بعد أحداث 52 يناير الأخيرة يقفز الي الافق سؤال حول الشكل الذي سوف تكون عليه الدراما التليفزيونية خلال المرحلة المقبلة بعد ان تدور عجلة الحياة وتستقر الأوضاع وتعود الخريطة البرامجية الي سابق وضعها تحمل إلينا التسلية والترفيه والمتعة والثقافة والفن والفكر ولعل الأعمال الدرامية من بين أهم الركائز الاساسية التي تعتمد عليها الخريطة البرامجية علي شاشة التليفزيون وهو الامر الذي يجعلنا نطرح العديد من الاسئلة المهمة علي كبار كتابنا من صناع الدراما عن طبيعة المرحلة المقبلة والشكل الذي سوف تكون عليه مسلسلات الشاشة الصغيرة علي ضوء المتغيرات السياسية التي يشهدها حاليا مجتمعنا وتنعكس أثرها علي رجل الشارع الذي يتطلع إلي حياة هادئة ومستقرة مملؤة بالأمل وتزدان بالصور الايجابية التي تمثل بالنسبة لمشاهدينا التفاؤل والقدوة بعد مرحله تميزت خلالها أعمالنا الدرامية بالعديد من الصور السلبية أو أزدحمت بقضايا توجه الانتقادات العنيفة لبعض رجال الأعمال الذين أساءوا بأفعالهم للنظام السياسي. في البداية يقول السيناريست مجدي صابر إن مسلسله »أبن موت« الذي كان قد كتبه منذ 3 سنوات تنبأ بما يحدث الان فضمن احداثه هناك مجموعة من الشباب يشعرون بالاحباط وغياب الامل في »عيشه« مستقره فيقومون بارتكاب افعال عنيفه يعبرون من خلالها عن وجهة نظرهم فيما يحدث من حولهم حيث يطاردون كل مظاهر وأشكال الفساد. والعمل تدور أحداثه بشكل عام حول طموحات وآمال الشباب الذي يسعي لتحقيق أحلامه في بناء مستقبل أفضل ويقول مجدي صابر ان مصر بعد 52 يناير 1102 ستختلف تماماً عن مصر قبل هذا التاريخ من حريه أجتماعيه وعداله تسود بين الناس جميعا فالثورة التي حدثت تذكرني بثوره عام 2591 التي نادت ضمن مبادئها بأن لاصوت لا يعلو علي صوت الشعب في الحياة. أما السيناريست يسري الجندي فقال: انه الدراما تعبر عن النشاط الانساني في المجتمع وثقافته وملامحه السياسية وأنا كمواطن مصري أتابع الأحداث الحالية بعيدا عن كوني كاتبا أو سيناريست في العمل الدرامي فالمؤكد ان هناك خريطة جديدة للمجتمع يعاد صياغتها الان لابد من التوقف أمامها طويلا قبل ان نترجم ذلك من خلال أعمالنا الدرامية. ويقول السيناريست محمد صفاء عامر أن الدراما لابد أن تأتي معبره عن الاحداث وعندما تضع الفوضي والفساد أوزارها وتنتهي سوف أعرف ماذا سوف أكتب في المرحله المقبله وكيف نصوغ أفكارنا بما يتفق مع المتغيرات الجديدة وفقا لرؤيتي الفكرية التي تتناسب مع الاحداث التي فجرتها ثوره شباب 52 يناير الماضي. ويقول الكاتب وليد يوسف انه يحتاج الي فترة من الوقت ليعرف كيف يكتب للدراما من اعمال جديدة فيجب ان تنتظر ويعرف ما هي سلبيات وايجابيات الحكومة الجديدة التي جاءت لتعالج سلبيات مرحلة سابقة فلا أحد يعبث الان ما هي ايجابيات أو سلبيات الحكومه فهي لا تزال في أول الطريق وينبغي ان تنتظر عليها حتي تستقر الاوضاع ثم نقول بعد ذلك ماذا نكتب؟ ويقول د. مدحت العدل ان مسلسله الذي يعد له لرمضان 1102 باسم »الشوارع الخلفية« المأخوذ عن رواية الأديب »عبد الرحمن الشرقاوي« التي تحمل ذات الاسم سيشعر فيها المشاهد بأجواء مشابهه لما حدث في أحداث 52 يناير الأخيرة مؤكدا أن الدراما سوف تشهد تغيرا كبيرا خلال المرحله المقبله لأنها سوف تهتم أكثر بقضايا ومشاكل شبابنا وكيفية وضع الحلول الجذريه حتي لا تتراكم المشاكل مرة أخري. أما السيناريست محمد الباسوسي فأكد مسلسله »العنكبوت« الذي عرض منذ 3 سنوات كان يتناول فساد رجال الاعمال وصفاتهم غير المشروعه مؤكدا انه بصدد تقديم عمل آخر باسم »نور مريم« المأخوذ عن روايه للصحفيه نوال مصطفي تتناول فيها المطالب المشروعة للناس كبناء عده مستشفيات لعلاج الاطفال من خلال د. نور التي تجسد دورها نيكول سابا حيث تحارب الفساد من خلال شخصية الصحفية التي تدخل في مواجهات حاده مع مافيا الفساد. تلك كانت إطلاله سريعه علي أفكار مجموعة من كبار كتاب الدراما التليفزيونية الذين يرصدون الان كل مظاهر التغيير التي يمر بها مجتمعنا والتي من المؤكد انها سوف تحتل جانبا كبيرا من مساحة الأعمال الدرامية خلال المرحلة المقبلة.