السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في البداية أحب أشكر الموقع على المجهود الرائع.. أنا بعت لكم أكتر من مرة وأخدت رأيكم، بس بجد المرة دي حيرتي كبيرة أوي. أنا كنت مخطوبة قبل كده وفسخت الخطوبة من حوالي سنة ونصف، وكان فيه شاب بيطلب مني إنه يتقدم لي من أيام الجامعة وأنا كنت بارفضه من غير سبب -أنا اتخرجت السنة اللي فاتت- والإنسان ده عرض عليّ الجواز من قبل ما أتخطب، وحتى بعد ما اتخطبت وفسخت وعدت كذا سنة وأنا بارفضه برضه، ومش بادّي له وش نهائي وهو متمسك بيّ وعاوز يتجوزني، تعتبر دي رابع سنة هو بيطلب مني الجواز. فكرت مع نفسي أنا ليه بارفضه! هو إنسان كويس ومحترم وبيشتغل وبيحبني جدا ومتمسك بيّ، وعاوز يدخل البيت من بابه، قلت أدّي له فرصة وأتكلم معاه يمكن أتقبّله، وفعلا بقيت باكلمه بس كل فترة كبيرة أوي، يعني كل شهر مرة لما يتصل يسأل أنا عاملة إيه ويعرف أخباري ويقفل، وده كل كلامنا.. وأنا عمري ما فكرت أتصل بيه ولا أكلمه، كان خلاص هييجي البيت وبعدين حصلت حالة وفاة عندهم اضطر يأجل، قلت فرصة إني أعرفه أكتر، لقيت كل العلاقة بيننا إنه بيتصل إزيك عاملة إيه ويقفل.. بيحبني لكن مابيعرفش يعبّر عن حبه وده مخلّيني مش قادرة أحبه ولا أتقبله نهائي ولا عارفة أقرّب منه. لما زهقت قلت له حاول تخليني أحبك، عبّر عن حبك واتكلم، قال لي أنا عارف نفسي مش رومانسي بس أنا بحبك ومتمسك بيكي وباشتغل وباعمل كل ده علشان آجي أخطبك، وده من قبل ما أقول لك ولا تعرفي أصلا. مشكلتي بقى إن أنا رومانسية جدا وخايفة ماعرفش أحبه لو فضل بنفس الأسلوب ده على طول، وخايفة أظلمه معايا لأني لو اتخطبت له وفضل بأسلوبه ده هاتعب أوي، لأني نفسي أتجوز حد بحبه وبيحبني وهو كل همّه الشغل، حياته كلها شغل وبس، مابيعرفش يتكلم ولا يعبر عن مشاعره نهائي.. أنا ذكرت إني كنت مخطوبة وكنا بنحب بعض وماحصلش نصيب نكمّل، يعني متعودة على حاجة معينة، حب ورومانسية.. أنا عارفة إنه مش العيب الجامد اللي يخليني أرفضه لكن أنا بابص لقدام شوية، وكمان هو عاوز يسافر بره مصر وهايسيبني ويمشي وأنا طول عمري رافضة المبدأ ده.. لأني عارفة نفسي مش هاقدر أعيش في مكان وجوزي في مكان تاني، بس هو قال لي دي فترة بسيطة أظبط فيها أموري وأبعت لك، بس ماضمنش الظروف لأن كل اللي بيسافر بيقول كده، وفي الآخر بيسيبوهم وبيقعدوا بالسنين وييجوا أجازات، وأنا مش هاستحمل العيشة دي. وفي نفس الوقت شايفاه إنسان مايترفضش من نواحي كتير؛ بيحبني، شاريني، محترم، جاهز، استحملني سنين، باعامله بطريقة وحشة جدا ومتمسك بيّ جدا، هو من قرية في المحافظة اللي أنا فيها ولما قلت له مش هاقدر أعيش في قرى قال لي هاشتري لك شقة في المحافظة نفسها وفي المكان اللي هتقولي عليه، طبعا قصاد كل ده ماباقدرش أتكلم.. أنا وصل بيّ الحال إني علشان أعجّزه وأخليه يبعد عني قلت له لو عاوز تتجوزني طلباتي كتيرة عليك، وطلبت طلبات أوفر أوي على أساس إنه هيرفض لقيته بيقول حاضر، عارفة إنكم هتقولوا لي وافقي لأنه كويس بس يا ريت اللي بيقرأ رسالتي يفهمني.. هو فيه مواصفات كتير حلوة ويمكن مالاقيهاش تاني في حياتي، لكن مابحبوش ودي صعبة أوي، خايفة أظلمه أو أظلم نفسي، كل تفكيره شغل وفلوس وأعمل مستقبل ليكي ولولادنا، وأنا تفكيري في إنسان حنين رومانسي أحبه ويحبني، مش مهم مستواه إيه.. وهو عاوز يرميني في شقة ويسيبني لوحدي ويسافر.. قولوا لي أعمل إيه؟ أوافق يمكن أحبه بعد كده وعلشان يمكن ماقابلش حد زيه تاني؟ ولا أرفضه علشان ماظلموش معايا؟ مع العلم إني مش حمل تجارب تاني تفشل، أنا اتخطبت مرة وفشلت وعاوزة المرة التانية اللي أتخطب له يكون جوزي لأنه هيبقى صعب أوي عليّ لو لا قدر الله ده حصل تاني، آسفة لو كنت طوّلت عليكم بس أنا باثق جدا في رأيكم ومش لاقية حد أفضفض له غيركم. nano_love
صديقتنا العزيزة.. يبدو من رسالتك أنك تحتاجين إلى تفسير معنى كلمة الحب.. ما هو الحب في نظرك؟ أليس من أعظم الحب أن تجدي من ينتظرك لمدة سنين وسنين يعمل ويكد ويتعب من أجل أن يتقدم لك جاهزا لكل طلباتك؟! أليس من أعظم الحب أن تجدي من يقبل بكل شروطك ويستعد لفعل أي شيء مقابل أن يفوز برضاك؟! أليس من أعظم الحب أن يصر الإنسان على إنسانة معينة مهما بدا منها أنها ترفضه؟! تحتاجين إلى تغيير معنى الحب يا صديقتنا فليس الحب هو الكلام الرومانسي والنظرات ذات المغزى والألفاظ المعسولة، الحب هو الاستعداد للتضحية والبذل من أجل التواصل والحاجة الأبدية إلى القرب.. وهذا عينه ما يفعله هذا الشاب الذي تتحدثين عنه.. ولماذا نذهب بعيدا.. أنت لديك تجربة سابقة.. هل كانت رومانسية؟ هل وجدت ما كان في خيالك وأشبعت رومانسيتك؟ أم انتهت العلاقة ربما لأسباب مادية تافهة وربما لأسباب معنوية.. الحياة يا صديقتنا تقول لنا بوضوح أنا لا أنبني على أساس واحد، أحتاج إلى عدة أسس لأكون حياة جميلة سعيدة، أحتاج إلى قليل من الخيال وكثير من الواقع، أحتاج إلى قليل من الحلم وكثير من الجد، أحتاج إلى الرومانسية كما أحتاج إلى الواقعية.. الحياة لا تنبني على العاطفة وحدها، ولكنها تحتاج إلى العقل والنظام والالتزام الفطري بقواعد الحياة، وهذا الشاب الذي تتهمينه بانعدام الرومانسية يفهم الحياة ويعرف كيف يعيشها، ويستكمل ذاته ليحافظ على أحلامه وليحتفظ بسعادته فيها.. هو لا يضحّي بالرومانسية إذ يهتم بعمله.. ولكنه يدعم روحه وقلبه بسلاح مهم ليكون قويا في حبه.. العمل الجاد والالتزام من أهم سمات الإنسان الذي يسعى إلى النجاح والسعادة.. أنتِ تغرقين في الخيال وتلتبس في ذهنك المفاهيم، وتحتاجين إلى النزول قليلا من برج أحلامك العالي إلى الواقع الذي حولك.. الشباب يكد ويتعب ويحفر في الصخر ولا يجد وقتا لينام من شدة التعب والسعي إلى توفير شقة من حجرتين، يعمل ليل نهار في عدة أعمال، كالثور في الساقية من هذه لتلك، ليتحدى ظروف مجتمعه ويلتقي بمن يحب تحت سقف مهما كان ضيقا خفيضا.. الواقع يا صديقتنا لا يتيح لنا هذا القدر من الرفاهية الشعورية التي تحلمين بها.. وهذا الشاب يفهم ذلك، ولذا تحدى الكون كله ليحافظ على حبه، واختارك وأصر على اختياره لكنه لم يترك الدنيا ولم يحبس نفسه في محراب حبك يتعبّد، بل نزل إلى الحياة واجتهد ونجح وانتظر ليحقق سعادته.. هذا يستطيع أن يفعل لك الكثير.. إنه لم يبِع لك الكلام، ولكنه يأتيك والحياة في يمينه، والجديّة على ملامحه، والحب في قلبه، ضحّى من أجله وبرهن عليه بعدم النسيان لسنين.. فهو يستحق فرصة، ولكنها فرصة على أسس جديدة، أسس تتخففين فيها من الخيال وتنزلين إلى أرض الواقع، ربما الخيال حلو لكن الواقع أحلى! تمنياتي بحياة سديدة مليئة بالحب والنجاح والتوفيق.