أنا زي أي حد باحلم زي الناس بالحب المجنون، في الأول كانت بنت عمي بتحبني جامد؛ ولكن في الفترة دي ما كنتش أقدر أحب حد أو أحسس حد بده، وما باعرفش أقول لحد إني بحبه وأنا مش حاسسها، وما باعرفش أضحك على حد. المهم هي ملّت وحبت واحد تاني، ضحك عليها وحسسها إن ما فيش غيرها، وضحك عليها وبدأت التنازلات وإنتم عارفين الباقي؛ بس هي سليمة، وهي اللي قالت ليه ده وما اتكسفتش. وقالت إنها عايزة ترجع، وأنا وافقت لأني حسيت بيها أكتر من أي حد تاني، وعندي قدرة على قراءة أي حد وأعرف أعلّق أي بنت مهما كانت؛ بس ما كنتش بارضى.. وحسيت إن فيه حاجة فيها انكسرت، وبعدها حرّمت عليها الخروج وحكَمْتها شوية. وجت بعدها قالت لي إنها ما بتحبنيش، -وده اللي أنا حاسه- بسبب قلة ثقتي فيها، بالرغم من الثقة العمياء فيها. ودلوقتي مش عارف أعمل إيه، حاسس إن فيها خير وهي أوْلى من أي حد تاني، وفيها صفات كتير حلوة؛ بس أنا عارف إنها مهما أخدت هيفضل دايماً إحساس إن ناقصها حاجة لسه موجود، هي صعبانة عليّ؛ لكن الغلطة دي محت كل حاجة حلوة، وعايز أقول لها على الصح ومش عارف أعمل إيه ليها وليّ. أنا مش عارف أخرّج اللي جوايا أكتر من كده.. يا ريت محتاج رد في أقرب وقت. wel
من حقك طبعاً أن تجد الحب المجنون الذي تريده والذي يُرضي قلبك وعقلك وتشعر معه بالأمن والاطمئنان على نفسك وعلى أسرتك إن شاء الله. ونأتي لمشكلتك مع ابنة عمك والتي ألقت عليك بذنبها مع الشخص الذي خدعها واستغلّها وأوحت لك أن هذا بسبب عدم اهتمامك بها أو عدم رغبتك في تضييع وقت معها قبل أن تجد عملاً أو تحدد ملامح مستقبلك وتكون قادراً على طَرْق البيوت من أبوابها وعدم استغلال مشاعرها التي تحرّكت نحوك رغماً عنها. صديقي لو قلت إنك تحبها ولا تستطيع أن تعيش من غيرها، وأن قلبك مشغول بها؛ لكنت قلت لك على الفور امنحها فرصة أخرى وضعها تحت اختبارات قاسية ومتعددة حتى تضمن أنها ندمت على ما اقترفته من ذنب كانت هي المسئولة عن الوقوع فيه بإرادتها ودون دخل لك فيه؛ لأن حبك لها وقتها سيكون مبرراً قوياً لمنحها هذه الفرصة؛ فالمحب يسامح ويغفر ومع نجاحها في الاختبارات تكون قد اقتنعت بعقلك أيضاً.. لكنك لم تذكر أية كلمة تدلّ على حبك لها وتعلّقك بها، وكل ما هنالك هو شعور زائف بالذنب وتحمل مسئولية أُلقيت على عاتقك وتحمّلتها بكل شهامة، وواضح أنها استغلّت ذلك جيداً. كنت أتمنى أن تذكر أيضاً "صفة حلوة" فيها تشجّعك على الاقتران بها وربط اسمك باسمها وتكوين أسرة سعيدة؛ لكنك لم تذكر شيئاً من هذا. صديقي لا يصحّ أن يكون اختيارك لشريكة حياتك وفقاً لمبدأ "هي أوْلى من غيرها"؛ فما وجه الأولوية؟ ألأنها ابنة عمك؟ إذا كانت هذه وجهة نظرك فأذكّرك بتحذير الأطباء من زواج الأقارب منعاً لظهور أمراض كامنة في الأسرة قد تظهر في الأبناء، بالإضافة إلى أن الميزة المطلقة في زواج الأقارب والمتمثلة في اطمئنان كل طرف للآخر ومعرفته ومعرفة أخلاقه جيداً ليست متوفرة إطلاقاً في حالتك؛ فما تعرفه عنها يُبعدك ولا يقربك. إن سرّ حيرتك تكمن في شعورك بالذنب لأنها أحبتك منذ صغرها أو قالت لك هذا؛ لكنها بكل بساطة ترتمي في أحضان غيرك مُدّعية أن هذا بسبب يأسها منك رغم سنك الصغير والذي أعتقد أنه كان سنها كذلك وقتها.. مما لا يدعو على الإطلاق لتعجّل النتائج ومعرفة موقفها ناحيتك وموقفك تجاهها.. فحتى لو كنت تبادلها المشاعر؛ لم يكن من الممكن أن ترتبط بها رسمياً لصغر سنكما ولما ستجدانه بالتأكيد من اعتراض الأسرة في هذه الحالات وتفضيلهم للانتظار حتى انتهاء فترة الدراسة على الأقل، وأن يكون كل طرف قد حدد هدفه وعرف طريقه في الحياة. صديقي لم تخطئ حين رفضت استغلال مشاعرها ولم تخطئ حينما لم يستطع قلبك أن يشعر بها أو يقتنع بها حبيبة. صراحة لا أجد في رسالتك ما يدفعني لأن أقول لك ارتبط بها وتزوجها؛ فلا قلب يحب ولا عقل يقتنع بها تماماً ويغفر لها خطأها؛ وبالتالي فارتباطك بها لمجرد شعورك بالمسئولية تجاهها سيظلمك ويظلمها أيضاً؛ لأنك يمكن في أي وقت تجد من يقتنع بها عقلك وقلبك، وساعتها قد تكون أنجبت منها ويمتد الظلم لأبناء في علم الغيب. قل لها بصراحة ما تشعر به وبأنك لا تستطيع نسيان ما فعلته، ولا تجد في قلبك إلا مشاعر الأخوّة وكن لها فعلاً الأخ الذي يساعدها في وقت الشدة؛ لكن لا تظلمها بارتباطك بها دون اقتناع ولا تظلم نفسك وتحمّلها ما لا تطيق.. هداك الله لما يحب ويرضى.