أنا مش عارفة أنا ليه دخلت هنا وقلت اللي أنا فيه؛ بس حاسة إني فعلاً هالاقي اللي يريّحني هنا.. بجد عمري ما فكّرت إني أفضفض مع حد لأني باختصار فقدت الثقة في كل اللي حواليّ. المهم مش هاطوّل عليكم.. أنا مشكلتي بدأت مع دخول الكلية.. أكيد طبعاً بمعرفة أصدقاء السوء..
أنا طول عمري ما ليش في حوارات الشِّلل والولاد؛ بس للأسف غصب عني -بسب وجودي بين الشّلة دي- لقيت نفسي بدأت أكون داخل الشلل ولاد وبنات؛ بس طبعاً كنت بحدودي مع إنه مش مبرر..
المهم فجأة لقيت نفسي بارتبط بشاب منهم، ودي حاجة تانية غلط، وتقريباً قعدت مرتبطة بيه سنة. وشويه حصل إن والدتي عرفت موضوع ارتباطي بالشاب ده، وقالت لي أنا مش هاسامحك طول ما الموضوع ده موجود.. فوراً أنا قطعت علاقتي بالشاب ده؛ لأن رضا أمي هو اللي هيعيّشني سعيدة طول عمري.. وأكيد طبعاً في الفترة دي بدأت أتعرف على شباب على الإميل ودي كمان حاجه تالتة غلط. أنا فُقت لنفسي وبعدت عن كل الحاجات دي وندمانة جداً جداً على اللي حصل. المشكلة في إني دلوقتي مخطوبة وحبيت خطيبي جداً جداً، وبجد ما فيش حد شافه إلا ما شكر فيه، أنا طبعاً مش قلت له حاجة عن الفترة دي؛ بس خايفة موت إنه يعرف اللي حصل ده. خايفة الحاجات الغلط اللي أنا عملتها تظهر في وقت غير وقتها وأضيّع كل حاجة أنا مش عارفة أعمل إيه؟
بجد أنا الموضوع ده محيّرني جداً جداً، وخايفة؛ بس أنا بجد ندمانة على الفترة دي.. أرجوكم حد يقول لي هو الموضوع ده يستاهل الخوف ده ولا أنا مبالغة ولا أعمل إيه؟ yoyo أختي العزيزة: إنه ليُسعدنا كثيراً ثقتك الغالية في موقعنا، الذي نعدك أن نكون على قدر هذه الثقة، وأن تكون مشكلتك فيه في طي الكتمان، ونتمنى دائماً أن نكون عند حسن ظنك بنا. وفيما يتعلق بمشكلتك؛ فاعلمي يا عزيزتي أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً؛ إلا أن يشرك به.. وأنت بالقطع أخطأت؛ ولكن من منا بلا أخطاء؟! من منا لم يتعرض لأشياء يخجل من أن يعرفها الناس؟! ولكن كل هذا يا عزيزتي لا يهمّ.. المهم هو أنك بالفعل استيقظت في الوقت المناسب، بفضل رعاية والدتك لك، ونصائحها الغالية والثمينة. وعليك أن تكوني واثقة من نفسك؛ لأنك الآن أصبحت لا تفعلين شيئاً يُغضب الله، أو أي شيء يجعلك تخجلين من نفسك؛ فهذا في حد ذاته مكسب كبير يا عزيزتي، وأعتقد أن الشخص الذي هو خطيبك الآن، عندما أقدم على خطبتك، سأل عنك كثيراً وعن سلوكك، ولو أنه شعر -ولو لوهلة واحدة- أنك إنسانة سيئة، لما أتم الخطبة، ولما ائتمنك في يوم من الأيام على اسمه وعلى سمعته وشرفه وبيته وأبنائه فيما بعد. لذا ليكن شغلك الشاغل الآن هو إسعاد الإنسان الذي سيكون زوجاً لك في يوم من الأيام إن شاء الله، وأن تكوني له الزوجة المطيعة المحترمة، التي تصونه في غيابه قبل حضوره، وتحرص دائماً على إرضائه، وعلى أن تكوني نعم الزوجة الصالحة له في المستقبل القريب إن شاء الله. واعلمي يا عزيزتي أنه لو رآك إنسانة تقدسين بيتك، وتهتمين بزوجك، وبحياتك الأسرية، وتقومين بواجبك على أكمل وجه، ووثق فيك ثقة كاملة؛ فمهما سمع عنك عندها لن يصدق حتى ولو رأى بعينه؛ فأنت من يستطيع رسم الصورة التي تريدين أن يراك بها، وأنت من يستطيع تشويه هذه الصورة. فاسعدي يا عزيزتي ولا تضيّعي على نفسك الفرحة، ولا تسمحي للخوف أن يدمّر حياتك، ويجعلك ترتبكين؛ فيشعر هو أن هناك ما يشغل بالك وتخشين منه، وعندها سوف تكونين أنت من فضح أمر نفسه، وأنت من أثار الشك في نفسه. فكوني طبيعية في كل تصرفاتك، وتناسي أي شيء، وتقرّبي إلى الله، واعلمي أن من سَتَره الله لن يفضحه البشر.. وطالما أن الله يعلم أن توبتك كانت نصوحة، وأنك لن تُقدمي على أي فعل ما يُغضبه سبحانه؛ فلن يخذلك أبداً. أتمنى أن تكون كلماتي المتواضعة قد هدّأت من روعك وأعطت بعضاً من الثقة في نفسك، وفي المولى عز وجل، وأتمنى لك حياة سعيدة مع الإنسان الذي أحبه قلبك واختاره.