دخل عدد من نجوم مصر مؤخراً سباق كتابة مذكراتهم، التي تحمل أسراراً مؤلمة وخفايا، خاصةً وأن الفنان يعتبر مخزن أسرار ونبع للإثارة والتشويق الذي يتوقعه الجمهور من تلك الحياة المليئة بالصخب والشهرة والأضواء، ولذلك يداعب الفنان الرأي العام بكتابة مذكراته لما تحمله من فضائح أحياناً وتشويه للماضي إلى حد كبير، حيث أصبحت مذكرات الفنانين قضية جدلية اختلف فيها البعض واتفق عليها البعض الآخر. وتعتبر رغبة النجوم في كتابة مذكراتهم ترجع في الأساس إلى الربح المالي، ومحاولة من النجوم للعودة إلى الأضواء مجدداً، حيث كل نجم يسعى لإثبات أنه صاحب تاريخ وتجربة فريدة، وتعد أولى تلك المذكرات التي أثارت جدلاً كبيراً مذكرات الفنانه ماجدة التي خلفت تهديدات بالخطف والقتل من مجهولين خوفاً من ورود أسمائهم في هذه المذكرات، ليس هذا فحسب بل ازداد الخلاف بين ماجدة الصباحي ونجلتها غادة نافع، بعد تدخل الأخيرة لمنع نشر بعض المعلومات الشخصية عنها وعن زواجها، والعلاقات النسائية لوالدها الممثل إيهاب نافع في المذكرات الشخصية التي تجهز والدتها لنشرها قريباً. ومؤخراً تردد قيام الفنانة نبيلة عبيد بكتابة مذكراتها، بحجة شعورها بأنها أمام مجموعة من الظواهر الفنية الشاذة والغريبة، وتريد كتابة تجربتها لتكون مرجعاً لجميع النجوم والشباب الراغب في الاستفادة من الفن، كما قالت نبيلة "إن أحوال الفن تغيرت تماماً فنحن كفنانين عانينا كثيراً قبل أن نصل لما نحن فيه وكل أبناء جيلي والأجيال التي سبقتنا، لكن ما يحدث حالياً على الساحة يعد من قبيل التهريج وليس الفن". وعن أدق الأمور التي من المتوقع أن تتضمنها المذكرات أكدت نبيلة ، أنها ستتحدث عن أمور لم يسبق الحديث عنها من قبل في أي حوارات صحفية أو برامج تليفزيونية، خاصة فترة زواجي من المخرج الراحل عاطف سالم والأسباب التي أدت لانفصالنا بسرعة، كما ستتضمن المذكرات كل أسرارها الخاصة جداً - حسب تعبيرها - وهناك أيضاً الفنانة مريم فخر الدين التي انتهت من تسجيل مذكراتها بالفيديو، حيث أثارت القلق كونها أكدت أنها ستكشف عن طبيعة العلاقات الشائكة والمتشابكة التي ربطت بعض فنانات وفناني جيلها برموز السلطة داخل مصر وخارجها خلال تلك الفترة الحساسة التي تم خلالها تجنيد بعض نجمات السينما للعمل مع جهاز المخابرات العامة. وهناك أيضاً الراقصة المعتزلة هياتم، التي أكدت أن مذكراتها تتضمن أسرار رجال النظام السابق، كما ستتضمن المذكرات - حسب قولها- كل المساومات التي تعرضت لها من قبل أثرياء وأمراء عرب ومسؤولين مصريين كبار من أجل دخول غرفة نومهم، كما تتحدث عن طلب الزواج السري الذي تلقته من حاكم عربي كبير قام بوضع مجوهرات ثمينة وأموال طائلة أسفل قدميها، وشيكات على بياض بخلاف قصر فخم في جنيف وقصر آخر في لبنان، لكنها رفضت العرض لأسباب ستذكرها في المذكرات. كما أعلنت الراقصة دينا مؤخراً أنها انتهت من كتابة مذكراتها في كتاب يحمل عنوان "أنا والرجال"، وتكشف فيه عن أسرار زيجاتها وتتحدث عن كل الرجال الذين دخلوا حياتها أزواجاً أو أصدقاء أو غير ذلك. بينما تخوفت الراقصة المعتزلة فيفي عبده من طرح مذكراتها سواء في كتاب أو في حلقات مصورة، خوفاً من ملاقاة نفس مصير الفنانة الراحلة سعاد حسني، حيث أكدت أن مذكراتها تحمل الكثير من الأسرار والفضائح، وتصفية بعض الحسابات وتحصيل بعض المكاسب أيضاً. وقد رفضت الممثلة وفاء عامر كل العروض التي انهالت عليها مؤخراً لكتابة مذكراتها، كونها ترى أن حياتها الشخصية وماضيها ملكاً لها وليست ملكاً لأحد، ولا يجب أن يعرفها الجمهور، وأكدت عامر أنها رفضت عرضاً مغرياً من إحدى دور النشر الخاصة لكتابة مذاكراتها مقابل مليوني دولار. الناقد الفني نادر عدلي قال: إن البحث عن الربح المادي وراء رغبة الكثير من النجوم في كتابة مذكراتهم الشخصية، خاصةً وأن حياتهم لا تفيد الجمهور أو المجتمع بشيء، بل تعتبر المذكرات مجرد أوراق مملوءة بحياة النجم وكيفية صعوده، لكنها تبتعد تماماً عن الفضائح والأسرار، نظراً لأن الفنانة لن تستطيع أن تشير إلى علاقات جنسية محرمة قد تغير من نظرة الجمهور لها، وأنه انخدع فيها طوال عمرها الفني، وأكد أن انحسار الأضواء عن بعض النجوم وراء رغبتهم في كتابة تجربتهم الشخصية وليس مذكراتهم، فكثير من النجمات يرغبن في الأضواء وفلاشات الكاميرا وليس النبش عن الماضي أو تسجيل الفضائح بخط أيديهن. واتفق معه في الرأي الناقد عصام زكريا وأكد أن المذكرات طريقاً مضموناً لتحقيق مكاسب مادية، لكن لا مجال لتحقيق هذه الاستفادة سوى بسرد الحقيقة دون تجميل، وعدم ظهور النجم بصورة ملائكية بعيدة عن الواقع والحقيقة، إن كثيراً من أسرار النجوم والنجمات وفضائحهم معروفة لدى الوسط الصحفي، وبالتالي فإن الفنان يريد أن يظل بصورته الخيالية عند الجمهور حتى لا يخسر الجميع. وفي رأى الكاتب والسيناريست عمرو فهمي ، أن النجم يلجأ إلى المذكرات في محاولة لإعطاء نفسه وما يكتبه قيمة وأهمية، وتابع المذكرات محاولة للتزيف والكذب على الناس وتشويه الحقائق ونبش في الماضي، وكل نجم يحاول إظهار نفسه بأسلوب غير حقيقي للحفاظ على صورته أمام الجمهور، أما ما يثار حول الأسرار والعلاقات مع رجال السلطة فكلها للاستهلاك الإعلامي. بينما ترى المخرجة إنصاف رفعت ، أن مذكرات النجوم ليست سوى تسجيل لمشوار حياة الفنان، وطالما كان النجم مؤثراً على الجمهور فلا مانع من كتابة مذكراته لتكون مرجعاً لتاريخيه وبداياته الفنية ووصوله إلى الشهرة، وأكدت أنه بعد رحيل الفنان تكون حياته بين أيدي العابثين الذين يشوهون تاريخ الفنان بإضافة أحداث غير حقيقية.