فقد أكدت أحدث دراسة علمية أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حقيقة شديدة الخطورة في تأثيرها في المجتمع العربي، وهي أن النشاط الإجرامي للمرأة العربية يزداد بمعدلات شديدة الخطورة حيث أصبحت جرائم المخدرات تحتل المرتبة الأولي في حين تراجعت جرائم الدعارة إلي المرتبة الثانية ، بعد أن ظلت لمدة تقرب من النصف قرن تحتل الصدارة ، وتأتي هذه الزيادة في معدلات جرائم المخدرات عند المرأة في إطار زيادة جرائم المرأة بشكل عام خاصة جرائم العنف، وقد تنبأ بهذه المخاطر من ثلاث أعوام• وتري د• فوزية عبد الستار أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة والمشرف العام علي الدراسة أنه انطلاقا من الدراسة ونتائج والإحصائيات التي توصلت إليها الدراسات الأخري فإن جرائم المخدرات في الوقت الراهن هي الأكثر انتشارا بين النساء في جميع مراحلهن العمرية•• مؤكدة أن الأمر الأكثر خطورة هو التغير النوعي في ممارسة النشاط الإجرامي للمرأة في مجال المخدرات • وتضيف د• فوزية أن حالات العودة للجريمة تتركز في فئة تاجرات الهروين وأن هذه النتيجة تأتي عكس النتائج التي انتهت إليها الدراسات الأخري التي تشير إلي أن تجارة الهروين تكاد تقتصر علي الرجال ، وأن نشاط النساء يدور حول أنواع المخدرات الأقل خطورة من جانب القانون، وهذا ما يؤكد خطورة التطور النوعي في جرائم المرأة• وتوضح د• فوزية أنه بخلاف ذلك فإن نشاط الاتجار في المخدرات يرتبط بالعديد من الجرائم التي تأتي في مقدمتها الجرائم من النوعية ذاتها حيث يدفع الاتجار إلي التعاطي نظرا لتوافر المادة المخدرة كما يدفع التعاطي إلي الاتجار تحت إلحاح الحاجة إلي النقود ، ويأتي بعد ذلك ارتباط التوزيع بجرائم القتل الخطأ ، ومقاومة السلطات ورجال المكافحة • وتؤكد د• فوزية عبد الستار أن المواجهة التشريعية ووسائل مكافحة جرائم المخدرات عند النساء تستلزم تحليل السياسة الموضوعية المتمثلة في أحكام قانون مكافحة المخدرات علي مستوي النصوص وعلي مستوي التطبيق العملي وبحث السياسة الإجرائية التي تجسدها أحكام قانون الإجراءات الجنائية عند تطبيقها علي مرتكبات جرائم المخدرات • بينما تري د• سحر حافظ الخبيرة بالمركز القوم للبحوث الاجتماعية والجنائية والباحث الرئيسي في الدراسة، أن الدراسات العالمية تؤكد تزايد حجم تعاطي واتجار الإناث للمخدرات عالميا خاصة في مجال زراعة وتوزيع المخدرات، وأن هذه الدراسات ذكرت أن النساء يشتركن في زراعة الأفيون في آسيا وورقة الكوكا في أمريكا الجنوبية، و المجتمع العربي يعاني مشكلة المخدرات، كما يعانيها العالم وتهدد حاضر المجتمعات ومستقبلها وإن الشيء الأكثر خطورة أن جرائم الاتجار في المخدرات لم تعد مقصورة علي طبقة بعينها أو مرحلة عمرية بعينها إذ لا فرق بين رجل وامرأة في جرائم المخدرات مما أدي الي تغيير وضع المرأة في المجتمع المصري اجتماعيا واقتصاديا ودينيا• وحول أحدث الإحصائيات تقول ان اجمالي عدد السجينات بتهم جرائم المخدرات في السجون العربيةوفقا لآخر الإحصائيات بلغ 4123 سجينة بتهم التعاطي والاتجار، وتؤكد أن هذه النسب تؤكد أن إجرام المرأة في المخدرات في المجتمع العربي أصبحت ظاهرة خاصة في ظل زيادة حجم جرائم التعاطي • ورداً علي ذلك، ذكر مصدر أمني أن جرائم المرأة في مجال المخدرات محدودة بالنسبة لإجمالي عدد الجرائم المضبوطة وهي تتراوح بين التعاطي والاتجار ولم تصل إلي الزراعة أو الإنتاج أو التهريب وأضاف أن السيدات اللائي يتم القبض عليهن في عماليات الجرائم المنظمة هن سيدات أجنبيات وأن نسب قضايا المخدرات تدور حول أعداد ثابتة منذ عشر سنوات تقريبا وأنه في حالة مقارنتها بالزيادة في أعداد السكان يتضح أن جرائم المخدرات بشكل عام في حالة انحسار• ويري د• هاشم بحري أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر أنه لا فرق في ارتكاب الجريمة بين المرأة والرجل •• فالمرأة عضو من أعضاء المجتمع وما يؤثر في الرجل يؤثر فيها• وفيما اذا كان المرء يولد عدائيا او مجرما يقول: الاصل في الانسان الفطرة السليمة لكن لديه قابلية اذا تفاعلت معه ظروف بيئية واسرية، هذه الظروف يمكن ان تكون سببًا في اخراجه عن دائرة الاستقامة وهذا دليل علي ان البيئة والوسط الاجتماعي والظروف العامة التي يعيش فيها لها دور في اعانة الشخص علي الاستمرار في خط الاستقامة او اخراجه عن هذا الخط• واضاف: الامية أيضا وقلة المعرفة قد تكون من اسباب الانحراف لان الجهل يجعل الشخص غير قادر علي ان يفهم وجه الحق والصواب •• منوها بأنه من الممكن ان يكون الشخص اميا لكنه مستقيم ومعتدل وملتزم فالمسالة ليست حدية وليس فيها قول ولكني اميل الي الراي القائل ان المتعلم ابعد عن طريق الجريمة من الجاهل لكن هناك جرائم لايرتكبها الا المتعلمون منها جرائم التزوير والتجسس وغيرها والتي يسميها العلماء جرائم ذوي الياقات البيضاء• ولا شك في أن الفقر ايضا يلعب دورا في ارتكاب الجرائم فالفقير يرتكب الجرائم المتناسبة مع طبيعته مثل السرقة وقطع الطريق والنهب وجرائم متعلقة بالعرض كبيع عرضه وقد يتعامل مع جهات داخلية او خارجية تستخدمه مقابل الحصول علي المال ، ومثلما يكون الفقر سببًا في ارتكاب الجرائم كذلك الغني من الممكن ان يكون سببا في الانحراف فهناك دراسات اثبتت ان هناك اغنياء لولا غناهم ما ارتكبوا الجرم ومنها تعاطي الخمور والمخدرات والدعارة والبغاء وجرائم الشيكات وغيرها بالاضافة الي استخدام الغير من الفقراء والمحتاجين لارتكاب الجريمة• ويؤكد د• هاشم أن الاعلام يؤثر تاثيرا قويا خاصة اذا صادف قلوب ضعيفة وعقول فارغة•• فالاعلام قد يكون سببا للتوجيه ويكون سببًا في التربية وتقويم السلوك والعكس فالمادة البذيئة او الضالة والمنحرفة والهادفة الي الاساءة قد تكون سببا مهمًا من اسباب الانحراف• وأضاف : اثبتت الدراسات العلمية ان وسائل الاعلام لها تاثير قوي في تنمية النزعة العدوانية لدي بعض الاشخاص الذين لديهم ميول للعدوانية، وايضا تنمية الانحراف الاخلاقي وهذه المسالة ظاهرة في وسائل الاعلام وما تنشره من مشاهد عنف ومشاهد مثيرة للغرائز الجنسية في الافلام والمسلسلات وما تقدمه من مادة اعلامية بذيئة تزين السلوك الرذيل والسلوك المنحرف• وتري د• ايمان الشريف بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أن الجريمة في مجتمعنا ما زالت ذكورية بالمقام الاول بالعكس بالنسبة للمرأة تعتبر هي موضوع الجريمة وليست فاعلة لها والمعلومات المتوفرة حول الجريمة من السجلات المدنية تظهر مشاركة محدودة للنساء ولايمكن ان نطلق عليها ظاهرة هناك بعض الجرائم تقوم بها النساء واري ان من الاسباب التي تدفها لذلك هي المسائل المتعلقة بالعاطفة والحب والزواج ونستطيع ان نقول انها جرائم في المجال الخاص جرائم في البيوت مثل قتل او محاولة قتل الزوج• جدير بالذكر أن تقريراً طريفاً قد صدر مؤخرًا، أكد أن الرجال أصبحوا أكثر تعرضًا للعنف من جانب السيدات خلال الفترة الماضية، وأضاف التقرير ان هناك قرابة 111 جريمة عنف بحق الرجال تمَّ ارتكابها خلال الستة اشهر الاخيرة•