برغم أن أمس (الأحد) كان إجازة رسمية بمناسبة الاحتفال بأعياد تحرير سيناء والذكرى السنوية لاستعادة جزء غالٍ من الأراضي المصرية بعد ست سنوات من احتلال إسرائيل لها؛ فإن برامج "التوك شو" وجدت أن إفراد المساحة كاملة للاحتفال، أمر قد لا يروق للكثيرين؛ خاصة بعد إذاعة أفلام: "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"العمر لحظة"؛ فكان هناك مساحة كبيرة للحديث عن حق التظاهر في "مصر النهارده"، وتداعيات إلغاء نظام الانتساب في الجامعات المصرية في "على الهوا"؛ ولكن "الحياة والناس" و"العاشرة مساءً" احتفلا على طريقتهما بعيد سيناء، ولكن بطرح مشاكلها على المائدة. البداية مع "الحياة والناس".. تساءل البرنامج في فقرته الرئيسية عن "لماذا تعثّرت خطط التنمية في سيناء حتى الآن؟". فأجاب أسامة هيكل -الكاتب الصحفي- أن المشروع القومي لتنمية سيناء في الفترة من 1994 وحتى 2017 لم يأخذ الشكل العلمي في تنفيذه، وضرب المثل بمنطقة الوسط والتي كان مخططاً زراعتها، ولكن لم يتم التخطيط الجيد لتوفير المياه والاعتماد على أهالي سيناء في التنمية، بل على العكس؛ تعامل مع بدو سيناء على أنهم مجتمع خارج عن القانون وبالتالي ليس لهم الحق في التنمية. ومن جانبه طالب عاطف عبد اللطيف -سفير النوايا الحسنة والتبادل الثقافي والسياحي- بتنسيق العمل بين محافظتي شمال وجنوب سيناء؛ مؤكداً أن محافظي المحافظتين لا يريان بعضهما البعض إلا في اجتماع المحافظين. وطالبت مداخلات لمشاهدين بمزيد من الخدمات؛ خاصة في محافظة شمال سيناء، رافضين الاهتمام الإعلامي بسيناء في عيدها القومي فقط، وباقي العام تعاني الإهمال والتجاهل الإعلامي.
ظاهرة التظاهر كانت حاضرة رغم الإحتفال بسيناء أما "مصر النهارده".. برغم اهتمامه بالاحتفال بأعياد تحرير سيناء والتأكيد من خلاله ضيوف الفقرة على أنه لا مجال لأي شخص يحاول تشويه حقيقة استرداد سيناء؛ حيث إن معاهدة السلام التي تم عقدها بشأن الحدود بين مصر مع إسرائيل تنصّ على السيادة الكاملة لسيناء؛ فإن البرنامج قد أفرد مساحة لمناقشة حول ظاهرة "التظاهر" في مصر. واستضاف للمناقشة حافظ أبو سعدة -رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان- الذي أكد على أنه من حق الشباب في الوقت الحالي التعبير عن آرائهم من خلال التظاهر؛ حيث إنه ظاهرة إيجابية وشكل من أشكال التعبير موجود في جميع دول العالم وقال: على الرغم من أن هناك مساحة كبيرة من الحرية التي يشهدها الشارع المصري في التعبير عن آرائه وحقوقه؛ فإن هذا لا يعني أن نترك المتظاهرين دون سيطرة عليهم، فلا بد أن يكون هناك حزم في الأمور حتى لا يتعرض أمن الدولة إلى خطر. أما الدكتور جمال عبد الجواد -مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية- فعبر عن إعجابه الشديد بوجود حالة من الحراك السياسي في الشارع المصري من حيث ترك مساحة من الحرية للمواطنين في التعبير عن آرائهم، وأن المظاهرات غالباً ما تنتج عن عقول وإدارات وقرارات خاطئة. وأضاف: المظاهرات دليل على إعادة البناء السياسي للمجتمع؛ ولكن لا بد أن يتم هذا الأمر بعد الحصول على موافقة الجهات الأمنية، وأن ما طالب به أعضاء مجلس الشعب من تخصيص أماكن للمظاهرات لا يعني إلا مجرد إزاحة لأعمال الشغب؛ حيث إن المواطنين عندما يبتعدون عن قلب العاصمة بالتأكيد إنه لا يوجد مسئولين يشعرون بهم.
استطلع العاشرة مساء ً آراء المواطنين على طريقة "ماذا لو" لكن برنامج "العاشرة مساءً" حاول الاحتفال بذكرى تحرير سيناء بطريقة مختلفة من خلال تجميع أغلب التقارير التي قدمها البرنامج عن سيناء، واستطلاع آراء المواطنين بسؤال "ماذا لو"، والذي يطرح من خلاله المشاهد سؤالاً افتراضياً حول أشياء كان من الأفضل إقامتها في سيناء لتساعد على نجاحها.. وتساءل رشدي غانم، أحد المتصلين: "ماذا لو قامت الدولة بتنمية سيناء؟!!"؛ موضحاً القصور الواضح هناك سواء من الناحية الزراعية أو الصناعية، برغم من اتجاه العديد من المواطنين للزراعة هناك في الماضي، كما تساءل عن المعاملة السيئة لأهالي سيناء والمصورة في الاعتقالات المستمرة لهم. كما تساءل الكاتب والباحث صلاح البلك عن "الخطط التنموية التي وضعتها الحكومة لتطوير سيناء، لتنهي تنفيذها في 2017 ولم تتم حتى الآن"، وأوضح أن مشروع تنمية سيناء كان بالشراكة بين رجال الأعمال والحكومة، التي لم تقم بشيء، كما طالب بإقامة جمعية وطنية لتغيير سيناء. وتساءلت إيمان البسطاويسي "أستاذ الأنثربيولوجي" ماذا لو اشترك أهالي سيناء في مشروعات التطوير؟ مشيرة إلى أهمية دورهم في التخطيط لتلك المشروعات وإقامتها باعتبارهم شركاء أساسيين. أما أحد المتصلين عن ترعة السلام؛ فتساءل عن المشروع الذي لم يحقق منه شيئاً إلى الآن؛ برغم أهميته في تعمير صحراء سيناء، بالإضافة إلى أنه وسيلة هامة للقضاء على عزلتهم. وتساءل محمد -أحد أهالي محافظة سيناء- "عن دور الدولة في تملك الأراضي لأبناء سيناء وعدم التعامل معهم باعتبارهم مواطنين درجة ثالثة".
تداعيات إلغاء نظام الانتساب في الجامعات كان محور الحلقة لكن برنامج "على الهواء" الذي يُقدّمه الصحفي جمال عنايت على قناة "الصفوة" قدّم فقرة ناقش فيها تداعيات إلغاء نظام الانتساب في الجامعات المصرية بقرار وزير التعليم العالي؛ فقال الدكتور شريف عمر -رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب: إن الدولة مسئولة عن تعليم المواطنين، وأن نظام الانتساب ربما يتم استبداله بنظام أفضل، ومن أهم البدائل أن يتم تطوير التعليم المفتوح. أما الدكتور محمد يوسف -رئيس جامعة بني سويف- فيرى أن عملية الإلغاء في مصلحة طلاب الانتساب، وطالب بأن يكون التعليم المتميز للطالب المتميز في إشارة منه إلى أن التعليم الجامعي يجب ألا يمنح لأي طالب؛ لأنه مكلّف جداً، وكل المجتمعات المتقدمة تسلك نفس السلوك، وطالب بأن يتم تقليص طلاب العلوم الإنسانية والاهتمام بالعلوم التكنولوجية. أما الدكتور عبد الباسط عبد المعطي؛ فحذر تحذيراً شديداً من إلغاء هذا النظام؛ لأن إلغاء الانتساب سيؤدي إلى مزيد من البلطجة في الشارع المصري، وأيضاً العنف، وسيحرم عشرات الألوف من الطلاب من نيل درجة جامعية ومشاكل اجتماعية أخرى لن تظهر نتائجها في الحال، لكن بعد فترة واللي الدولة هتنفقه على علاج مشكلات تطبيق هذا القرار يمكن إنفاقة على تطوير هذا النوع من التعليم.