وشخصيات الرواية تواجه ظروفها بشجاعة حينا وبانهزام حينا آخر، وتكون ضحية العنف الذي تستخدمه، أو تعايشه. والرواية لا تُحدّد مكانا تجري فيه أحداثها، وإن كان يُفهم أنه مكان في منطقتنا العربية، وهي في النهاية تدين العنف بكل أشكاله إلاّ أنّها تفصل بين الإرهاب الذي يقتل الأبرياء، ويروّع الناس الآمنين وبين مقاومة الظلم والتصدي للعدوان. يقول محمد شرقاوي صاحب دار "ورد" الناشرة للرواية إنها "تُقدّم عالماً تخييليّاً يرتبط بظاهرة انشغل بها العالم منذ بداية هذا القرن، أعني بها ظاهرة الإرهاب، إذ تتشابك الأحداث، وتتصارع الشخصيّات، وتتعالى الأصوات، وتتنافر كأنّها في سوق تُعرض فيها أنواع العنف والقتل وسفك الدماء. ويتجاوب مع هذه السوق بناء الرواية وتقنياتها، فيتعدد الرواة، وتتداخل الأزمنة والأمكنة، وتتنوع الأجناس الكلاميّة والخطابات لتتجسّد في الرواية أيديولوجية تدين التطرّف والعنف وأسبابهما، وتُعلي من شأن التصدّي للعدوان والظلم. إنّها رواية تتألق من بين روايات القواسمة السابقة كأصوات في المخيم، وشارع الثلاثين، والغياب، ونكاد نجزم أنّها تتفوق على كثير من الروايات التي صدرت حديثاً بما فيها من حسّ إنساني مرهف، ولغة حيّة، وخيال خلاّق، وما تحقق لها من بناء متماسك، وسرد شائق، وفكر متوثب ومسؤول". ورواية "سوق الارهاب" هي العمل الروائي الأخير لمحمد عبدالله القواسمة بعد أعماله الروائية الأخرى، ومنها: "أصوات في المخيم" في جزئين، النشور، والحشر، وشارع الثلاثين، والغياب، والجائزة. وله مجموعتان قصصيتان هما: التوقيع، وخطوات. والقواسمة أكاديمي، يعمل في جامعة البلقاء التطبيقية، ويحمل دكتوراه دولة في اللغة العربية وآدابها من جامعة القديس يوسف في بيروت عن أطروحته في "البنية االزمنية في روايات غالب هلسا". وله مؤلفات نقدية مهمة، مثل: أبحاث في مدونات روائية ، البنية الروائية في (الأخدود) مدن الملح، وجماليات القصة القصيرة، وتجليات التجربة، وآفاق نقدية، والتجربة الشعرية. ومن مؤلفاته الأخرى: معالم في اللغة العربية، ومقدمة في الكتابة العربية، ووقع الرؤية وغيرها.