أخبار الأهلي : سيد عبد الحفيظ يختار تشكيل الأهلي الأمثل في مباراة الترجي التونسي    426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة "سند الخير" منذ انطلاقها    رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية: إسرائيل لن تلتزم بقرارات العدل الدولية    فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي على شاطئ غزة منفذا لتهجير الفلسطينيين    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    إعدام 6 أطنان أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    "القاهرة الإخبارية" تحتفي بعيد ميلاد عادل إمام: حارب الفكر المتطرف بالفن    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    الخشت يستعرض دور جامعة القاهرة في نشر فكر ريادة الأعمال    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صناع الدراما يرسمون طريق الحرية بغياب نجوم الملايين
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 03 - 2011

يبدو أن رياح الثورة التى هبت على مصر سوف تعصف بمعظم أفكار ومفردات ساحة الدراما التى صاحبت النظام السابق على مدى ثلاثة عقود، وأصبح الشارع يتطلع لمفردات جديدة تجسدها أعمال تناسب تطلعاته فى مستقبل تسوده الديمقراطية والشفافية والعدالة الاجتماعية، ومن هنا نطرح السؤال على صناع الدراما حول كيفية التعامل مع هذا المزاج الجديد للمشاهد المصرى؟، ومدى قدرة الأعمال الدرامية فى المرحلة القادمة على التعبير عن أحلامه وواقعه بعد الثورة؟، وما هى المسلسلات التى ستختفى عن الشاشة؟، وما هى الوجوه التى ستتوارى بعد أن كانت تتصدر المشهد الدرامى العربى؟ تلك الأسئلة نطرحها ونستشف من ورائها صورة لصناعة الدراما بمصر فى عهد الحرية...
نادر جلال: الفيصل فى الأعمال التى تدعو المشاهد لإعمال العقل
أعرب المخرج نادر جلال عن أمله فى أن يتيح له تغير المناخ العام فى مصر عرض مسلسله «عابد كرمان» كاملا، وقال إنه على استعداد لأن يعيد المشاهد التى تم حذفها من المسلسل بأمر من مسئولين فى النظام السابق، مشيرا إلى أن المزاج العام فى مصر تغير بفعل الثورة وأصبح هناك مطالبة فى الشارع بحرية التعبير وإنهاء زمن الرقابة على أفكار المبدعين كما حدث مع «ظل المحارب».
وأشار جلال إلى اعتقاده بأن الإنتاج الدرامى سيتعرض إلى هزة شديدة ولفترة زمنية قد تستمر لعدة سنوات وذلك لأنه يرى أن معظم الأعمال الدرامية تمول من مؤسسات الدولة سواء بالإنتاج المباشر لهذه الأعمال أو بالمشاركة فى الإنتاج، أو بشراء تلك التى يتم إنتاجها من خلال القطاع الخاص، وبذلك ستؤثر حالة الاضطرابات والاعتصامات التى يشهدها التليفزيون حاليا على الإنتاج، وبذلك تبدو صورة الدراما فى المستقبل القريب غير واضحة، ولكن فى العموم كما يقول نادر جلال فإن الناس سيقبلون على المسلسلات الاجتماعية التى تقدم حدوته تعبر عن حالة إنسانية، فهذا الحس الإنسانى هو الذى سيجعل الناس تلتف حول تلك الأعمال، واستشهد برواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوى والتى تمت ترجمتها لأكثر من لغة ووجدت انتشارا واسعا حول العالم على الرغم من أنها تدور حول مشكلة خاصة بمجموعة من الفلاحين فى قرية مصرية، ولكن الرواية قدمت مشكلة إنسانية قد تحدث فى أى مكان وأى زمان.
واستبعد نادر جلال فكرة خروج نجوم جدد بفعل ثورة 25 يناير وقال إن الأجيال الفنية هى ظاهرة ترتبط بالتجديد المستمر للوجوه على الشاشة، وهى ظاهرة تتكرر كل فترة زمنية بصرف النظر عن الأحداث التى تواكب ظهور تلك الأجيال. فيما أشار إلى تراجع انتشار بعض الفنانين الذين تمتعوا بدعم من المسئولين السابقين لأسباب أخرى غير العمل الفنى، فقد أكد على استمرار وجود كل الألوان والنوعيات التى كانت تقدمها فى السابق، معللا ذلك بأن التليفزيونات فى العالم كله تخاطب فى المقام الأول ربات البيوت، وتسعى إلى تقديم دراما ترضيها مثل التى تتناول تفاصيل فى حياة الأبطال كما هو الحال فى المسلسلات الاجتماعية التركية والأمريكية وكذلك بعض الأعمال العربية مثل زهرة وأزواجها والحاج متولى وغيرها.. ولكن الفيصل فى النهاية فى الأعمال التى تحترم عقل المشاهد وتشركه فى التفكير وتدعوه لإعمال العقل لا تغييبه.
وقال إن أرقام بورصة نجوم الدراما ستتراجع لأن استعداد المنتج لدفع أرقام معينة يجعل النجوم يرتبون أمورهم على التعامل مع هذه الأجور المتاحة، فمن يدفع لبطلة المسلسل 10 ملايين يملك القدرة على دفع ملايين أخرى لغيرها من نجمات العمل، وهذه الأرقام كانت جزءا من الخلل الموجود فى المجتمع كله، ومن الأرقام التى نسمعها حاليا عن رواتب موظفين تجاوزت هذه الأرقام بكثير.
وأكد نادر جلال أنه لا ينبغى أن تكون الأعمال التى ستتناول الثورة هى فى الأساس أعمال سياسية، ولكنها بالضرورة يجب أن تكون مسلسلات اجتماعية تناقش مشكلات الإنسان الذى عاش هذه الثورة وأثر فيها وتأثر بها.
محمد النقلى: المصريون عاشوا أحداث الثورة.. ولن ينتظروها بأعمال درامية
«المشاهد سيظل كما هو دائما يبحث عن التنوع ولا يستطيع أن يعيش على وجبة درامية واحدة، وسيظل مزاجه مع التنقل بين موضوعات مختلفة سواء كانت اجتماعية أو تاريخية أو كوميدية، وهذا ما يؤكده الواقع فى الشارع المصرى ونحن مازلنا فى أوج الثورة، فنرى المقاهى المصرية تشغل إلى جانب محطات الأخبار قنوات الأفلام والمسلسلات، والأغانى»، بهذه الرؤية يؤكد المخرج محمد النقلى استمرار الحال على ما هو عليه بعد الثورة فيما يخص مزاج المصريين وماذا ينتظرون من الدراما فى الفترة القادمة؟، ويقول بأن الثورة حدث عاش الناس تفاصيله وكانوا جزءا منه، ثم تابعوا تداعياته عبر النشرات والبرامج الحوارية يوما بيوم، وهو ما سيدفعهم للبحث عن فرص للخروج منه بالدراما الاجتماعية التى تقدم حدوتة إنسانية تعبر عنهم وعن حياتهم بكل ما فيها وليس فيما يخص الثورة وما حولها.
ويضيف أن ما ستتعرض له الدراما فى المستقبل من اختلافات سيكون بفعل المناخ الاقتصادى الذى سيفرض على الكثير من الأعمال التى كانت تستعد للانطلاق فى التصوير قبل الثورة، ومن هنا ربما يتوارى بعض النجوم الذين ارتبطوا بهذه الأعمال، وكذلك ستغيب بعض النوعيات من الأعمال تحت وطأة الظرف الاقتصادى.
فيما أشار إلى اعتقاده بنشاط كبير من جانب صناع ونجوم الكوميديا فى المستقبل القريب، ويرى أن سقوط نظام كامل واكتشاف كم كبير من قضايا الفساد التى وصلت لأسماء كثير ممن هم على القمة سيفتح الباب أما سخرية الدراما من تلك الأوضاع المختلة.
ونفى محمد النقلى سقوط نجوم المرحلة الماضية فى الدراما والذين يطلق عليهم نجوم الملايين بسبب ارتفاع أجورهم بشكل مبالغ فيه، وقال إن الدور هو الذى يحدد مواصفات الممثل وأن المسألة تخضع للسوق ونظرية العرض والطلب، وأن المنتج كان يحرص على الفنان الذى يستطيع أن يروج العمل باسمه وكان يغريه بالأجر، ورغم ذلك فإن الأرقام التى تم تداولها فى أسواق الدراما كان فيها كثير من المبالغة، وكانت من قبيل الدعاية للأعمال ونجومها، وأنه حاول الآن هو ونجوم مسلسله الجديد «سمارة» التنازل عن 50% من أجورهم نظير دفع المشروع للخروج إلى النور فى موعده خاصة بعد أن تعثرت عمليات تسويق الدراما فى تلك المرحلة التى تمر بها المنطقة العربية كلها.
منتجو الدراما: اختفاء مسلسلات التفصيل.. وتراجع فى الأعمال التاريخية
«فساد رجال الأعمال سيكون من الموضوعات الملهمة لكتاب الدراما خلال السنوات القادمة، ولأن الأعمال الفنية تقوم على تجسيم الاخطاء ستجد الدراما فرصة كبيرة فى تناول قضايا الفساد التى ينظرها القضاء حاليا بعد أن فجر الشباب ثورة على كل الأوضاع المختلة فى البلاد» بهذه الكلمات رسم محمد زكى رئيس قطاع الإنتاج فى شركة صوت القاهرة خطا من الخطوط التى ستسير عليها صناعة الدراما فى المستقبل، وقال إن كل الأعمال ستبحث فى قضية الحرية بشكل أو بآخر، وكذلك سيكون فى كل الموضوعات المطروحة الحس الوطنى ظاهرا، بينما ستختفى المسلسلات التى كانت تكتب لفنانات وفنانين بأعينهم، وكذلك المسلسلات التى تلعب على إثارة مشاعر المشاهد.
فيما أشار الى تراجع الانتاج الدرامى من حيث الكم، وتركزه فى الاعمال التى ستنتجها القطاعات التابعة للدولة بشكل مباشر أو الشركات الخاصة التى تتمتع بعلاقات خارجية قوية يمكنها من تسويق مسلسلاتها على المحطات العربية، ولكن فى النهاية سيكون الانتاج أقل من الأعوام السابقة على الأقل خلال العام الجارى، وقال إنه يتوقع أن يستمر هذا التراجع لمدة خمسة أعوام على الأقل.
وأضاف أن رمضان القادم سيشهد عودة المسلسلات الصغيرة التى لا تتعدى 15 حلقة، وأرجع ذلك أن الفترة المتبقية قبل حلول رمضان لن تتيح الانتهاء من تصوير أعمال درامية كبيرة
يرصد المنتج صفوت غطاس المتغيرات التى ربما تطرأ على الساحة الفنية بفعل تغير الحالة المزاجية للمصريين بعد ثورة 25 يناير، ويقول إن موجة الدراما التاريخية قد تنحسر قليلا لأن الناس أصبحت لا تريد أن تعيش فى الماضى، ورياح التغيير التى هبت على مصر بعد 25 يناير تدفع الناس للتطلع إلى المستقبل أكثر من البحث فى الماضى بأحداثه وشجونه وانتصاراته وانكساراته.
فيما أشار إلى تراجع المسلسلات الاجتماعية التى كانت سائدة لسنوات مضت، والتى تدور فى إطار صراعات طبقات المجتمع خاصة رجال الأعمال وعوالم الجريمة والمخدرات وغيرها، وسيحل محلها الأعمال التى ستتناول الثورة وتداعياتها على المجتمع، وكذلك سيكون للكوميديا مساحة جيدة.
وقال غطاس إن تأثير حركة الشباب فى ميدان التحرير بالضرورة ستنعكس على ما سيتم كتابته من أعمال فى الفترة القادمة، وسيكون هناك مزاج مختلف فى التناول لقضايا المجتمع، وكذلك سيصل التأثير إلى شكل النجوم حيث ينتظر أن يصعد نجوم جدد، وأغلب الظن أن أغلب النجوم سيكون من جيل الشباب الذى قاد هذه الثورة، مشيرا إلى أن توارى البعض لفترة قد يكون بسبب مشاكل إنتاجية خاصة بعد تراجع التليفزيون المصرى عن شراء أعمال درامية.
أيمن سلامة: الدراما ستفتح أبوابها لأبطال الميدان
استبعد المؤلف أيمن سلامة أن تلعب قضايا الفساد دورا كبيرا فى الدراما التليفزيونية خلال الفترة القادمة، وقال إن كثيرا من المسلسلات التى قدمتها صناعة الدراما المصرية تناولت موضوعات فساد لوبى رجال الأعمال وكبار المسئولين، وحذرت من تزاوج المال مع السلطة ولكن النظام لم ينتبه ولم ينظر للدراما باعتبارها مؤشرا على خطورة الوضع، ويذكر أنه قدم فى مسلسليه «زينة» و«قضية صفية» موضوعات عن جرائم الكبار والاستيلاء على الأراضى التى ينظر القضاء كثيرا من القضايا الشبيهة لها حاليا. ويرى سلامة أن الفساد أصبح الآن خلف القضبان مما يشير إلى تراجعه فى الدراما فى الفترة القادمة، وأن الدراما بعد الثورة اكتسبت ثقة المشاهد الذى شاهد أحلامه تتحقق على ارض الواقع، ومن هنا لن يقبل المتلقى فى المستقبل إلا الأعمال الجادة التى تتحدث عن الناس والبلد والمستقبل، ومقياس نجاح المسلسلات الدرامية سيكون مدى تعبيرها عن تطلعات الناس وما يمكن تحقيقه فى المستقبل، وسنرى مسلسلات تتحدث عن شباب مثقف يحمل حلم الوطن ويعمل على تحقيق التقدم لمجتمعه، وستغيب صورة الشاب الانتهازى أو المستهتر.
وقال إن الفترة القادمة ستشهد ميلاد وجوه جديدة تعبر عن شباب الميدان، وأن النجوم الذين تواجدوا فى الميدان سيكون لهم تواجد كبير.
عبدالرحيم كمال: المتلقى لن يقبل «المزيف».. وإطلالة كبيرة للحارة المصرية
«ما لم يخطر على قلب مصرى» وصف أطلقه الكاتب عبدالرحيم كمال على ما حققته ثورة الشعب فى 25 يناير وما بعدها من شعور بالحرية والانطلاق، واصفا ما قبل هذا التاريخ بفترة غاب فيها الحلم، ومن هنا يرى كمال أن تلك الثورة الشعبية تلقى بظلال على كل مناحى الحياة وليس فقط على مزاج المصريين وطريقة تعاملهم مع كل الأشياء، ومنها الدراما التى لابد وأن تكون فى المستقبل أكثر جدية، وأكثر تعبيرا عن آمال المشاهد.
بينما يؤكد على ضرورة أن يكون التغيير القادم فى المضمون وشكل التناول.. كل الموضوعات بحرية، وبشكل أكثر عمقا محذرا من تكرار الأخطاء التى وقعت فيها ثورة يوليو عندما سارع بعض أتباعها فى شطب صور الملك فى خلفيات مشاهد الأفلام، وكذلك حذر من انتشار أعمال سطحية عن ثورة 25 يناير وقال إن هذه الثورة عمل عظيم وغير مسبوق فى التاريخ المصرى أو أى دولة أخرى ومن هنا يجب الانتظار حتى تكتمل الثورة بتحقيق كل أهداف.
وقال إن المتلقى لن يقبل الأعمال التى فيها شىء من النفاق، والمستقبل سيكون للكاتب الصادق الذى يعبر بصدق عن حياة الناس ومشكلاتهم وتطلعاتهم، وبذلك لن يكون هناك مكان لأى من الأعمال المزيفة التى غزت الشاشة فى الأعوام الأخيرة.
وكشف عبدالرحيم كمال عن اعتقاده بأن الأعمال الدرامية التى ستلاقى إقبالا جماهيريا هى الأعمال التى ستتناول موضوعات إنسانية تعبر عن تركيبة الإنسان المصرى الذى نادى بإسقاط النظام فى ميدان التحرير.
فتحى دياب: الثورة ستقضى على نجوم ومسلسلات المخدرات.. ومزاج المشاهد اختلف
«بالتأكيد سيختلف مزاج المصريين فى طريقة تناولهم للأعمال الدرامية بعد ثورة الغضب، وأعتقد أن هناك نوعيات من المسلسلات التى شاعت فى السنوات القليلة الماضية ستختفى فى الفترة القادمة، ولن يكون لها أسواق رائجة» هكذا يرى الكاتب فتحى دياب التغيرات التى سيفرضها مزاج المشاهد بعد الثورة، وقال ثورة 25 يناير نفضت عن المصريين حالة الاستكانة والرضوخ لسياسة الأمر الواقع التى كانت تمارسها كل مؤسسات الدولة، ومن هنا سيرفض المشاهد المصرى المسلسلات التافهة التى لا تقدم له مضمونا يمس تفاصيل حياته، وأعرب دياب عن اعتقاده أن تلك الأعمال الدرامية التى كانت تتناول موضوعات عن المخدرات والراقصات، وصراعات رجال الأعمال هى بمثابة مخدرات كان يروج لها النظام السابق ليلهى الشعب عن التفكير فى التغيير والثورة على الأوضاع، ومن هنا لن يكون لمثل هذه الأعمال وجود على شاشة التليفزيون المصرى فى المستقبل، ولو عرض بعض منها لن يلاقى إقبالا جماهيريا بعد أن أكد المصريون فى وقفات ميدان التحرير أنهم شعب واع يرفض الأشياء المزيفة، ويصبح بذلك إدعاء بعض المنتجين بأن الجمهور هو الذى يريد هذه النوعية هى مقولة ليست فى محلها لأن الجمهور يريد فنا راقيا.
وعن تأثير تلك التغيرات فى الشخصية المصرية التى صاحبت الثورة على شكل الإنتاج فى المستقبل.. أوضح انه فى المستقبل القريب ربما يظهر عدد كبير من الأعمال التى تتناول الثورة، ولكن معظمها سيكون بمثابة ركوب الموجة.
وأضاف فتحى دياب عن مسلسل «أكتوبر الوعد» الذى يكتبه حاليا بأنه استكمال لمسلسله «أكتوبر الآخر» الذى عرض فى رمضان الماضى والذى قام المسئولون بإقصائه عن القنوات التى تحظى بنسبة مشاهدة جيدة حتى لا يراه المصريون ، وكان المسلسل يتحدث عن الحاجة لعبور فترة الركود التى استمرت لثلاثة عقود، بعد أن شاهد التغيير الذى ظهر عليه الشباب فى ميدان التحرير قرر أن يستكمل الحكاية التى بدأها مشيرا إلى أنه نزل للميدان حتى يعيش تلك اللحظات ويرصد تجلياتها ليأخذ منها ما يفيد أعماله القادمة، مؤكدا أنه بدأ الكتابة ولا يعرف متى ينتهى من العمل، ولكن ما يعرفه جيدا أن هذا العمل لن يرى النور هذا العام.
وعن اختلاف شكل نجوم الدراما خلال السنوات القادمة قال: «بالضرورة سيغيب العديد من النجوم الذين لمعوا فى الفترات الماضية، خاصة أن هناك نجوما قد تم الدفع بهم ليحتلوا المقدمة ووقفت خلفهم مؤسسات وشركات، ولكن هؤلاء النجوم فقدوا قبولهم عند الجمهور بعد الثورة، فلم يعد مثلا تامر حسنى نجم الشباب كما يزعمون بل اختار الشباب فى ميدان التحرير نجوما جددا عبروا عن أفكارهم وأحلامهم وشاركوهم الأمل، ونفس الشىء سيحدث مع صناع الدراما الذين سيتخلون بالضرورة عن رموز الفترة الماضية الذين فرضوا أنفسهم بعلاقاتهم برموز النظام.
فيما أكد دياب أن النجم الأول فى الدراما سيكون الموضوع الذى أصبح يهم الناس أكثر من أى شىء، وكذلك الإخراج والفورم الذى سيتم تقديم العمل فيه، ويأتى بعد ذلك النجوم وباقى عناصر العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.