مطار شرم الشيخ يستقبل رحلات محوّلة من الأردن بعد إغلاق مجالات جوية مجاورة    بالتعاون مع الازهر الشريف .. " أوقاف مطروح " تطلق أكبر قافلة دعوية للمساجد    تعليق مؤقت لبعض الرحلات الجوية من مصر إلى الأردن والعراق ولبنان    هيئة ميناء الإسكندرية تستقبل أولى رحلات الخط الملاحي التايواني WAN HAI LINE    المشاط تبحث مع سفير المملكة المتحدة في مصر دفع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية    هل تتجه المنطقة إلى حرب إقليمية؟ إيران ترد على الهجوم الإسرائيلي ب"الوعد الصادق 3″ بعد مقتل قيادات بارزة    الضربة الإسرائيلية لإيران| الطاقة الذرية بطهران تكشف عن تلوث داخل منشأة «نطنز» النووية    بسبب حرب إيران وإسرائيل.. إلهام شاهين: «المجال الجوي مغلق بالعراق ومش عارفة هرجع مصر إمتى»    وزير الخارجية والهجرة يجرى مشاورات سياسية مع نظيره الألماني    «اسم الأهلي مكتوب في التاريخ».. ريبيرو يتحدث بشأن صفقة ضم رونالدو    الأهلي يهنئ سيراميكا ببطولة كأس عاصمة مصر    ليفربول يدفع مبلغًا ضخمًا لحسم صفقة الموسم    وكيل تعليم دمياط يتفقد تجهيز لجان امتحانات الثانوية العامة    الأسبوع الأكثر حرارة| تفاصيل طقس الأيام المقبلة وتحذيرات حتى الخميس 19 يونيو    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو لهو طفل بمنتصف أحد المحاور بالمقطم    إصابة 3 أشخاص إثر مشاجرة مسلحة بين عائلتين بقنا.. والأمن يضبط المتهمين    البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو في المسابقة الرسمية لمهرجان عمان السينمائي    إعلام أمريكي عن مصادر: المستشفيات الإسرائيلية وضعت في حالة تأهب قصوى    رحلة تعريفية لوفد من المدونين والمؤثرين الأمريكيين بالمقصد المصري    القاصد يهنئ محافظة المنوفية بعيدها القومي    مدير بايرن يثير الشكوك حول مستقبل كومان بعد كأس العالم للأندية    تقارير: أتلتيكو مدريد ينسحب من صفقة ثيو هيرنانديز    إزالة 8 حالات تعدي على الأراضي الزراعية بالشرقية    بالصور.. «الفندق» في أول لياليه على مسرح ملك    خاص| سلوى محمد علي: انفصال بشرى فاجأني وأنهت العلاقة بشياكة    «نويرة» تغني تترات الدراما المصرية على المسرح الكبير بالأوبرا    الطيران المدني: المجال الجوي آمن.. ورفع درجة الاستعداد القصوى    الرعاية الصحية والجمعية المصرية لأمراض القلب تختتمان حملة التوعية بقصور عضلة القلب بيوم رياضي    قلق عالمي بسبب انتشار «السعال الديكي».. أسبابه وطرق الوقاية منه    بيريز يدعم لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال في كأس العالم للأندية    «الرقابة النووية»: نتابع كافة التطورات ونرصد المستويات الإشعاعية في مختلف أنحاء الجمهورية    أنشطة وورش متنوعة لأطفال روضة السيدة زينب احتفالا باليوم العالمي للعب    خطباء المساجد بشمال سيناء يدعون للوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية    قرار جديد من الفيفا قبل انطلاق مونديال الأندية    تجهيز 24 استراحة للمشاركين في امتحانات الثانوية العامة ب كفرالشيخ    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بوسط سيناء    3 أيام متتالية إجازة رسمية للموظفين والبنوك والمدارس    حملات أمنية لضبط جالبي ومتجري المواد المخدرة والأسلحة النارية والذخائر غير المرخصة في أسوان ودمياط    إخلاء سبيل والد عريس الشرقية المصاب بمتلازمة داون ووالد عروسه    إنفوجراف| إسرائيل تدمر «عقول إيران» النووية.. من هم؟    أسباب عين السمكة وأعراضها ومخاطرها وطرق العلاج والوقاية    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 137 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    الحج السياحي في مرآة التقييم ..بين النجاح وضيق المساحات.. شركات السياحة تطالب بآليات جديدة لحجز مواقع الحجاج بالمشاعر المقدسة .. دعوات بعودة التعاقد الفردي مع المطوفين    وكيل الأوقاف ببني سويف يوجه بضبط استخدام مكبرات الصوت لعدم إزعاج المواطنين    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    من صمت الصخور إلى دموع الزوار.. جبل أحد يحكي قصة الإسلام الأولى    رئيس مدينة بلبيس يتعرض لمحاولة اعتداء مسلح أثناء ضبط مخالفة بناء    محمد هاني: "لم يخطر على بالي انضمام زيزو إلى الأهلي"    الدولار الأمريكي يرتفع متأثرا بالضربة الإسرائيلية على إيران    أبو العينين: طارق أبو العينين ابتعد عن سيراميكا كليوباترا بعد انضمامه لاتحاد الكرة    سعر الفراخ بالأسواق اليوم الجمعة 13-6-2025 فى المنوفية.. الفراخ البيضاء 87 جنيه    رئيس الوزراء: نتابع الموقف أولا بأول وتنسيق بين البنك المركزي والمالية لزيادة مخزون السلع    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 13-6-2025 في محافظة قنا    في ختام رحلة الوفاء.. أسر الشهداء يغادرون المدينة المنورة بقلوب ممتنة    مع إعلانها الحرب على إيران.. إسرائيل تُغلق مجالها الجوي بالكامل    نتيناهو: نحن في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل وبدأنا عملية «شعب كالأسد» لإحباط المشروع النووي الإيراني    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص    تعامل بحذر وحكمة فهناك حدود جديدة.. حظ برج الدلو اليوم 13 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذيع بريطاني مهاجما الأسد:حان الوقت للتخلص من هذا المخلوق "الحقير"
نشر في صوت البلد يوم 15 - 04 - 2017

قالت صحيفة (هافنجتون بوست عربي) -في تقرير لها- إنه يبدو أن المقابلة التي أجراها رئيس النظام السوري بشار الأسد مع وكالة "فرانس برس" الفرنسية يوم الخميس الماضي، جاءت بنتائج عكسية على الأسد الذي كان يسعى لتلميع نفسه بعد مجزرة الكيماوي الأخيرة.

فالمقابلة -التي وصفت بالمقيتة وفقًا لما رصدته "هافنجتون بوست عربي"- لاقت ردود أفعال سلبية على الوكالة الفرنسية، ما دفع "فرانس برس" للتوضيح بأن المقابلة لم تكن مقابلة بالمعنى التقليدي، حيث تم تصويرها بإشراف من قبل مسؤولين حكوميين، وأن عددًا قليلًا من الأسئلة والأجوبة تمت الموافقة عليها قبل بثها للعالم.

ومن أبرز الإعلاميين الغربيين الذين عبروا عن غضبهم من ردود رأس النظام السوري التي وصفت بالقبيحة عن مجزرة خان شيخون الكيماوية، المذيع البريطاني "بيرس مورغان" الذي وصف اشمئزازه من تعابير وجه الأسد لحظة إجابته على السؤال حول ضحايا الكيماوي من الأطفال تحديدًا.

ووصف "مورغان" الأسد في مقال له بصحيفة "دايلي ميل" البريطانية، بالقاتل والدموي والعار على الإنسانية، منتقدًا الأسلوب المتكبر الساخر والمتعالي القبيح من قبل الأسد تجاه الكارثة الإنسانية، وإن كان ذلك أمرًا غير مفاجئ، لأن الأسد لا يعرف شيئًا عن الإنسانية في نهاية المطاف.

نص المقال..

هذه الابتسامة المتكلفة من الرئيس بشار الأسد خلال مقابلته مع وكالة الأنباء الفرنسية لفتت انتباهي، إذ تساءل الأسد عما إذا كان الأطفال قد ماتوا بالفعل في مجزرة خان شيخون، وهذا أمر يمثل نوعًا من السخرية المسلية التي غمرت تعابير وجهه خلال المقابلة، حسبما جاء في صحيفة دايلي ميل البريطانية.

حقًا، هذا الأمر يمثل عذرًا مقرفًا للبشر الذين قتلوا بشكل دموي، فقد انتهت حياتهم القصيرة بوحشية بواسطة غاز السارين الذي ألقي من طائرات الأسد.

لقد رأينا جميعًا مقاطع الفيديو المرعبة، وبكينا جميعًا عندما شاهدنا هذه الصور.

نحن نعلم أيضًا أن الولايات المتحدة تعقبت الطائرات الفتاكة على الرادار، وأن الأطباء الأتراك أكدوا استخدام غاز السارين، وليس هناك شك في أن هؤلاء الأطفال قد ماتوا، ولا في الطريقة التي ماتوا بها أو الأشخاص المسؤولين عن قتلهم، أنت الذي قتلتهم، فأنت مخلوق حقير.

خلافًا لتهم أسلحة الدمار الشامل التي وُجِّهَت لصدام حسين، والتي كانت تُستَخدم لتبرير الحرب الكارثية غير المشروعة في العراق، فهناك دليل واضح وحالي على أن الرئيس بشار الأسد استخدم لتوه أسلحة الدمار الشامل لقتل شعبه.

بالطبع، لم تكن مقابلة اليوم حقًا مقابلة على الإطلاق، فقد أوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن المقابلة صورت من قبل مسؤولين حكوميين وافقوا على إطلاق عدد قليل فقط من الأسئلة والأجوبة الفعلية للعالم.

ما رأيناه خلال المقابلة كان ديكتاتورًا يائسًا فقد فجأة السيطرة على حرب كان يعتقد أنه على وشك الفوز بها، رأينا أيضًا ما يكمن داخل الروح البشرية للرجل الذي قتل 400 ألف شخص من شعبه، ولم يعد لديه أي مفهوم عن ماهية الموت.

جاءت الأكاذيب غليظة وسريعة:

- ادعى أن استخدام قواته للأسلحة الكيماوية هذا الأسبوع أمر مفبرك 100%.
- ادعى أنه لم يستخدم "قط" الأسلحة الكيماوية.
- ادعى أنه تخلى عن الأسلحة الكيماوية "قبل ثلاث سنوات".
- ادعى أن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر غير "أخلاقي" وغير مقبول بالنسبة له.

ثم تطرق الأسد إلى نظريات المؤامرة التي يقودها ادعاء مضحك بأن أمريكا "تعاونت" مع داعش لارتكاب هذه الفظائع من أجل منحهم عذرًا للهجوم على الأسد انتقامًا منه. ليس عليك أن تحب دونالد ترامب لتدرك أن هذه النظرية هي الأقل احتمالًا والأكثر عدوانية من أي وقت مضى.

ولا يجب أن تكون عبقريًا لاستنتاج أنه إذا استغرق شخص ما أسبوعًا كاملًا للإنكار العلني لهجوم الأسلحة الكيماوية، كما فعل الأسد، فإنه على الأرجح يفبرك الحقائق. لقد تمكنت من الغوص داخل عقل الأسد الملتوي المنحرف عندما نُشرت بعض رسائله الإلكترونية قبل بضع سنوات، إحداها كانت مُرسَلة منه لزوجته حيث كان يوصيها بمشاهدة مقطع فيديو من البرنامج الأمريكي "جوت تالنت" على موقع يوتيوب، إذ ظهر في البرنامج شخص متعطش للدماء اسمه كيفن جيمس قطع مساعده إلى نصفين باستخدام منشار كهربائي.

كان ذلك هو الفعل المفضل للأسد. هذا الأمر ليس مثيرًا للدهشة، بالنظر إلى أن والده البغيض حافظ الأسد كان معروفًا بأنه يذيب أعضاء أجسام ضحاياه في الأحماض الكيماوية. الآن يتلذذ الأسد الابن بالموتى بنفس الطريقة في مجازر مماثلة تستهدف المناطق المدنية المكتظة بالسكان بالغاز العصبي أو براميل القنابل المليئة بالكلور أو قصف المستشفيات أو تعذيب السجناء السياسيين. ليس لديه بوصلة أخلاقية، ولا معنى للإنسانية.

وكما رأينا الآن من خلال تصريحاته هذا الصباح، فهو يفبرك الحقائق الحادثة على أرض الواقع. باختصار، كما يحدث لكثير من الناس في الحرب، فإن الأسد فقد عقله تمامًا. فما التصرف الذي يجب أخذه تجاهه؟ الرئيس أوباما كان يؤمن بفكرة "قيادة أمريكا من الخلف" عندما يتعلَّق الأمر بالسياسة الخارجية والعمل العسكري، لكن هذا الأمر كان بمثابة استراتيجية فاشلة تمامًا، فقد جعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وغير مؤثرة، وساهم في تحفيزِ أشخاص على شاكلة الأسد ومؤيده الرئيسي، فلاديمير بوتين الروسي.

على النقيض من ذلك، يظهر الرئيس ترامب نفسه بسرعة على أنه رجل الأفعال، فقبل أسبوع، أطلقت أمريكا 59 صاروخًا من طراز توماهوك كروز على القواعد الجوية للرئيس الأسد.

وفي يوم الأحد 9 أبريل 2017، أعاد ترامب توجيه القوات البحرية الأميركية إلى شبه الجزيرة الكورية بعد التصرفات العدوانية الجديدة من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. واليوم، ألقت أمريكا أكبر قنبلة غير نووية في العالم على أهداف لداعش في أفغانستان، وهي قنبلة يبلغ وزنها 21 ألف رطل ويُطلق عليها MOAB "أم جميع القنابل".

تؤكد هذه البيانات الرئيسية الثلاثة الموجهة للعالم أن ترامب لن يتسامح مع الدكتاتوريين الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء، كأن يستخدموا الأسلحة الكيماوية أو يهددوا الأمن القومي الأمريكي بشكل قاطع، وهو مصممٌ تمامًا على الوفاء بتعهد حملته بالقضاء على داعش.

الأسد وبوتين وجونغ أون يجب أن يكونوا جميعًا قلقين جدًا اليوم، فعلى مدار فترة طويلة، تصرف هؤلاء الأشخاص بحرية دون عقاب على المسرح العالمي لأن زعيم العالم الحر (الرئيس الأمريكي) سمح لهم بذلك، وهم الآن يواجهون رئيسًا أمريكيًا جديدًا مستعدًا لدعم كلمات الإنذار بتدخل حاسم من الجيش الأكثر رعبًا في العالم.

حتى هذا الصباح، كنت أعتقد على مضض أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب السورية المروعة هو أن يبقى الأسد في السلطة، مهما كان الأمر غير مستساغ، ثم إزالته من السلطة عندما يتحقَّق السلام.

ولكن عندما شاهدت ابتسامته المتكلفة عندما تساءل عما إذا كان ضحاياه الصغار قد قتلوا، شعرت بأمواج من الغضب تتدافع داخلي. كان هناك شيء في كلامه وتصرفاته يعبر عن تشوش وشجاعة مجنونة، لكن لدي ثقة بأنه لن يفعل أي شيء سوى الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب.

لكن المشكلة في إزالته تكمن في سؤال: "من سيحل محله؟"، إنه سؤال مشروع، خاصة بعد أن رأينا الكثير من الفوضى في دول مثل العراق وليبيا ومصر بعد تغيير أنظمتهم الديكتاتورية، لكنني لا أرى الآن أي فائدة لسوريا أو بقية العالم في السماح لهذا الرجل المثير للاشمئزاز بالبقاء في السلطة.

لقد قتل الأطفال عمدًا بالغازات لأنه بكل بساطة وحشٌ، ويظهر التاريخ أن الوحوش تستمر في كونها وحوشًا حتى يوقفها شخص ما.

لقد حان الوقت للتخلص من بشار الأسد.
قالت صحيفة (هافنجتون بوست عربي) -في تقرير لها- إنه يبدو أن المقابلة التي أجراها رئيس النظام السوري بشار الأسد مع وكالة "فرانس برس" الفرنسية يوم الخميس الماضي، جاءت بنتائج عكسية على الأسد الذي كان يسعى لتلميع نفسه بعد مجزرة الكيماوي الأخيرة.
فالمقابلة -التي وصفت بالمقيتة وفقًا لما رصدته "هافنجتون بوست عربي"- لاقت ردود أفعال سلبية على الوكالة الفرنسية، ما دفع "فرانس برس" للتوضيح بأن المقابلة لم تكن مقابلة بالمعنى التقليدي، حيث تم تصويرها بإشراف من قبل مسؤولين حكوميين، وأن عددًا قليلًا من الأسئلة والأجوبة تمت الموافقة عليها قبل بثها للعالم.
ومن أبرز الإعلاميين الغربيين الذين عبروا عن غضبهم من ردود رأس النظام السوري التي وصفت بالقبيحة عن مجزرة خان شيخون الكيماوية، المذيع البريطاني "بيرس مورغان" الذي وصف اشمئزازه من تعابير وجه الأسد لحظة إجابته على السؤال حول ضحايا الكيماوي من الأطفال تحديدًا.
ووصف "مورغان" الأسد في مقال له بصحيفة "دايلي ميل" البريطانية، بالقاتل والدموي والعار على الإنسانية، منتقدًا الأسلوب المتكبر الساخر والمتعالي القبيح من قبل الأسد تجاه الكارثة الإنسانية، وإن كان ذلك أمرًا غير مفاجئ، لأن الأسد لا يعرف شيئًا عن الإنسانية في نهاية المطاف.
نص المقال..
هذه الابتسامة المتكلفة من الرئيس بشار الأسد خلال مقابلته مع وكالة الأنباء الفرنسية لفتت انتباهي، إذ تساءل الأسد عما إذا كان الأطفال قد ماتوا بالفعل في مجزرة خان شيخون، وهذا أمر يمثل نوعًا من السخرية المسلية التي غمرت تعابير وجهه خلال المقابلة، حسبما جاء في صحيفة دايلي ميل البريطانية.
حقًا، هذا الأمر يمثل عذرًا مقرفًا للبشر الذين قتلوا بشكل دموي، فقد انتهت حياتهم القصيرة بوحشية بواسطة غاز السارين الذي ألقي من طائرات الأسد.
لقد رأينا جميعًا مقاطع الفيديو المرعبة، وبكينا جميعًا عندما شاهدنا هذه الصور.
نحن نعلم أيضًا أن الولايات المتحدة تعقبت الطائرات الفتاكة على الرادار، وأن الأطباء الأتراك أكدوا استخدام غاز السارين، وليس هناك شك في أن هؤلاء الأطفال قد ماتوا، ولا في الطريقة التي ماتوا بها أو الأشخاص المسؤولين عن قتلهم، أنت الذي قتلتهم، فأنت مخلوق حقير.
خلافًا لتهم أسلحة الدمار الشامل التي وُجِّهَت لصدام حسين، والتي كانت تُستَخدم لتبرير الحرب الكارثية غير المشروعة في العراق، فهناك دليل واضح وحالي على أن الرئيس بشار الأسد استخدم لتوه أسلحة الدمار الشامل لقتل شعبه.
بالطبع، لم تكن مقابلة اليوم حقًا مقابلة على الإطلاق، فقد أوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن المقابلة صورت من قبل مسؤولين حكوميين وافقوا على إطلاق عدد قليل فقط من الأسئلة والأجوبة الفعلية للعالم.
ما رأيناه خلال المقابلة كان ديكتاتورًا يائسًا فقد فجأة السيطرة على حرب كان يعتقد أنه على وشك الفوز بها، رأينا أيضًا ما يكمن داخل الروح البشرية للرجل الذي قتل 400 ألف شخص من شعبه، ولم يعد لديه أي مفهوم عن ماهية الموت.
جاءت الأكاذيب غليظة وسريعة:
- ادعى أن استخدام قواته للأسلحة الكيماوية هذا الأسبوع أمر مفبرك 100%.
- ادعى أنه لم يستخدم "قط" الأسلحة الكيماوية.
- ادعى أنه تخلى عن الأسلحة الكيماوية "قبل ثلاث سنوات".
- ادعى أن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر غير "أخلاقي" وغير مقبول بالنسبة له.
ثم تطرق الأسد إلى نظريات المؤامرة التي يقودها ادعاء مضحك بأن أمريكا "تعاونت" مع داعش لارتكاب هذه الفظائع من أجل منحهم عذرًا للهجوم على الأسد انتقامًا منه. ليس عليك أن تحب دونالد ترامب لتدرك أن هذه النظرية هي الأقل احتمالًا والأكثر عدوانية من أي وقت مضى.
ولا يجب أن تكون عبقريًا لاستنتاج أنه إذا استغرق شخص ما أسبوعًا كاملًا للإنكار العلني لهجوم الأسلحة الكيماوية، كما فعل الأسد، فإنه على الأرجح يفبرك الحقائق. لقد تمكنت من الغوص داخل عقل الأسد الملتوي المنحرف عندما نُشرت بعض رسائله الإلكترونية قبل بضع سنوات، إحداها كانت مُرسَلة منه لزوجته حيث كان يوصيها بمشاهدة مقطع فيديو من البرنامج الأمريكي "جوت تالنت" على موقع يوتيوب، إذ ظهر في البرنامج شخص متعطش للدماء اسمه كيفن جيمس قطع مساعده إلى نصفين باستخدام منشار كهربائي.
كان ذلك هو الفعل المفضل للأسد. هذا الأمر ليس مثيرًا للدهشة، بالنظر إلى أن والده البغيض حافظ الأسد كان معروفًا بأنه يذيب أعضاء أجسام ضحاياه في الأحماض الكيماوية. الآن يتلذذ الأسد الابن بالموتى بنفس الطريقة في مجازر مماثلة تستهدف المناطق المدنية المكتظة بالسكان بالغاز العصبي أو براميل القنابل المليئة بالكلور أو قصف المستشفيات أو تعذيب السجناء السياسيين. ليس لديه بوصلة أخلاقية، ولا معنى للإنسانية.
وكما رأينا الآن من خلال تصريحاته هذا الصباح، فهو يفبرك الحقائق الحادثة على أرض الواقع. باختصار، كما يحدث لكثير من الناس في الحرب، فإن الأسد فقد عقله تمامًا. فما التصرف الذي يجب أخذه تجاهه؟ الرئيس أوباما كان يؤمن بفكرة "قيادة أمريكا من الخلف" عندما يتعلَّق الأمر بالسياسة الخارجية والعمل العسكري، لكن هذا الأمر كان بمثابة استراتيجية فاشلة تمامًا، فقد جعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وغير مؤثرة، وساهم في تحفيزِ أشخاص على شاكلة الأسد ومؤيده الرئيسي، فلاديمير بوتين الروسي.
على النقيض من ذلك، يظهر الرئيس ترامب نفسه بسرعة على أنه رجل الأفعال، فقبل أسبوع، أطلقت أمريكا 59 صاروخًا من طراز توماهوك كروز على القواعد الجوية للرئيس الأسد.
وفي يوم الأحد 9 أبريل 2017، أعاد ترامب توجيه القوات البحرية الأميركية إلى شبه الجزيرة الكورية بعد التصرفات العدوانية الجديدة من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. واليوم، ألقت أمريكا أكبر قنبلة غير نووية في العالم على أهداف لداعش في أفغانستان، وهي قنبلة يبلغ وزنها 21 ألف رطل ويُطلق عليها MOAB "أم جميع القنابل".
تؤكد هذه البيانات الرئيسية الثلاثة الموجهة للعالم أن ترامب لن يتسامح مع الدكتاتوريين الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء، كأن يستخدموا الأسلحة الكيماوية أو يهددوا الأمن القومي الأمريكي بشكل قاطع، وهو مصممٌ تمامًا على الوفاء بتعهد حملته بالقضاء على داعش.
الأسد وبوتين وجونغ أون يجب أن يكونوا جميعًا قلقين جدًا اليوم، فعلى مدار فترة طويلة، تصرف هؤلاء الأشخاص بحرية دون عقاب على المسرح العالمي لأن زعيم العالم الحر (الرئيس الأمريكي) سمح لهم بذلك، وهم الآن يواجهون رئيسًا أمريكيًا جديدًا مستعدًا لدعم كلمات الإنذار بتدخل حاسم من الجيش الأكثر رعبًا في العالم.
حتى هذا الصباح، كنت أعتقد على مضض أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب السورية المروعة هو أن يبقى الأسد في السلطة، مهما كان الأمر غير مستساغ، ثم إزالته من السلطة عندما يتحقَّق السلام.
ولكن عندما شاهدت ابتسامته المتكلفة عندما تساءل عما إذا كان ضحاياه الصغار قد قتلوا، شعرت بأمواج من الغضب تتدافع داخلي. كان هناك شيء في كلامه وتصرفاته يعبر عن تشوش وشجاعة مجنونة، لكن لدي ثقة بأنه لن يفعل أي شيء سوى الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب.
لكن المشكلة في إزالته تكمن في سؤال: "من سيحل محله؟"، إنه سؤال مشروع، خاصة بعد أن رأينا الكثير من الفوضى في دول مثل العراق وليبيا ومصر بعد تغيير أنظمتهم الديكتاتورية، لكنني لا أرى الآن أي فائدة لسوريا أو بقية العالم في السماح لهذا الرجل المثير للاشمئزاز بالبقاء في السلطة.
لقد قتل الأطفال عمدًا بالغازات لأنه بكل بساطة وحشٌ، ويظهر التاريخ أن الوحوش تستمر في كونها وحوشًا حتى يوقفها شخص ما.
لقد حان الوقت للتخلص من بشار الأسد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.