هناك سؤال ورد إلى "بص وطل" يقول: أنا عايز أعرف.. هل أصوم أيام القضاء الأول، اللي هي الأيام اللي فاتتني من رمضان، ولا أصوم الستة أيام البيض الأول؟ وكان رد دار الإفتاء كالتالي: "عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"، رواه مسلم في صحيحه، فيسنّ للمسلم صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، تحصيلا لهذا الأجر العظيم. أمّا عن الجمع بين نيّة صوم هذه الأيام الستة أو بعضها مع أيام القضاء في شهر شوال؛ فيجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين. قال السيوطي: "ولو صام في يوم عرفة مثلا قضاء أو نذرا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة؛ فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية". والمقصود بمسألة التحية ركعتَي تحية المسجد؛ حيث قال البجيرمي في حاشيته: "وتحصل بركعتين فأكثر؛ أي يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضا أو نفلا آخر، سواء أنويت معه أم لا، لخبر الشيخين: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت". فاستدلّ العلماء بذلك على جواز اندراج صوم النفل تحت الصوم الفرض، وليس العكس، أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل. وبناء عليه، فيجوز للمسلم أن يقضي ما فاته مِن صوم رمضان في شهر شوال، ويكتفي به عن صيام الستة من شوال، ويحصل له ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال. إلا أن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولا ثمّ الستة من شوال، أو الست مِن شوال أولا، ثمّ القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنّة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وهو ما عبّر عنه الرملي في قوله: "ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد -رحمه الله تعالى- تبعا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب"؛ أي المطلوب في الأمر النبوي بإتباع رمضان بستة من شوال. والله تعالى أعلى وأعلم".