العقل أولا ثم يأتي القلب

في البداية باشكر موقعكم جدا وأتمنى منكم أن تساعدوني في مشكلتي. أنا متقدم ليّ شخص بس مش تقدم رسمي لسه، هو قريب خطيب أختي يعني كلم خطيب أختي وفاتحه في الموضوع هو ومامته بس خطيب أختي رفض بشدة الموضوع وقال لهم تنسوا الموضوع ده نهائي وما تفتحهوش تاني وقال لأختي أنا مش عايز مشاكل ليّ وليكي لأننا كده هنبقى عيلة واحدة والمشاكل هتزيد.
المشكلة إني بحب الشخص ده جدا وكنت معجبة بيه أووووي بس قلت بلاش أعلّق نفسي بحاجة مش ليّ، ولما فتح موضوع الخطوبة ده كنت هاموووت من كتر الفرحة، المشكلة دلوقتي في خطيب أختي اللي واقف في الموضوع ومش عايزه ييجي يتقدم رسمي وبيقول له إنك مرفوض لأنك دبلوم، بس أنا مش فارقة معايا حكاية التعليم لأني بحبه ومش عايزة حد غيره.. أنا والدي دلوقتي مسافر وخايفة أوي لما بابا ييجي من السفر يخافوا يفاتحوه بسبب كلام خطيب أختي ليهم، بجد مش عارفة أعمل إيه؟ هو قال لأخته إنه عايز يكلمني لوحدنا أنا وهو بس، ونخرج أي حد من الموضوع؛ لأن الموضوع يخصنا لوحدنا، بس خايفة أعمل كده وفي الآخر يبقى شكلي وحش قدام أهلي وأهله مش عارفة أعمل إيه بجد؟
N
عزيزتي: من الواضح أنك تفكرين بعواطفك فقط، وتنحّين عقلك جانباً، وعليك في مثل هذه الأمور أن تحكّمي عقلك إلى جوار قلبك، وأن تكون الغلبة للعقل وليس للقلب؛ لأن العقل هو الحكمة، وهو ميزان الأمور أما العاطفة فقد تضلل صاحبها في أوقات كثيرة.
ولكن دعينا نفكر سوياً، أعتقد أن خطيب أختك، أصبح الآن جزءا من العائلة، وأنت بالنسبة له مثل أخته تماماً، فأنت تهمينه تماماً كما تهمه أختك؛ لأن ما يمسك في النهاية يمس أختك، ويصب في بوتقة واحدة، وهو أدرى بقريبه، فهو قريبه أي أنه يعرفه منذ نعومة أظفاره، ويعرف عنه كل شيء، ويعرف عنه ما لن تستطيعي أنت معرفته ولو بعد سنوات وسنوات، ولو أنه كان شخصاً يفخر به، لما مانع ولما تمسك بموقفه الرافض هذا.
ولكن موقفه هذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى بشاعة هذا الشخص، ومدى قبح أخلاقه، أو أنه شخص سوف يسيء صورة خطيب أختك أمام عائلتك، فقد يكون شخصا يحب المشاكل، ولكن لأنك تحبينه ترينه في صورة ملاك، ولا تريدين أن تري الحقيقة، ولكن هو لأنه يعرفه فإنه يعرف الوجه الآخر له، فأنت رأيت فقط الوجه الجميل، ولكن بعد ذلك لن تري إلا الوجه القبيح.
فعليك يا عزيزتي أن تفكري بعقلك، ولا تدخلي نفسك وأختك، في مشاكل أنت في غنى عنها، وأختك في غنى عنها، فكري في الأمر بشكل عقلاني، وفكري في مصلحتك وفي مصلحة أختك أيضاً، ولا تكوني أنانية، وتهدمي حياة أختك بتمسكك بشيء قد يكون ضرره أكبر من نفعه بكثير، فعليك أن تبتعدي تماماً عن هذا الشخص ولا تحاولي الاتصال به أو التحدث معه دون علم من هم حولك.
وهو بالتأكيد يريد أن يراك بمفردك؛ لأنه يعلم جيداً أنك تحبينه، وهو يريد التأثير عليك بمفردك، ولكي نكون منصفين يمكنك أن تسألي أحد أقارب خطيب أختك عن هذا الشخص، دون علم خطيب أختك، ودون علم الشخص الذي تحبينه، وتتأكدي من هذا الشخص ما إذا كان كلام خطيب أختك صائباً أم لا؟!
وأنصحك بصلاة الاستخارة، وأن تتركي الأمر لله فإن كان خيراً فسوف يقربه المولى عز وجل وإن كان شراً فسوف يبعده عنك إن شاء الله.