الذي قصر انتاجه علي كتب الأطفال أو علي مستوي المسابقات والمعارض والمؤتمرات، إلا أن التحديات التي تواجهها تضعها في مأزق حقيقي، حيث تتحدد مناهل الطفل اليوم للمعرفة بعد إجادته لآليات الاتصال السريع وبرامج الإنترنت الأمر الذي زاد صعوبة الكتابة للطفل وطرق تناول الموضوعات التي يهتم بها. يروي الشاعر شوقي حجاب عن تجربته في لجان الكتابة للطفل في التليفزيون فيقول لقد تطورت طرق الكتابة للطفل بشكل جيد يتناول الموضوعات الجديدة التي تهم الطفل وطريقة تقدمها له وقد حفز ذلك الجوائز التشجيعية في هذا المجال عما كان من قبل حيث لم يكن هناك اهتمام مادي ولا أدبي لكاتب الأطفال ويري الشاعر شوقي حجاب أن المقدم من هذه الأعمال جيد تنقصه الخبرة التي تكتسب بالممارسة الطويلة. وعن جودة الأعمال المقدمة للطفل يقول الشاعر نادر أبو الفتوح إن أعمال الطفل هذه الأيام تشهد كثافة انتاج إلا أن الهدف من وراء ذلك يجب أن يكون صريحا فنجيب محفوظ قال إن عالم الأطفال مختلف بعد كتابته الأولي والأخيرة في هذا المجال ويضيف أنه أثناء زيارته لجماعة حدوتة قبل النوم في ألمانيا وجد أنهم يكتبون لارضاء شيء في داخلهم يجب أن يكون أدب الطفل نابعًا عن صدق وإرادة للكتابة له. ويصف كذلك أن غزارة الإنتاج الأدبي للطفل هذه الأيام إنما هو موجة نتيجة التنبه لخطورة أدب الأطفال الذي دفعه جوائز مسابقات سوزان مبارك والشيخ خليفة والشيخ زايد ويؤكد أن كتاب الأطفال الحقيقيين ندرة، إن الكتابة الحقيقية للطفل يجب أن يستمتع بها الأديب أولا ثم يمتع الآخرين ويأتي في ذلك هانز كريستيان أندرسن والشاعر محمد مطر. وعن تجربته الشخصية في مجال الكتابة للطفل يقول الشاعر بهاء جاهين إنه مستمتع بمجال الكتابة للطفل استمتاعه بالكتابة للكبار بالرغم من أنه يمارسها في شكل أغنية ويشير إلي أن الأديب الحق لديه ما يقوله بالشكل الذي يريده ويري أن الكتابة الجيدة لا تتعارض أبدأ مع حصول المبدع علي مكافأة مجزية. ويقول الشاعر احمد فضل شبلول لقد آمن الكثير من الادباء والكتاب بضرورة التوجه للطفولة بعد ان كان هذا الجانب مقتصرًا علي عدد قليل من الكتاب، بسبب النظرة الضيقة لادب الاطفال علي انه ادب من الدرجة الثانية او الثالثة ولكن منذ السبعينيات من القرن الماضي بدأ الاهتمام يتزايد بالكتابة الموجهة للاطفال، وازدادت معها الجوائز الممنوحة للكتاب في هذا المجال، ايضا انتشرت المجلات المخصصة للاطفال مثل قطر الندي وعلاء الدين وبلبل وغيرها في مصر، الي جانب مجلات وكتب اخري للاطفال، بل اشتهر بعض كتاب للأطفال مثل عبد التواب يوسف ويعقوب الشاروني واحمد سويلم وغيرهم كل هذا ادي الي تطور نظرة المجتمع لأدب الطفل، بعد ان كانت لا تعيرها اهتماما، غير انه من الاثار السلبية لهذا الاعتراف الادبي والمجتمعي انه دخل الميدان (كالعادة) من ليست لديه صلة بالكتابة للاطفال، ومن اسف ان فتحت بعض المجلات ابوابها لهذا الفصيل من الكتاب، فأصبحوا يكتبون للاطفال مادامت هناك مكافآت سخية او معقولة، تمنحها هذه المجلة او تلك لكتابها، دون مراعاة للجوانب الحاكمة للكتابة للاطفال التي هي بالتأكيد تختلف عن الكتابة للكبار. الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف يري ان الكتابة للطفل الآن بين نوعين من الكتاب، مجموعة تكتب لانها تشعر باهمية ما تكتب للطفل، وان هذه الكتابة هي رسالة في المقام الاول، وهذه النوعية من الكتاب دائما ما تبحث عن الجديد، وعن المصادر التي تنمي قدراتها في الكتابة، وتحاول ان تطلع علي آخر ما صدر من كتب للاطفال في العالم كله والترجمات المتاحة التي تصدرها دور النشر هذه النوعية لا يشغلها عائد الكتابة، اما الجماعة الاخري فتعرف من اين تؤكل الكتف لجلب مصادر رزق لها، فتحدد نوعية الكتابة التي تطلبها مجلة ما، او دار نشر ما، والبعض منهم لديه خريطة زمنية لكل متطلبات المجلات المصرية والعربية، فتراه ينشر القصص والاشعار المعدة سلفا طبقا لتلك الخريطة ومثل هذه النوعية تداعب ما يتطلبه السوق في لحظة مناسبة معينة، وهم في الحقيقة لا يكتبون للاطفال، فقد لا تراعي الألوان التي يقدمونها الآداب العامة والسلوكيات التي يجب أن ينشأ عليها الطفل لمجرد خدمة الهدف المالي. وبهذا يحين الأوان لأن نعرف ما يريده الطفل عن طريق أقرانه، لا ان نزيف وعي الطفل ونتحدث بلسانه، وندعي ان ذلك هو ما يريده، مثل هذه الكتابة ستنحسر مع الايام ومع زيادة امتلاك اطفالنا الوعي والذوق والحس الجمالي.