حب على نار هادئة

أنا شاب عندي 22 سنة، حبيت واحدة من 5 سنين وبحبها أوي وهي كانت بتحبني، بس من حوالي سنة حسيت إنها بدأت تكرهني علشان بتقول إني ما باعملش حاجة علشانها، وإني دايماً باخنقها بتصرفاتي، بس بعد كده اتضح ليّ إنها على علاقة بشخص تاني، أنا اتصدمت جداً وأنا لسه بحبها أوي، ومش عارف أنساها بجد نفسي أنساها، أنا حياتي مدمرة أوي ما باعرفش أنام.. أعمل إيه؟!!
love
جميل هو إحساس الحب عندما يدق في قلوبنا باكراً، ولكن الأجمل منه هو أن نتأكّد مِن أنه شعور حب فعلاً، وليس مجرد سهام حب وهمي تصيب قلوبنا في فترة المراهقة التي نمرّ بها جميعاً.
فكما هو ظاهر في رسالتك يا صديقي العزيز أن سهام الحب الوهمي قد صابت قلبكما في فترة مبكرة من عمركم في سن السابعة عشرة، ومن المحتمل أنها أصغر منك سناً.
وهذه السن المبكرة تخلق حباً غير ناضج أو قد نسمّيه مجرد إعجاب عندما لا يرى كل طرف في الطرف الآخر سوى المميزات فقط، وعندما لا يلتفت أي من الطرفين إلى أبعاد العلاقة.
وحتى إذا كنت واثقاً من شعورك تجاه هذه الفتاة فهذا لم يحدث معها، فعندما بدأت تكبر وينضج عقلها وَضَحت العلاقة لها من كل جوانبها، وبدأت تُفكّر في العيوب قبل المميزات، وتبحث عن أي شيء يمكن أن يُفسد العلاقة.
هذا بالإضافة إلى اكتشافك أنها على علاقة مع شخص آخر، فهي بدأت تبحث عن الحب الناضج الذي يولد على نار هادئة، ويكون متوافراً به كل مقومات النجاح والتي من أهمها النضوج في المشاعر، وفي أسلوب تفكير كل طرف في الطرف الآخر، وفي العلاقة نفسها وكيف يعملان معاً لإنجاحها.
نصيحتي لكَ صديقي العزيز أن تبدأ من جديد، ولا تجعل قصة الحب البريئة تلك عقبة في حياتك، وإنما أريدك أن تتعلّم منها حتى تعرف ما هي أخطاؤك التي عليك تجنّبها في المرة القادمة؛ لتبدأ حباً جديداً ناضجاً مكتملاً على أسس سليمة تستطيع أن تحميه، وأن تُكمِله بالزواج إن شاء الله.
فأنتَ الآن في سن مناسب لكي تختار بعقلك وقلبك معاً كما أريد منك أن تلتفت أكثر إلى التفكير في مستقبلك وفي عملك وفي تنمية مهاراتك التي تؤهلك لكي تشغل أعلى المناصب، وهذا وحده كفيل أن يساعدك على نسيان تلك الفتاة.
وأعتقد أن أكثر شخص يستطيع أن يُساعدك على النسيان، هو أنت فأنصحك بأن تأخذ القرار سريعاً حتى ولو كان صعباً عليك، ولكن مع الوقت ستتمكّن من ذلك، وإن شاء الله ستجد الحب المناسب الذي يستحق مشاعرك النبيلة وإخلاصك.. مع تمنياتي لك بالتوفيق في حياتك.

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا