً لاكتساب صداقته بتجنّب انتقاده والاهتمام بأموره -دون مبالغة بالطبع- وعدم التعامل معه بحساسية زائدة أو على أنه مجرد "أب" لأولادك وممول للأسرة، وألا تعيشي لتربية أولادك فقط كما ذكرت، مع تحسين علاقتك به عاطفياً وحسياً، والاهتمام بمظهرك وبرشاقتك وبارتداء الألوان المشرقة، ووضع رتوش ذكية من مساحيق التجميل داخل المنزل وخارجه، والاستمتاع بأمومتك، وقضاء أوقات لطيفة مع أولادك تشاركينهم فيها ألعابهم وتصطحبينهم للتنزّه لتسعدا سوياً، ومارسي الرياضة البدنية لإفراغ شحنات التوتر والتي نعاني منها جميعاً. وحسّني علاقاتك بالقول والفعل مع زوجك وأسرتك وصديقاتك، وتعاملي مع كل "ثانية" من عمرك على أنها "نعمة" لا يجب التفريط فيها، وابتسمي للحياة وتفاءلي بالخير لتجديه دائماً. وأتمنّى قراءة هذا الرد كثيراً لتنتصري على إبليس الذي يريد "إفساد" زواجك وحياتك لتسحقيه وتسعدي أنتِ وأسرتكِ وتابعينا بإخبارك لنطمئن عليك.. وفقكِ ربي وأسعدك،،، لو عايز تفضفض لنا دووس هنا