- أرفض تطبيق قانون الغدر على كل من كانوا أعضاء بالحزب الوطني سابقاً . - لا يجب أن نعمم على الإتجاه السلفي أنه أخطأ بشأن القوى الليبرالية والعلمانية فقد اعتقلت أنا والمرشد العام للإخوان ثلاث سنوات حتى لانتحدث . كان ل "صوت البلد" هذا الحوار مع د. عبده البردويل أمين حزب الحرية والعدالة بدمياط . * في البداية هل تقبلون تبرعات من رجال الأعمال المشاركين بإحتفالاتكم ، حتى وإن كانوا أعضاء سابقين بالحزب الوطني أو مؤمنين بأفكاره ؟ حزب الحرية والعدالة يتلقى الإشتراكات والتبرعات من الأعضاء وغيرهم ، ولكن بشرط ألا يكونوا أعضاء سابقين بالحزب الوطنى المنحل ، أو متهمين في قضايا تزوير وإختلاس ، وإلا يكون أحد من ساهموا في إفساد الحياة السياسية في مصر ، وهؤلاء الأفراد معلومين للجميع ، ولكن هناك عدداً من الوظائف والمناصب إبان حكم النظام البائد كنت تتطلب شرطاً أساسياً بأن يكون المتقدم لها حامل لكارنيه الحزب الوطني ، ولكن بعض هؤلاء لم يشاركوا مشاركة حقيقية بالحزب الوطني ، كما أنهم لم يفسدوا الحياة السياسية ، وتنصلوا من الحزب بمجرد سقوطه وابتعدوا عن أعماله القذرة إذا فأهلاً بهؤلاء . * مارأيك في تطبيق قانون الغدر على كل من كان عضواً سابقاً في الحزب الوطني المنل عن طريق منعه من المشاركة في العمل السياسي لمدة لا تقل عن خمس سنوات متواصلة ؟ أنا أوافق على تطبيقه في حالة كل من كان عضواً بالحزب الوطني ، وشارك بالإفساد في الحياة السياسية ، وكل من قام بتزوير الإنتخابات البرلمنية الأخيرة ، أو كان من رجال النظام السابق أو كان من معاونيه ، أما عن تطبيقه على كل من كانوا أعضاء بالحزب لمجرد أنه كان عضواً به بدون ضلوعه في أي عمل إفسادي فإن تطبيقه عليهم أمراً مجحفاً ؛ حيث سيترتب عليه ظلم الكثيرين . * بما أنك ترى أنه أمر مجحف للبعض ، هل قبلت في يوم ما حمل كارنيه الحزب الوطني ؟ سبق وأن قلت إنه قد يكون لأحد الأشخاص الحق في العمل في وظيفة ما لمجرد حماه كارنيه الحزب الوطني ، الذي كان عائقاً للتأهل لهذه الوظيفة ، وعن نفسي لم أقبل يوماً أن أحمل كارنيه هذا الحزب ، لأنه بكل بساطة أننا جميعاً ليس لدينا نفس القدرات والإمكانيات فهناك من يقبل أن يضحي بنفسه من أجل الوطن ، ومن أجل عمله ، ومن أجل رزقه ، بينما على الجانب الآخر نجد من لايقبل ذلك .. إلا من رحم ربي . * هل توافق على أن يكون بين أعضاء حزب الحرية والعدالة أحد أعضاء المجلس الشعبي المحلي سابقاً ؟ أي عضو كان منتمياً للحزب الوطني ، وكان يعمل معه تبعاً لمنظومة الفساد فإنضمامه للحزب مرفوض تماماً . * ما مدى علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالسلفيين ، وما العلاقة التي تجمعكم بحزب النور ؟ علاقتنا قائمة على التعاون والإشتراك في العمل ، أما الأمور البسيطة التي قد نتفق وقد نختلف فيها فعلاقتنا مع السلفيين كعلاقتنا مع أي إتجاه سياسي آخر قد نتفق وقد نختلف . * هل ترى أن السلفيين كانوا محقين بترديدهم للشعارات الدينية ووقوفهم ضد التيارات الآخرى وطردهم لليبراليين والعلمانيين من ميدان التحرير ؟ لم يقم بهذا العمل جميع السلفيين ، فلم يحدث منهم جميعاً هذه التجاوزات ، وإن ردد بعضهم شعارات غير متفق عليها من الجميع شابها الكثير من الأخطاء ، فلا يجب أن نعمم هذه الرؤية والمفهوم الخاطئ على كل التيار السلفي ، كما أنه لم يصدر من قبلهم تعدي على تيارات آخرى ، متسائلاً : "هل لم يصدر عن القوى الليبرالية والعلمانية خلال الجمعات الماضية أية تجاوزات؟" ، ومؤكداً أن هناك مجموعات قامت بعدة تجاوزات ولم يحاسبهم أحد ، فلماذا تهاجمون السلفيين بهذا الشكل ، فعلينا أن نكون محقين ونعطي لكل خطأ حجمه الطبيعي ، فالكثير من السلفيين لم يرددوا شعارات تسيئ للإتجاهين الليبرالي والعلماني . * مامفهومك للفكر الليبرالي والعلماني ، وعلى من تطلقون ليبرالي أو علماني ؟ الإتجاهات هي التي تفصح عن نفسها ، فكل فصيل يعلن عن نفسه من خلال موقفه إذا كان ليبرالي أم علماني أم إشتراكي فهم قاموا بالإعلان عن أنفسهم بالجرائد والقنوات الفضائية ولسنا نحن من قام بتصنيفهم . * مع الدولة المدنية أم ضدها ؟ نحن نؤيد الدولة الدستورية الديمقراطية المدنية ، فلا يوجد بالإسلام إلا الدولة المدنية وليست الدولة العسكرية أو الدينية أو الإستبدادية ، فنحن مع الدولة المدنية التي تخطئ وتصيب وتحاسب وتعاقب ،والتي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتى استمدت وثيقتها من القرآن وليس بالقرآن . * مع الدستور أولا أم الإنتخابات أولاً ؟ الشعب اختار خارطة الطريق ، والذي وافق عليها 77% من الشعب ، فلا يجوز بعد أن أختار الشعب كلمته أن نعود ونكرر الدستور أولا أم الإنتخابات أولاً ، فالشعب اختار الإنتخابات أولاً ثم يتم تشكيل مجلس شعب ، ووضع دستور جديد ، فالشعب قال كلمته ولم يفوض أحد للتحدث بدلاً منه . * تؤيد الإعتصامات بميدان التحرير للمطالبة ببقية مطالب الثورة وإسترداد حقوق الشهداء من قتلتهم أم لا ، وهل تؤيد فض الإعتصام من قبل المجلس العسكري بالقوة ؟ نحن لسنا ضد الإعتصام فهو وسيلة مشروعة للتعبير عن الرأي ، ولكن الإعتصام الذي يضر الصالح العام من الإستثمار والسياحة وعجلة الإنتاج ، فهذا أمر مرفوض لأن أغلبية الشعب المصري ضده وعدد قليل ممن أيدوا الإعتصامات ، أما عن إستخدام القوة من قبل المجلس العسكري فهذا أمر مرفوض تماماً ؛ حيث إن المجلس قد استخدم أسلوب خاطئ وإن كنت معهم في أنه لابد من فض الإعتصام في هذا التوقيت لأنه يعطل حركة المرور ويثير الشغب . * ما ردك فيما يقال أن الإعتصام هو أسلوب الضغط المستخدم ضد المجلس العسكري والذي سيتم به تحقيق باقي مطالب الثورة ؟ هذا الكلام عار تماما عن الصحة ، لأن ليس بإعتصام قلة بل مظاهرات مليونية يشارك فيها كل أطراف الشعب ، وبالفعل تؤثر على المجلس العسكري ، ولكن ليس بالإعتصام لفئة قليلة ، ويجب إقتناع لمتظاهرين أن كثرة التظاهر تضر الصالح العام ول سيما أنها تعطل الحركة المرورية ، وكان لابد مع دخول شهر رمضان المبارك من عودة الحياة لطبيعتها . * ما ردك على رأي البعض أن كل من يرفض الإعتصام فهو من فلول النظام السابق أو أحد أعضاء الجماعات الإسلامية التي أعلنت رفضها للمشاركة في الإعتصام ؟ هذا الكلام غير صحيح ، فليس كل من يرفض التظاهر أو التهريج أو يكون له رأي مخالف للمعتصمين يصبح أحد فلول النظام السابق أو الحزب الوطني أو الجماعات الإسلامية التي أعلنتها رفضها للمشاركة في الإعتصام لعدم تعطيل مصالح الدولة . * ماردك على إتهامات المجلس العسكري لحركة شباب 6 أبريل بالتخوين والعمالة ؟ نرفض توجيه الإتهام بالتخوين والعمالة لأي فصيل سياسي أياً كان مالم يملك دليل إتهام واضح ضده ، فمن لديه مستندات تدين الحركة فليتقدم بها للنائب العام . * ما موقفك فيما ردده البعض من المنتمين للجماعات الإسلامية بنفس الإتهامات التي وجهها المجلس العسكرى لحركة 6 أبريل بالتخوين والعمالة وتلقي تمويلات من الخارج مما يدفعنا للتساؤل ما مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذي تنتشر مقراته في كل مكان في حين أن الحركة لاتملك إلا مقراً واحداً ؟ أولاً لسنا من ألقى بالإتهامات على أعضاء الحركة ، بل بالعكس هناك عدد من قادة الحركة صرحوا بأنفسهم لوسائل الإعلام أنهم تلقوا تدريبات بصربيا وتمويلات ، ولكن تم ذلك من أجل التغيير السلمي ، أما عن مصادر تمويلنا فنحن نرفض تلقي أية تمويلات من الخارج وإن كانت من دول عربية ، فصاحب رأس المال لن يمنحك شئ إلا وفي نفسه غرض وليس حباً في أعيننا أو تطوعاً في حب مصر ، فنحن لم نلتق أي تمويل من السعودية كما أثار البعض أو من غيرها من الدول ، فمصادر تمويل جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها هو إشتراكات الأعضاء ، فإشتراك العضو المؤسس 200 جنيه ، والعضو العامل 200 جنيه والشخص العادي 100 جنيه ، فنحن ننفق على الحزب من إشتراكات وتبرعات الأعضاء من داخل الحزب . * هل سبق وتعرضتم لضغوط من قبل جهاز أمن الدولة المنحل والنظام السابق بسبب ممارستكم العمل السياسي ، وهل تحول التهديد لفظياً إلى لتهديد فعلياً ؟ نعم كان هناك تهديدات أمنية واضحة وصريحة من جهاز أمن الدولة المنحل بالإعتقال إذا لم نكف عن ممارسة العمل السياسي وقيادة جبهة المعارضة ، كما تم في ظل النظام السابق التهديد بالإعتقال لقياديي جماعة الإخوان ، وبالفعل تم إعتقال 30 من أعضاء الجماعة مؤخراً على مستوى مصر ، وأنا شخصياً تم إعتقالي لمدة 3 سنوات ، حيث اتهمونا بأننا نجري إنتخابات للنقابات المهنية فكل من تم إعتقاله سجن مابين 3 سنوات إلى 5 سنوات ، كما تم اعتقالي مع المرشد العام د. محمد بديع ، ومحمد علي بشر عضو مجلس شورى الإخوان ، وأحمد شوقي حتى لانتحدث ونطالب بحقوقنا ، وأكبر دليل على إضطهاد النظام السابق لنا هو تسمية جماعتنا بالمحظورة ، الأمر الذي جعل من الجماعة بمثابة الفزاعة للشعب المصري .