سنة أولى قصة.. باب جديد ينضم إلى ورشة "بص وطل" للقصة القصيرة سننشر فيه بالتتابع القصص التي تعدّ المحاولات الأولى للكتّاب في كتابة القصة البسيطة. تلك الكتابات التي لا تنتمي لفن القصة القصيرة بقدر ما تعد محاولات بدائية للكتابة.. سننشرها مع تعليق د. سيد البحراوي حتى تتعرّف على تلك المحاولات وتضع يدك على أخطائها..
وننتظر منك أن تُشارك أصحاب تلك المحاولات بالتعليق على قصصهم بإضافة ملاحظات إضافية حتى تتحقق الاستفادة الكاملة لك ولصاحب أو صاحبة القصّة.. في انتظاركم...
"أمطار الشتاء" رفع نظارته قليلاً معدلاً من وضعها بعد أن سقطت على أنفه ،كان ينظر من شرفة منزله إلى الشارع الذي كان خاوياً من المارة بسبب هذا الهطول الشديد لأمطار هذا الشتاء معلنة عن دخول هذا الفصل ،لطالما كان منظر هطول المطر محبباً لقلبه ودوماً كان يحب أنا يكون في قلبه وأن يشعر بكل قطرة من قطراته وهي تتخلل شعره الخفيف وتنزل بهدوء على جبهته ثم خده كان يتركها تأخذ مسارها حتى تسقط على الأرض أو تسقط على ملابسه مبللةً إياها ،كان يتعمد عدم ارتداء أي شيء على رأسه كان يحس بمتعة غريبة في هذا، بدأ في النظر إلى الشارع ... يهطل المطر فيغير من معالم الشارع فذلك الشارع المزدحم دوماً في وسط العاصمة تأتيه أمطار الشتاء فتصيره شارعاً خاوياً من المارة والسيارات إلا ما ندر تجد سيارة تنطلق مسرعة وسط الماء وتشاهد القطرات المتناثرة حول السيارة قد تشاهد هذا المنظر كثيرا لكنك لن تحس يوماً بجماله إلا إن رأيته من أعلى. في وسط أصوات الأمطار التي لا يغلبها صوت في هذه الأجواء رأى من بعيد اثنين يمشيان معاً كانت خطاهما منتظمة يتحركان بإيقاع واحد كأنهما أربعة أرجل لجسد واحد، عند اقترابهما أكثر استطاع التمييز أن أيديهما متشابكة ربما كان اتصال الأصابع سبباً في هذا الإيقاع الموسيقي في مشيهما كانا شاباً وفتاة بدا من منظرهما ومشيتهما أنهما في مقتبل العمر. في هذه السن دوماً تتحرك العواطف والمشاعر لدينا وقبل اقبال المرء على معترك الحياة وقبل الاحساس بالمسؤوليات التي تتراكم علينا نحاول دوماً إيجاد من قد يقتسم معنا عمرنا ويشاركنا أحزاننا وأفراحنا ويسير جانبنا في حياتنا سرائها وضرائها ويجفف عرقنا ويمسح دموعنا ويطهر جروحنا ويداويها حتى تندمل ونكمل حياتنا نبحث عن من بالأحرى نجد معه سعادتنا الأبدية. تذكر حينها صاحبنا أيام الأولى وذكريات صباه كانا يمشيان معاً في نفس هذا المكان منذ عشرين عاماً أو قد يزيد ،تذكر إحساسه بالسعادة والحنان الذي كان يعطاه ويمنحه في نفس الوقت الحنان والحب المتبادل والإحساس بالعطاء ،لقد فقدَ كل هذه المشاعر لقد تركته حبيبته بعد أن عاشا سوياً عمراً طويلاً ولم يفرقهما في نهاية المطاف سوى الموت. كانا معاً دوماً وبجانب بعضهم البعض تزوجا بعد قصة قصة حب لم تنتهي بالزواج بل زادها الزواج بريقاً وشوقاً وعشقاً من كليهما أنجبت له ولدين عاشا وتربيا في أحضانهما ثم تزوج الولدين، وعاد الأبوين ليعيشا وحدهما مرة أخرى، كان يمران دوماً في صباهما في هذا المكان كانا يتركان أصابعهما لتتشابك مع بعضها وكان كل من هما ينظر بعينه في عين الآخر كان الكلام حينها قليلاً جدا ربما كانت لغة العيون أبلغ ولايفهمها غيرهم كان لا يعنيهم هطول الأمطار بل ربما كان يزيد ذلك من الحديث الدائر بين أعينهما. كان وكانت ... ولكنه الآن وحده نظر إلى حاله الآن وحنّ إلى الماضي وبينما كان يمسح دمعته التي هربت من عينه رغماً عنه كان صوت المطر قد بدأ يقل ونظر إليهما كانا قد انعطفا يميناً في أحد المنعطفات وغابا عن ناظريه ولكنه كان يعرف حالهما لأنه كان يحس بهم، توقف المطر، وسوف يعود الناس إلى الشارع ويعود صخب الحياة إلى الشارع مرة أخرى ... أحمد سمير التعليق: أحمد يجيد الوصف ولديه أسلوب جيد رغم الأخطاء اللغوية المنتشرة بكثرة، غير أن الوصف يغلب على النص بحيث يتحول إلى مجرد مشهد خال من الحركة والحدث فيه طفيف لا يصنع قصة قصيرة، ربما يصلح مشهداً في رواية. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة