حيث يوجد أكبر تجمع لزراع الورد ونباتات الزينة في مكان أشبه بالجنة تتداخل فيه الخضرة مع ألوان الزهور المتنوعة بالنسمات الجميلة التي تحيط بالبساتين. الحياة هادئة تماما. وبيوت مزارعي الورد عبارة عن دور واحد في الغالب من البوص أو الطوب اللبن ومحاطة بالأشجار ونباتات الزينة والنخيل ووسط الخضرة وفي البساتين المطلة علي النيل ينشط الفلاح صباحا منتظرا الزبائن أدواته مجرد مقص صغير يهذب به النباتات ليحافظ علي حيويتها وفأس رقيق ينسق به الأرض أسفل الشتلات وعند الظهر يستريح قليلا في كوخه البسيط ليشرب كوب شاي وسط باقي العما .وهناك بساتين تملكها الدولة حيث تتبع وزارة الزراعة ووزارة الري لإنتاج ورد حكومي له رعاية خاصة وطقم موظفين وعمال وبأسعار مدعمة. يقول عبدالنبي عبدالسلام 25 سنة مزارع بأحد المشاتل الحكومية من أهم الزهور التي نزرعها القطيفة والزيت او الداليا والورد البلدي، ونبيعها بأسعار رخيصة جدا، والبيع بالجملة والقطاعي ولو اشتري أي زبون وردة واحدة تسجل في فاتورة عند موظف الحسابات يضيف: "الحكومة دعمت الورد علشان الناس تشم وتتفرج بدون تكاليف" ويوميا يحضر إلينا زبائن لشراء الورد بغرض التزيين أو في المناسبات والتجار يشترون بالجملة. ويضيف إسماعيل السيد 44 سنة مزارع: شجر الورد ممكن يعيش 100 سنة مع الرعاية والاهتمام وأنا يوميا كعامل مهمتي أن أتابع النباتات ولو فيها حشائش غريبة أخلعها أو أي مرض خاصة أن الورد حساس شوية .والشغل يبدأ من الصبح وينتهي بعد الظهيرة موظف الحكومة، لكن مشكلتنا أن الرواتب ضعيفة جدا، ومع أن الورد مربح وفلوسه كثيرة لكن البديل علشان نقدر نعيش هو أننا نشتغل عمالا باليومية في العصرية أو يوم الجمعة وربنا يسهلها. المشاتل الخاصة أما أصحاب المشاتل الخاصة فإن المهنة لديهم لها طابع خاص ومربح. مجرد قطعة أرض صغيرة علي مساحة قيراطين مثلا ومجموعة من الشتلات والبذور والأشجار الصغيرة يبدأ بها المشتل ومع الوقت يكبر ويتحول لجنة وتتنوع أنشطتها ما بين تنسيق الحدائق وأعمال الجنائن واللاند سكيب أي تجميل مداخل العمارات والشركات حيث يقول هاني محمد مزارع وصاحب مشتل خاص الأرض في الجزيرة ملك المحافظة ورفعت إيجار متر المشاتل والفلاحة، ونحن نبيع بالجملة وعود الورد الواحد ب 5 جنيهات وممكن يرتفع ثمنه حسب نوع الورد نفسه.. المشكلة أن الأنواع في أغلب المشاتل قليلة والسبب يرجع لاحتكار عدد من التجار الكبار لنوادر الزهور لأنهم يأتون بها من أوروبا، خاصة هولندا ويزرعونها لحسابهم الخاص لكن مع الوقت ممكن تنتشر لو أخذنا عقلات صغيرة منها. أما محمود صالح، 34 سنة مزارع، فيقول: الورد لا يكلف مثل باقي المشروعات العادية وعلي الرغم من ذلك فنحن نقوم بتسميده ورشه بالمبيدات اللازمة لأن هناك أمراضا معينة تصيبه مثل الصدأ الأسود علي الأوراق أو الكرتنة يعني الورد يكش بفعل الحرارة أو بعض الآفات ولا يوجد ارشاد زراعي وكل مزارع وخبرته ولكن بشكل عام الجو في مصر صحي جدا للورد والورد البلدي نزرعه مرة واحدة ويبقي في الأرض سنوات طويلة وهناك أنواع مستوردة من أمريكا وهولندا وعندما نزرعها تأتي بعائد مجزٍ، مثل زهور الليلم والقرنفل الأمريكي. ويذكر محمد علي مهندس زراعي وصاحب مشتل خاص أن هناك مجموعة من رجال الأعمال يسيطرون علي سوق الورد في مصر خاصة في مسألة الاستيراد والتصدير وأنشطة المعارض أما حجم مشاركة الفلاحين البسطاء في هذا البزنس فهو قليل جدا حيث إن دورهم يتوقف عند البيع للمستهلك العادي الذي يرغب في تزيين سيارته ليلة زفافه أو اهداء بوكيه لشخص معين في عيد ميلاده أو عند توليه منصبا معينا ويتم ذلك من خلال تجار المحلات الذين يتعاملون معنا. أيضا من ضمن المشكلات أنه لا توجد شعبة لتجار ومزارعي الورد بالغرفة التجارية ولا شركة لتصدير الورد رغم الانتاج الكبير الموجود بالمزارع والبساتين وهناك دول طورت من زراعتها للورد وحولتها لأحد أهم مصادر الاستثمار مثل هولندا التي أنشأت بورصة للورد وكينيا وبعض الدول الأفريقية.