ويعتبر الاحتفال نوعا من الإشهار لتوثيق الزواج والطلاق حتي لا ينكره الزوج وتكفل قوة الاحتفال حقوق المرأة والأطفال في ظل غياب العقد الموثق وتتفاوت هذه الاحتفالات من مجرد زغردة بعض النسوة إلي قرع الطبول وعمل الولائم لإشهاد أكبر عدد من الناس علي عقد الزواج أو الطلاق غير المكتوب أما في الدول المتقدمة والتي يسجل فيها عقد الزواج والطلاق فلا سبب حقيقي وراء هذه الظاهرة الغريبة. وفي استطلاع حول الظاهرة، عبّر الرجال عن تلك الاحتفالات أنها كيد نساء لإغاظة الطرف الآخر واعتبرها البعض مجرد وسيلة جديدة لصرف المزيد من المال بلا طائل• • أما النساء فلهن وجهة نظر عبرت عنها في السطور التالية. الإخصائية الاجتماعية هند محمد قالت: تباينت الآراء حول الاحتفال بالطلاق حتي في اول بلد عربي يبتدع هذه الحفلات وهي المغرب فإحدي المغربيات قالت إن معاناتها مع زوجها تستحق الاحتفال خاصة أنها لم تحصل علي الطلاق إلا بعد سن قانون جديد يسمي الشقاق يتيح للمرأة تطليق نفسها به بينما ممثلة مغربية رفضت مبدأ الاحتفال لأنه تعبير عن عداوة وقالت ان الطلاق الحضاري يراعي الأطفال ويكون بلا إظهار فرحة أو تعاسة وهو رأي يستحق الاحترام . ويعتبر الطلاق نهاية لفترة طويلة من المعاناة مع القضايا والمحاكم وعن أسباب الاحتفال تقول: قد يكون الدافع أنها لا تريد نظرات الشفقة من المجتمع أو أن ينظر لها الناس علي أنها جريحة وحزينة بل تحب أن تظهر قوية ومتماسكة أمام الناس وبعضهن تحتفلن بالرغم من مشاعر الألم لتعبر عن ألمها بطريقة معينة للتنفيس عما يدور في نفسها وتعبر التورتة السوداء الملطخة بالدماء مشاعر الحزن والأسي لنهاية علاقة زوجية بنيت في الأساس علي المودة والرحمة وأخريات تحتفل بالطلاق لفتح صفحة جديدة من حياتها بعيدا عن مضايقات وإشكالات بعد أن يصل الزوجان لطريق مسدود فيكون الطلاق هو الحل الأمثل والعملي لحياة تكدرت بكثرة الخلافات. هل هي تقليعة نسائية جديد؟ سعاد خليفة ناشطة اجتماعية في مجال الأسرة والطفل رأت أن هذه الظاهرة غير مقبولة وظهرت لأهداف تجارية بحتة انساقت وراءها النساء فأول مخابز صنعت قوالب الحلوي في فلوريدا بالتأكيد كانت تطمح للمزيد من المبيعات وهي فكرة جيدة لاستغلال مشاعر النساء في الترويج للفنادق وزيادة مبيعات مستلزمات الحفلات التي كانت تلقي رواجا في المناسبات السعيدة فقد ضاعفت بعض المحلات التجارية تقريبا مبيعاتها علي حساب التلاعب بمشاعر النساء. وتقول: رفضت الحضور لحفل طلاق في أحد الفنادق حتي لا تصبح تقليعة نسائية جديدة تنتشر في الوسط النسائي بسرعة كما انتشرت في الوسط الفني وقالت إذ كانت الفنانات يبحثن عن الشهرة بأي طريقة كانت فإن نساءنا ليس لهن مصلحة في مثل هذه التقاليع. ورأت أن الاحتفال بالطلاق يأتي بنتائج عكسية فمثلا من ترغب في ألا تتلامز عليها النساء بسبب الطلاق سيقال عنها إنها مستهترة وغير متحملة للمسئولية وقد يفهم البعض أنها دعوة للحصول علي عريس جديد وفي كل الأحوال ستجلب المرأة لنفسها القيل والقال أكثر وأكثر وتكون بذلك قطعت الأمل بالعودة لزوجها وهو ما ينافي القصد من بقاء المرأة شهور العدة في بيت زوجها وما أود أن أذكر به: هل يجوز إظهار الفرح والسرور بأبغض الحلال عند الله؟! أليس من حق المرأة أن تفرح؟! وتري حنان عبد المجيد محامية ان من يدرك المعاناة التي تعانيها النساء في سبيل الحصول علي الطلاق يدرك أن أي رد فعل هو طبيعي فإذا كانت المرأة -وهي التي تكره الطلاق وتبعاته- هي من طلبته وأصرت عليه هذا يعني أنها قاست الأمرين فقد يكون الزوج سليط اللسان أو مدمنًا أو يضربها أو بخيلاً جدًا أو أي سبب آخر هي من عاشت وقاست مع زوج لا ترغب في أن تكمل مسيرة حياتها معه.. أليس من حق المرأة أن تفرح ولو قليلا بعد معاناة كلفتها شهورًا أو سنوات من عمرها مع زوج غير مناسب؟.. لماذا لا نحاسب الرجل إذا أقام عرسا بعد طلاق الأولي بأيام أو أسابيع؟.. أليس يعتبر احتفالا ببداية حياة جديدة؟.. انظروا لها نفس النظرة فمن حق أي إنسان أن يفرح بالطريقة المناسبة ما دامت لا تؤذي مشاعر الآخرين خاصة إذا لم يوجد أبناء .