مشكلتي إني خاطب واحدة حبّتني وحبتها جدا، وكانت قبل الخطوبة ماتقدرش تزعلني أبدا وتخاف على مشاعري، دلوقتي الحال اتغيّر، وبقت تتعمّد تضايقني بكلام يخلّيني أغير، ولمّا أزعل وماكلمهاش ولا تسأل، وأرجع أنا أصالحها، رغم إنها ممكن تكون هي الغلط، علشان بجد بحبها واللي بيحب بيسامح. أهلي كانوا مش موافقين عليها وعلى أهلها، بس أنا عملت المستحيل واتخانقت كتير أوي علشان ماتخلاش عنها، وبعد كل ده قلبها بيقوى عليّ، ولو يوم ماكلمتهاش ولا تسأل، وكل مرة تقول لي أنت وأنت، وأنا علشان باحبها وبانسى وأقول عادي دي خلافات عادية بين أي اتنين بيحبوا بعض، واختلاف في وجهات النظر، وأقول لها آسف، ومش تسكت وترجع لأ.. تقول لي لازم تتعلّم ولازم تغيّر طريقتك! أنا مانكرش إني عصبي بس باروق بسرعة، وأصلا مش باتعصب غير بعد ما أوصل لحد صعب حد يتحمّلوا، أنا مش عايز طريقة أصالحها بيها لأني خلاص مش هصالحها؛ لأني آخر مرة كانت بتكلّمني ناشف أوي، وأنا عمّال أتأسف وأحايل، وهي تقول لي دي طريقتي لو عايز تتكلّم تتكلم.. مش عايز براحتك. اتخانقت جدا منها، ومش عايز أكلّمها لأني أهنت نفسي كتير أوي، والبنت لمّا تلاقي الولد يحبها تسوق فيها، وعايزة تفرض شخصيتها عليّ، وده مش هيحصل غير في الحلم، أنا كنت متفاهم جدا، بس كلامها بيخلّيني أقول مش هاينفع أعيش معاها كده، وفكّرت كتير أسيبها بس عندي شعور بالندم عليها؛ لأني بحبها، وخايف أكسر قلبها، شفتم أنا بحبها قد إيه؟! أنا مش عايز أكلّمها، أنا عايز أبطّل أفكّر فيها، وكمان عايز أعرف إزاي أخلّيها تتغيّر وماتقوليش أتكلّم معاها لأني خلاص ريقي نشف، وهي مش شايفة نفسها غلطانة في حاجة.. أنا حنيّن أوي معاها، وهي مش بتقدّر ده، وخلّتني أفكّر إنها فعلا ماتستاهلش حبي، ومش هي دي حبيبتي. يا ريت تردّوا عليّ بسرعة.. أنا بجد مخنوق أوي.
Saleh
صديقنا العزيز.. أنت تحكي مشكلة كثيرة الحدوث، وهي أن التعامل بين الطرفين -أي طرفين- يكون متغيّرا بحسب الحالة أو درجة القرب أو البعد؛ فمثلا زميلتك في الجامعة كانت تتعامل معك على أنك زميل دراسة.. موضوعات محدّدة ومناقشات معينة وأسلوب معين في جوّ معين في وجود بنات آخرين يجب أن يكون تعاملهن جيدا حتى لا تتهم إحداهن أنها لا تحسن التعامل مع الناس.. نفس الأمر معها كحبيبة إطار معين ونمط معين من العلاقات. يجب بعد أن يتطوّر الأمر إلى الخطوبة أن تتغيّر الطريقة، ولكن يجب أن تكون أكثر اتفاقا وحوارا عن المستقبل وخطط الحياة المشتركة ومسئوليات الزواج وأن تقاسمك همومك واهتماماتك.. صحيح أن اللغة قد تتغيّر قليلا وتكون أقل درجة في الإسهاب الشعوري والإلهاب العاطفي، لكن ليس لهذه الدرجة التي وصفتها. أمّا ما تتكلم عنه، فأمامنا احتمالان؛ أحدهما يتعلق بها والآخر يتعلق بك.. فلم تحكِ لنا عن ظروف ارتباطك بهذه الفتاة؛ فربما أنه كان في هذا الارتباط ما لم تكن هي راضية عنه فقبلت ذلك مُرغمة، وبداخلها غضب من ذلك.. والاحتمال الثاني أسديه لك في صورة نصيحة حتى لو لم يكن هو الاحتمال الصائب فهي لن تضرّ.. حاول أن تحسّن من طريقة تعاملك معها وأن تخفّف من عصبيتك؛ فهذه السمة ربما تصادف نفسية لا تتقبّلها ولا تنساها بسهولة، وربما تكون الفتاة ما زالت إلى الآن تتأثّر نفسيا بإحدى المرات التي عاملتها فيها بعصبية حتى إنها لم تستطِع أن تسامحك، ولهذا تكلّمك بهذه الطريقة. أمّا فكرة أنها لا تحبّك فلا أظنها صحيحة؛ إذ إنها هي مَن تغضب منك إذا لم مرّ يوم ولم تحدّثها، وهو ما يعني أن ما هي فيه إما طارئ في مزاجها أو بسبب موقف ما تستطيع أنت أن تمحوه بالصبر عليها وإقناعها بأنك تغيرت وأصبحت في صورة أفضل. أمّا نقطة أنها لا تغلّط نفسها؛ فإني أرى أن عشرة من كل عشرة لا يعترفون بأخطائهم بسهولة؛ فعليك أن توضّح، ولا تنتظر النتيجة فلا تتوقّع منها أن تقول لك "حقا أنا أخطأت"، ولكنها ستتكبّر عن أن تعترف، ثمّ بعد ذلك تفكّر في كلامك ولا تعود لهذا الخطأ مرة ثانية. تقول "وماتقوليش أتكلّم معاها"، وأنا لن أقول لك تكلّم معها بل أقول لك افعل معها، وضّح لها أنك تغيّرت.. تخلّص من عيوبك.. لا تكن عصبيا عليها.. لا تجرحها.. لا تصطدم بها؛ فإن لم يجْدِ ذلك نفعا واكتشفت أن ما هي فيه الآن هو عيب أصلي في شخصيتها وأنكما تفقدان التقارب والتفاهم الضروري في أي حياة زوجية؛ فاستخر الله عز وجل وربما كان الفراق اليوم خيرا من الفراق بعد الزواج.