أبلغ من العمر 22 سنة، متزوجة من 10 أشهر، متزوجة عن حب وبحب زوجي جداً، وهو كمان؛ ولكن من 4 أشهر هو اضطر للسفر للعمل بالخارج، وأنا بقيت بمصر حتى تتحسن الظروف ويبعت لي. الحقيقة أنا مش قادرة أعيش من غيره، وباحتاجه بشدة كزوج، وهو كمان نفس الشيء، ودايماً بافكر فيه، وباحس إني هاموت، وغيرانة من كل اللي حواليّ من المتزوجين؛ لدرجة إني باتضايق من نفسي أوي. وأوقات بنتكلم على النت وبيطلب مني حاجات كأننا بنمارس العلاقة لحد الآخر؛ بس أنا أوقات بابقى متضايقة من كده، أو بابقى خايفة من النت؛ بس مش بارضى أرفض لأني عارفة أنا قد إيه واحشاه.. أعمل إيه؟ smorty
أهنئك بالزواج وأدعو لك بالخير والسعادة والنجاح في كل جوانب حياتك، ولكي تفوزي بذلك بمشيئة الرحمن، أتمنى أن تتذكري دائماً أهمية ترتيب أولوياتك في الحياة؛ فلا تسمحي لشيء في الكون باستدراجك إلى الحزن، ولا تتركي لعواطفك الفرصة للسيطرة عليك. وبالطبع أحترم اشتياقك لزوجك، وسعدت بحبه لك أيضاً؛ ولكني خفت عليك من كثرة تفكيرك في العلاقة الزوجية؛ الأمر الذي أدى إلى غيرتك من المتزوجين الذين يعيشون سوياً، وهو ما أخاف عليك منه دينياً؛ إذ مع تزايد هذا الشعور، قد يتسلل -لا قدر الله- الإحساس بعدم الرضا عن حياتك، وهو أسوأ ما نفعله جميعاً بأنفسنا؛ حيث يسرق منا الفرح بما لدينا وشكر الرحمن عليه؛ مما يمنع عنا المزيد من عطاء الخالق الذي لا ينفد، ولنتذكر الآية الكريمة {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}. وأن الشيطان يذكرنا بالمفقود لينسينا شكر الموجود. أما من الناحية الدنيوية فأخاف عليك من كثرة هذا التفكير الذي قد يحرمك من الاستمتاع بحياتك، وشغل أوقات فراغك بما يفيدك من هوايات وتنمية للمهارات.. وأتمنى التحاقك بأية دورات لتعليم الكمبيوتر أو اللغات الأجنبية أو الأشغال اليدوية لشغل المخ؛ بما يفيدك لتستمتعي بالإنجاز، وبأن الأيام تمرّ وأنت تضيفين إلى نفسك شيئاً. وأكاد أسمعك تقولين: ولكني أشتاق لزوجي. وأرد عليك بكل الحب والاحترام: أعلم ذلك، وأقدّم لك حلولاً عملية لترشيد الاشتياق حتى لا يؤذيك. وأتمنى الاستمتاع بنعمة التواصل بالكاميرا عبر الإنترنت لتشاهدي زوجك، وأود ألا تمارسي معه اللقاء الزوجي عبره لأن هذا يزيد من شعوركما بالحرمان، كما أنه يزيف شعوركما بالإشباع، وهو لا يعدو أن يكون نوعاً من العادة السرية؛ فاللقاء الحميم ليس مجرد تفريغ للشحنة الغريزية؛ وإنما هو بالإضافة إلى الغريزة يتضمن تدعيم العاطفة، وهو ما لا يمكن حدوثه إلا بالاحتضان الحقيقي. وسامحيني لأمانتي؛ فهذا دورنا.. لذا أخاف عليكما من أضرار هذه الممارسة عبر الإنترنت، وأفضّل بحث الخطوات الواقعية للإسراع بالالتحاق بزوجك، وإن تَطَلّب ذلك العيش في مكان بسيط للغاية والرضا به مقابل الاستمتاع بتواجدكما سوياً. ولا أحب أن تقولي إن زوجك اضطر للسفر للعمل في الخارج؛ فهي فرصة طيبة ليس من الناحية المادية فقط؛ ولكن لزيادة الخبرات المهنية والحياتية لكما سوياً. وقومي بتشجيعه بلطف على تحمّل الابتعاد المؤقت، واقتنعي أنت أيضاً أن هذه فترة مؤقتة للغاية بمشيئة الرحمن، وستعيشان سوياً طوال العمر. وزيدي من صداقتك لزوجك وأخبريه بلطف أنك لا تفضّلين اللقاء الزوجي عبر الإنترنت لأنك تعانين بعده من اشتياقك له، وأنك على استعداد للسفر للعيش معه ولو في أبسط مكان، وأن عليكما ادخار عواطفكما حتى اللقاء الواقعي. وثقي أن هذا سيفيدكما سوياً على المدى البعيد، وسيحميكما من الخسائر أيضاً، وتشاغلي عن التفكير في هذا اللقاء وأوقفي تغذية شعورك بالحرمان لتفوزي بحياة رائعة حتى تلتقي بزوجك قريباً، كما أدعو لكما من كل قلبي.. وفقكما ربي وأسعدكما.