شهدت دراما رمضان هذا العام العديد من الأعمال التي تدور أحداثها في الحارة الشعبية ، والتي تناقش قضايا المواطن المصري ، مثل دوران شبرا ، والريان ، وشارع عبدالعزيز . وفي هذا الصدد ، أكد النقاد أن معظم هذه الأعمال تبتعد عن الحبكة الدرامية ، وتلعب بمشاعر الجماهير ، وتستغل نجاح الأعمال القديمة مثل مسلسل الحارة ، وتعتمد عى سرقة الأفكار ، وأن هذه الأعمال خرجت عن السياق وأهملت النص الجيد واهتمت فقط بالعمل على تحقيق أعلى الإيرادات . "صوت البلد" ناقشت النقاد حول إنتشار الحارة الشعبية في دراما رمضان هذا العام : أشارت الناقدة "ماجدة موريس" إلى أن الأعمال التي تم عرضها على الشاشات هذا العام ليس لها هدف سوى تحقيق مكاسب مادية لشركات الإنتاج فقط ، لذلك فإن بعض صناع العمل يسابقون الزمن حتى ينتهوا من تقديم أعمالهم وعرضها في موسم رمضان . وعن المشاهد قالت "ماجدة" : إن مشاهد الحارة الشعبية موجودة في العديد من الأعمال منها "دوران شبرا" لعفاف شعيب ودلال عبدالعزيز ، و"آدم" لتامر حسني ، حيث حرص كل من المؤلف والمنتج في هذه الأعمال على التركيز على تصوير الحارة من الداخل والناس الذين يعيشون فيها ، بحجة أن هذا يكون قريباً إلى قلب المشاهد المصري ، ولا سيما بعد الثورة ، فهذا تحايل منهم على عقلية الشعب الذي نضج فكرياً بعد الثورة . وأوضحت الناقدة أن صورة هذه الأعمال خرجت عن السياق والمضمون ، ولم تكن محبوكة درامياً ، ولا توجد بها مادة أو رسالة يحاول المؤلف أن يناقشها بل هم اعتمدوا على اللعب بقلوب الشعب المصري ، ويقدمون أعمالاً تحاكي مشاكل البسطاء والغلابة وبذلك يلتف حولها الجمهور ، بما يضمن لها أن تحقق نجاحاً مادياً كبيراً . أما عن سرقة الأفكار ، فأكد الناقد "طارق الشناوي" أن هناك عديداً من الأعمال هذا العام تدور داخل الحارة الشعبية ، نظراً لأن المؤلفين اعتمدوا في الفترة السابقة على سرقة الأفكار وإعادة صياغة الأعمال القديمة في ثوب جديد ، وبالتالي تخرج عن الهدف والمضمون . وأضاف "الشناوي" بسبب نجاح مسلسل "الحارة" الذي تم تقديمه العام الماضي سارع العديد من المؤلفين بالمبادرة بخوض التجربة مرة ثانية ، لأن العمل حقق نجاحاً ساحقاً على المستوى الفني والمادي ، موضحاً أن بعض هذه الأعمال مكتوب بشكل غير جيد ، كما أن المؤلف أخذ الفكرة ولم يعرف كيف يعيد صياغتها ، معتمداً على تواجد الحارة الشعبية بكل طوائفها من مسلم ومسيحي وأهمل جودة النص ، قائلاً : "إذ استمر المؤلفون هكذا سوف نفقد تراثنا الدرامي لأننا نبحث عن المكاسب المادية ونطوع الفن لها" . وأشار "الشناةي" إلى أن دراما رمضان هذا العام جميعها رديئة ولا تتماشى مع عقلية المشاهد المصري ، مع العلم أن فيها تنوعاً إلا أنها جاءت ضعيفة عن الأعوام السابقة برغم قلة عددها ، وهذا من المفترض أن يتيح فرصة لكي نشاهد هذه الأعمال ، وهذا ما كشف الدراما المصرية علىحقيقتها ؛ حيث إنه لا توجد دراما في مصر . بينما أوضحت الناقدة "ماجدة خير الله" أن الشعب المصري يميل إلى الأعمال التي تناقش قضاياه ، وتلقي الضوء على معاناته التي يعيشها يومياً ، قائلةً : "لازلنا نعيش داخل الحارة الشعبية نعاني من الفقر والجوع ومستوى صحي بسيط وتدنٍ في مستوى التعليم" ، ولهذا تكون الأعمال الدرامية محفوظة داخل الشعب المصري ، بينما الأعمال التي تم تقديمها هذا العام خرجت عن السياق الدرامي واعتمدت على اللعب بمشاعر الجمهور ومناقشة قضايا من المفروض أنها حساسة مثل : "الفتنة الطائفية ، وإسقاطات سياسية" في بعض الأعمال لكنهم أهملوا النص الجيد ، كل هذا جعل تلك المسلسلات غير منطقية وشكل الحارة فيها أنها "خمس نجوم" فهل الحارات المصرية كذلك ، فقد خرجت الأعمال عن مصداقية الواقع فلم تعد تحاكي الواقع بل هي قضية يريد المؤلف أن يناقشها متناسياً ضرورة أن تكون المصداقية شيء مهم جداً لنجاح تلك الأعمال . وأخيراً ، يشير المنتج "يحيى شنب" إلى أنه لا يقوم بإنتاج عمل إلا إذا كان مقتنعاً به ومكتوباً بشكل وصورة جيدة ويناقش قضية مهمة ، دون النظر هل هذا العمل يدور داخل حارة شعبية أو داخل فيلا ، ونجاح الأعمال الفنية لا يكون مرهوناً بشرط المكان بل بما يقدمه العمل من قضايا مهمة ، ولو أن هناك عملاً مقدماً بشكل كلاسيكي وبه رسالة معينة .