هل يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي أياما أفطرتها بسبب الحيض في الست من شوال، ويحصل لها أجر الست من الشوال؟ يجوز عند كثير من الفقهاء اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل عمومًا، وقد ذكر الإمام النووي في المنهاج : »وتحصل بفرض أو نفل آخر« وقال جلال المحلي في شرحه علي المنهاج: »قال في شرح المهذب: فإن صلي أكثر من ركعتين بتسليمة واحدة جاز، وكانت كلها تحية لاشتمالها علي الركعتين. (وتحصل بفرض أو نفل آخر) سواء نويت معه أم لا؛ لأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وجدت بما ذكر، ولا يضره نية التحية لأنها سنة غير مقصودة خلاف نية فرض وسنة مقصودة فلا تصح«. وأما بخصوص واقعة السؤال فقد ذهب السادة الشافعية إلي أن من يقضي رمضان في الست من شوال تبرأ ذمته بقضاء هذه الأيام من رمضان، ويحصل له أجر الصيام في شوال، ولكنه لا ينوي صيام الست من شوال وإنما ينوي صيام ما فاته من رمضان فقط، وبوقوع هذا الصيام في أيام الست يحصل له الأجر، فإن فضل الله واسع؛ وذلك لأن حديث النبي »صلي الله عليه وسلم« نصه: »من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر« لم يخبر بأن صيام هذه الأيام بنية مخصوصة لأيام مخصوصة من شوال، وإنما تحدث عن مطلق الإتباع، وهيئة إتباع رمضان بست من شوال حاصلة فيمن نوي صيامهم نافلة، ومن نوي صيامهم كقضاء لرمضان. وقد أفتي العلامة الرملي رحمه الله بهذا في إجابة سؤال عن شخص عليه صوم من رمضان وقضاء في شوال: هل يحصل له قضاء رمضان وثواب ستة أيام من شوال وهل في ذلك نفل؟: (فأجاب) بأنه يحصل بصومه قضاء رمضان، وإن نوي به غيره، ويحصل له ثواب ستة من شوال، وقد ذكر المسألة جماعة من المتأخرين«. وبناءً عليه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال؛ وذلك لما ذكر وقياسًا علي من دخل المسجد فصلي ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض، أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد. والله تعالي أعلي وأعلم. من فطر صائما ما فضل من فطر صائمًا ؟ وهل يشترط أن يكون الصائم فقيرًا ؟ يقول النبي »صلي الله عليه وسلم« من فطر فيه صائمًا كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينتقص من أجره شيء، »قالوا : ليس كلنا نجد ما يفطر به الصائم. فقال »صلي الله عليه وسلم«: »يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا علي تمرة، أو شربة ماء ، أو مذقة لبن«. فهذا الحديث يدل علي ثواب من فطر صائمًا، ومدي فضل فاعل ذلك عند الله، وليس في الحديث اشتراط كون الصائم فقيرًا، فالحديث عام في كل صائم، فالله ذو فضل عظيم، ولو كان عملاً قليلاً ،فثواب الإفطار يحصل لمن فطَّر الصائم ولو علي أقل القليل كما ورد في الحديث، والله تعالي أعلي وأعلم.