اختلف الرأي العام حول أزمة محمد أبو تريكة الأخيرة مع النادي الأهلي والتي أدت لإيقافه شهرين وتغريمه نصف مليون جنيه ما يوازي 10% من إجمالي تعاقده مع النادي الأهلي شاملا نسبة الإعلانات..و ما بين مؤيد لموقف أبوتريكة الرافض للمشاركة المحلية لحين القصاص من مجزرة بورسعيد، ومعارض لموقف النجم الكبير.. كانت هناك حقائق خافية من الممكن أن تعيد تقييم المشهد الساخن الذي شغل مصر كلها، وليس فقط متابعي الوسط الرياضي. وربما لا يعلم الكثيرون أن موقف أبوتريكة نفسه كان متناقضا بشكل يدعو للتساول.. فقبل ساعات من بدء معسكر الأهلي لمباراة السوبر، انفعل النجم الكبير وهاجم مجموعات الألتراس التي اقتحمت مقر النادي الأهلي بالجزيرة احتجاجا علي تأهل فريق الكرة للمشاركة في مباراة محلية، إلي حد أنه طلب من زملائه مغادرة المران، ليبعث برسالة لمن اقتحموا مقر الأهلي أنه يرفض أي تصرفات تتجاوز حدود المعقول.. وغمغم النجم الكبير بكلمات مفادها "مش شوية عيال اللي هتمشينا!". هكذا كان موقف أبوتريكة قبل 48 ساعة من المباراة العصيبة التي مرت بسلام في نهاية الأمر، لكن موقفه بدل 180 درجةقبل المبااة بساعات.. عندما اعتذر عن عدم السفر مع الأهلي إلي برج العرب لملاقاة إنبي، وفشلت كل محاولات إثنائه عن القرار وتعرض لاعبو الأهلي لصدمة عنيفة، ليس فقط من رفض أبوتريكة السفر إلي الإسكندرية ولكن لأنه انقلب فجأةدون سابق إنذارووضعهم في موقف لا يحسدون عليه. أبو تريكة لم يتخذ قرار الاعتذار عن عدم المشاركة من تلقاءنفسه، ولكنه كان بالتنسيق مع بعض القيادات الإخوانية التي رفضت تمام الصدام مع الألتراس.. وظهر بذلك بوضوح في تغريدة خيرت الشاطر التي أكد خلالها أنه لن يسمح بحدوث فتنة مع ا لألتراس.. حلفاء الإخوان في ثورة 25 يناير.. وعنف رئيس تحرير جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب لأنه سمح بنشرتحقيق عن الألتراس عنوانه "الألتراس.. بين الإبداع في المدرجات..وصناعة الأزمات". وطالبه بالاعتذار عن هذه الحملة الصحفية! كان الرهان أن يتم إلغاء المباراة،وبذلك يظهر أبو تريكة في كادر جديد، يعلي من شعبيته لكن الرهان كان خاسرا وصدم اللاعب نفسه الذي فوجئ بإقامة المباراة وأنه زرع الشوك في علاقته بزملائه، مما اضطره إلي الموافقة علي صبغة الاعتذار التي صاغها الزميل علاء عزت أحد المقربين من اللاعب، وتم نشرها علي الموقع الرسمي للنادي الأهلي. ورغم أن أبو تريكة لم يكن وحده الذي رفض المشاركة في المباراة إلا أن الطرف الثاني الذي أخذ نفس الموقف تعامل في صمت تام ودون إحداث أي أزمات.. وأقصد به النجم وائل جمعة الذي طب من البدري عدم إشراكهفي المبارة لكنه أكد لمديره الفني أنه سيكون ضن المعسكر وسيتوجه إلي الإسكندرية مع زملائه..وهو ما حدث بالفعل لذلك كان قرار تسليم الكأس بعد نهاية المباراة لجمعة باعتباره قائدا للفريق رغم عدم مشاركته في اللقاء احتراما لوضوح وتقديرا لموقفه الذي اتخذه في صمت. وربما لا يعلم الكثيرون أن العقوبة التي تم توقيعها علي أبوتريكة كانت في كل تفاصيلها غير موجعة للنجم الكبير سواء الخصم المالي أو الإيقاف شهرين.. ولكن أكثر ما أصاب تريكة بالألم العميق هو أن يتم تجميده من شارة قيادة النادي الأهلي بنفس الطريقة التي حدثت مع عصام الحضري وهذه العقوبة كانت من بنات أفكار محمود الخطيب نجم الأهلي السابق وخلال اجتماع لجنة الكرة كانت كل الآراءتتأرجح بين الإيقاف والإعارة والغرامة، لكن الخطيب أكد أن أقسي عقوبة ستكون حرمان أبو تريكة من نيل شرف قيادة النادي الأهلي وبالفعل كان الخطيب محقا في ذلك، فقد كان تجريد أبو تريكة أو شلحه من القيادة مدي الحياة عقوبة لا تقدر بمال.