لابد من التكاتف حتي لاتخرج الثورة عن طريقها كان هذا ما اتفق عليه صناع الدراما من ممثلين وكتاب ومخرجين وهم يضعون تصوراتهم للدراما المصرية في العهد الجديد الذي بدأ في مصر بعد11 فبراير. أقوي ثورة في البداية يقول الفنان يحيي الفخراني: أشعر بتفاؤل شديد في المرحلة المقبلة غير أن عملي المقبل بواقي صالح مستمر كما هو خاصة إن أي عمل سيقدم عن الثورة في الوقت الحالي سيكون أقل من الحدث مهما كانت درجة الاستعداد له ولذلك أري أننا في حاجة إلي بعض الوقت حتي نقدم عملا جيدا يواكب قوة الثورة التي يصفها العالم كله بأنها كانت أقوي ثورة شهدها العالم. اختلاف الرؤي أما المؤلف عبدالرحيم كمال فقد قال إن رؤية المؤلفين والفنانين للثورة تختلف حسب احساس كل شخص بالموضوع نفسه فالثورة أمر حقيقي ومن يقدم عملا عنها لابد أن يكون علي قدر المستوي وأضاف عبدالرحيم ان مسألة التحدث عن الثورة يحتاج إلي وقت طويل حتي نستطيع أن نقدم منتجا فنيا يتوافق مع الثورة وألا يكون مجاملة أو ركوب الموجة فمن السهل أن نجد أكثر من عمل يمجد الثورة لكن ستكتشف أنه ردئ كيف ستكتب أو تتناول الثورة وأنا أتمني أن أكتب شيئا حقيقيا يعطي للكل حقه لأن الأمر ليس تعليقا علي الأحداث لأنك إذا كتب عمل عن الثورة وروحك مع العهد القديم ستظل أفكارك ميتة ومنتجك ميت. لابد من الانتظار أما المؤلف وليد يوسف فيقول إنه لابد وأن ننتظر حتي نري اكتمال هذه الثورة ونعرف إلي أين ستأخذنا وهل ستقودنا إلي الأفضل أم إلي الأسوأ فلابد ان ننتظر حتي تتضح وتؤتي ثمارها حتي تأتي الأعمال قوية وحقيقية ومكتملة ويضيف قائلا عندما تناولت في الدالي تاريخ مصر من عام1956 حتي زلزال1992 عدت إلي مراجع عديدة بالاضافة إلي رؤيتي الخاصة لكي أن أكون في قلب الاحداث لذلك أقول إنني يجب أن انتظر حتي تكتمل الرؤية ثم أبدأ الكتابة. ويقول المؤلف يسري الجندي إن ما يحدث ليس مجاله الحديث عما سنقدمه لان الحدث كبير والثورة حقيقية واصداؤها حلت علي المنطقة بل العالم كله وبالتالي فان هذا الحدث له تداعيات تبلور نفسها حتي علي المستوي الفكري من هنا فاننا في حاجة إلي وقت طويل حتي يكتب شيء يعبر تعبيرا حقيقيا عن الثورة بعد أن تستعيد مصر نشاطها إلي بعض الوقت حتي نستعيد كل أوجه النشاطات بما فيها الثقافي والفكري وتستقر الثورة لكن لا شك أن هناك ميلادا جديدا لفكر جديد ووجها آخر لمصر وللمنطقة بأكملها وشكلا آخر للموازين الدولية لهذه المنطقة فالثقافة والفن والفكر في منعطف جديد والمتغيرات التي تحدث ستفرض ملامحها. أكثر من مسلسل ويؤكد المخرج حسني صالح أن الفترة المقبلة ستشهد أكثر من مسلسل يرصد ما حدث بطريقة مباشرة وغير مباشرة وعن نفسي فأنا ضد هذا الرصد المباشر وإذا دققت في أعمالي ستجد بداخلها ثورة رافضة للخطأ في أي مجال وهذا قطعا ثورة. واضاف حسني صالح مثلما ظهر جيل قدم شيئا لم يتوقعه العالم لابد أن يلقي الفن الضوء علي الاخطاء كما يقدم الايجابيات حتي نقدم صورا متكاملة يتعاطف معها المشاهد. أجور الممثلين أما الفنان محمد رياض فيري إن البداية في مجال الدراما لابد ان تكون وضع حد للأجور التي زادت علي حدها في الفترة الماضية وتحقيق العدالة في توزيع الأعمال علي الفنانين, فلا يصح أن يعمل فنانون بعينهم بينما الاخرون لا يجدون قوت يومهم, الفترة القادمة لابد وأن يشعر الجميع بالعدالة الاجتماعية لان الناس ظلمت في جميع المجالات, كما يجب علينا أن ننسي تماما كلمة البيع باسم النجم وأن يفعل ذلك في كل الأماكن سواء التابعة للدول أو القطاع الخاص. ويضيف رياض قائلا لا أعتقد انني قادر علي تقديم اعمال جديدة عن الثورة بشكل عاجل لاننا كفنانين وكتاب ومخرجين لابد ان نعيش الحدث متكاملا حتي نعبر عنه تعبيرا صادقا. رؤية عاجلة وللفنان والمنتج سامي العدل رؤية عاجلة تقول ان هذا العام سيحدث حالة كساد إنتاجي في الدراما التليفزيوينة بسبب وجود وقائع كثيرة تحدث سوف لا تلحق تصويرها للعرض الرمضاني القادم لان اي قضية اجتماعية سوف تتم مناقشتها سوف لا تجدي شيئا في هذه المكتسبات العظيمة من الثورة. ولكن من بعد حادثة كنيسة القديسين بدأت اعمال كثيرة تواكب هذا الحدث المؤسف اما بسبب تأخر هذه الثورة وامتدادها سوف لا نجد هذا العام اعمالا تواكب هذا الحدث السعيد. واضاف العدل قائلا ان بعد ذلك ستصبح الدراما اكثر حرية واكثر تعبيرا عن هذه الثورة التي تعتبر اول ثورة شبابية في تاريخنا العريق. والجدير بذلك انها لم تكن ثورة دموية وانما كانت ثورة بيضاء اكثر احتراما وايضا اكثر ما أعجبني ان الشباب اصبحوا اكثر نضجا كما ان الدراما ستكون مختلفة وتواجه القضايا الشبابية الحقيقية والتي تهم الرأي العام عما كانت من قبل فالدراما كانت تناقش الشوارع الخلفية خوفا من الرقابة. ننتظر دراما راقية أما المنتج اسماعيل كتكت: فيقول إن الدراما التليفزيوينة ستصبح أكثر رقيا واكثر اتجاها للمشروعات الثقافية التي تحترم عقل المشاهد لان هذه الثورة اثبتت ان الذين ساهموا فيها اكثر نضجا من الذين يصنعون الاعمال التجارية التي سادت الفترة الاخيرة في العام الحاضر كما ان هذه الثورة ستنهي الاعمال التجارية الباهتة التي تم الاتفاق عليها لان المتلقي الذي سيري الاعمال بعد ذلك سوف لا تليق بعقله الواعي. ويؤكد كتكت مرة اخري ان الاعمال القادمة ستحترم عقلية الشباب الذين لم نعرفهم جيدا وكنا نتخيل انهم ذوو عقول تافهة ومستهتر ولكن بعدما حدث في هذه الثورة اكتشفنا انهم اكثر عقلا من الكبار المحترمين. موضوع مثير ويقول المخرج شكري ابوعميرة ان ثورة25 يناير حدث مهم تجب مناقشته في الفترة القادمة من خلال الدراما وسيكون موضوعا مثيرا للجدل وسيجذب الجماهير لان المشاهد يريد ان يعرف ان وجهة نظر كتاب الدراما ومخرجيها في هذه الحدث المهم ويعرف ايضا دور الشباب في الثورة. لابد من تجسيدها اما المخرج محمد النقلي فيقول ان الدراما تعبر عن المجتمع الذي نعيش فيه وهذه الثورة مهمة للغاية وبالتأكيد سيتم تجسيدها في الفترة القادمة في الدراما لان بها كثيرا من الاحداث والوقائع المهمة التي تستحق مناقشتها كمحاربة الظلم والشهداء الذين سقطوا فداء للوطن والوحدة الوطنية ضد الفساد وموضوعات اخري كثيرة سيتم تناولها بالتأكيد. البلد أهم ويؤكد الكاتب الكبير محمد صفاء عامر انه يجب الا يشغلنا شئ إلا مايجري الآن في بلدنا الحبيبة ومستقبلنا ومكتسبات هذه الثورة اما مايخص الدراما فهذا شئ في رأيي مؤجل حتي نطمئن علي مستقبل أجيالنا وسوف نعبر عن هذه الأحداث من خلال كتاباتنا مثلما حدث في ثورة19 وكيف عبر عنها الكاتب نجيب محفوظ من خلال الثلاثية, وأضاف إليها ابداعاته وأفكاره وسنعطي هذه الثورة حقها ومايليق بها ولكننا ننتظر بلدنا إلي أين؟ ننتظر المسطول والقنبلة ويلتقط الكاتب مصطفي محرم خيط الحوار قائلا: إن الدراما المصرية تسير في اتجاه تجسيد الواقع وتمهيده للشعب المصري وتقابلها دائما عقبات وصعوبات مع الرقابة ومن آخر الأعمال التي تعرضت لذلك فيلم( المسطول والقنبلة) وكان الرفض من وزارة الداخلية وسبب الرفض أنه كان ينتقد الأوضاع الحقيقية وحاليا يجب أن يتم الافراج عن هذا الفيلم لأن هذا الوقت المناسب لعرضه. ولذلك سيتم توجيه الدراما في الفترة القادمة لمناقشة الأوضاع الحالية ومميزاتها والديمقراطية ونتائجها علي الشعب المصري. لم يتوقعه أحد اما السيناريست مجدي صابر: فيقول إن ثورة الشباب التي حدثت في عام25 يناير شيء لم يتوقعه أحد علي الاطلاق وهذا الحدث سوف يؤثر بالايجاب علي مستقبل الدراما المصرية لسنوات كثيرة قادمة وأيضا ستتم مناقشة نتائج تغير النظام ومحاربة الفساد وهذه الموضوعات ستكون الأحداث الرئيسية للدراما فيما بعد. وأضاف مادام الشباب دافعوا بأرواحهم عن هذا البلد فواجبنا نحوهم أن نجسد حياتهم وتضحياتهم من خلال الدراما المصرية. متفائل جدا اما المخرج مجدي أبو عميرة: فهو متفائل كثيرا بالفترة القادمة في الدراما لأنه ستوجد موضوعات كثيرة تستحق المناقشة في ظل الثورة التي تحدث حاليا وذلك لأن الدراما شئ مهم يتابعه المشاهد لمعرفة كل الوقائع والأحداث التاريخية وأدق التفاصيل التي تخص ذلك, كما أري أنه في ظل هذه المكتسبات العظيمة من الثورة الشبابية تجعلنا نتحمس لأي شيء يجعلنا نعبر عن كل شيء سواء فنيا أو اجتماعيا أو أدبيا أو اقتصاديا لكي نجسد هذه الانتصارات. وأضاف أبو عميرة ان الفترة القادمة ستظهر بها ابداعات فنية جديدة غير التي تعودنا عليها في الاخراج والتصوير والكتابة لأن هذه المرحلة يجب استغلالها جيدا لأنها لن تتكرر. المشاهد ينتظر أما الفنان صلاح عبد الله فيقول: هناك أعمال تليفزيونية كثيرة كانت علي وشك التصوير وأعمال أخري كانت في مرحلة التجهيز ولكن تم توقفهم بسبب هذه الأحداث ولانعرف مصيرها حتي الآن ولكني أري أنه سيتم التركيز في الفترة القادمة علي مناقشة الأوضاع التي تمر بها مصر حاليا ولكن بعدما تنتهي حتي تظهر الصورة واضحة وكاملة في عين المؤلف والمخرج والممثل التي يتم توضيحها بإجادة للمشاهد. الله أعلم وتقول رانيا يوسف فقد قالت أنه من المبكر أن نضع رؤية لأعمال خاصة بثورة25 يناير, لأننا مازلنا نجني ثمارها, والله أعلم ما إذا كانت نتائج هذه الثورة بالإيجاب أم بالسلب, فالوضع لايزال غير مستقر ولابد أن نطمئن أولا علي مصر ومصير الشعب المصري بعد هذه الثورة. تأثير مباشر بينما رأي المخرج خالد الحجر أن قيام الثورة سيؤثر بالفعل علي جميع الأعمال الفنية, ولكن لابد أن تحدث فترة التحول حتي نتفهم ماذا حدث لأننا حاليا في مرحلة انتقالية, فما هو واضح للجميع أن قوة الشعب أطاحت بالنظام, ولكن لاتزال هناك بعض الأمور المحتاجة إلي توضيح مثل فتح السجون وحريق المؤسسات والأقسام. وأضاف الحجر قائلا: أن هناك من سيتسرع ويطرح رؤيته في فيلم سينمائي أو عمل درامي, لكن الأمر مختلف إذا كان فيلما تسجيليا فهذا يعتبر تأريخا وهذا شئ مهم لكنه يحتاج إلي بعض الوقت أيضا, فأنا مثلا حينما وقعت حرب السويس كان عمري خمس سنوات وحينما قدمت فيلما تسجيليا عن هذه الحرب كان عمري26 عاما. أخشي زيادة الجرعة أما الفنان حسين الإمام فيقول أتمني قبل كل شئ ألا تكون هناك جرعة زائدة من أفلام الثورة لأنهم سيقدمون العديد من الأعمال التي تتحدث عن الثورة ومن الممكن أن يحدث ذلك نتيجة عكسية وسيشعر الجمهور بالملل فأتمني الا تزيد جرعة الأعمال الفنية. ويري الفنان نضال الشافعي أن ثورة25 يناير أحدثت تغيرا كاملا في جميع مجالات الحياة سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أوسياسيا أوفنيا لأنها أول عمل أوضح مدي قوة الشعب المصري وإرادته في مواجهة الصعوبات وكل هذه القوة ستؤثر بالايجاب علي الدراما التليفزيونية المصرية وستصبح الأعمال القادمة أكثر حرية ولايوجد بها خوف من الرقابة وستناقش القضايا الحقيقية الواضحة لأن هذه الأعمال الجادة أصبحت حاليا أقل تقدير للمشاهد.