مستقبل العلاقة بين الولاياتالمتحدة والإخوان دخلت منعطفا جديدا بإعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن إعادة إطلاق اتصالات أمريكية محدودة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.. فهل هذا هو الوقت المناسب لأن تعلن أمريكا عن بداية عودة الاتصالات مع الإخوان باعتبارهم القوه المنظمة والبديلة للحزب الوطني ومحاولة إرضائهم لأنهم يمثلون مستقبل الحكم فى مصر أم ستكون هذه الاتصالات بداية زوال الأقنعة من على وجوه الإخوان وفقدان شعبيتهم فى الشارع المصري وإحساس المصريين أنهم سيواجهون بديلا ولكن بشكل آخر للحزب الوطني المنحل. فى البداية يؤكد د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، بأنها ليست المرة الأولى التي يتصل فيها الأمريكان بالإخوان فى مصر والعلاقات مستمرة بين الطرفين طوال السنوات الماضية ولكن المسألة اختلفت بعد الثورة وأصبحت الاتصالات علانية بين الجانبين. واشار العريان إلي أن الإخوان قطاع عريض فى المجتمع المصري ونحن لا نخفى اتصالاتنا مع الجانب الأمريكي وليس هناك ما يمنع أن يستمع الطرفان لبعضهما ولا أعتقد أن تؤثر هذه الاتصالات على مصداقيتنا فى الشارع المصري وستكون آثارها واضحة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويقول محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان: بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق بسبب اتصال أمريكا بالإخوان والحزب فى مصر ونحن نريد عمل حوار مصري - أمريكي يحدد ملامح العلاقات المستقبلية بين البلدين وتنظيم قواعد لعبة سياسية جديدة وكيفية سبل التعاون بعد ثورة يناير بشرط أن تكون العلاقات بين البلدين تتسم بالاحترام المتبادل وعدم فرض أجندات على مصر والاستقلالية المصرية فى القرارات وعدم التبعية لأمريكا لا تقوم على التدخل في الأمور الداخلية للبلاد. وأشار سعد الكتاتني أمين حزب العدالة والحرية، إلي أن حزب الحرية والعدالة لم يشرع في أي حوار مع الإدارة الأمريكية حتى بعد أن أعلنت هيلارى كلينتون عن عودة اتصالاتها مع الإخوان المسلمين ونحن نرحب بأي تواصل مع أمريكا لتبادل وجهات النظر ولكننا نرفض مبدأ التدخل فى الشئون الداخلية فى مصر والإخوان لن تسمح بأن تكون مصر تابعة لأمريكا. وأكد الكتاتنى بأن توقيت إعلان أمريكا عن بدء اتصالاتها مع الإخوان لن يضر بمصالح الحزب السياسية فى الانتخابات البرلمانية القادمة ونحن على استعداد تام للمنافسة والشعب المصري يعرف من يعمل لصالحه. وفى السياق ذاته، اهتمت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية بنبأ استئناف الاتصالات الرسمية بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. وقالت الصحيفة إنه مهما كان الرأي بشأن جماعة الإخوان إلا أنها الأفضل تنظيما بين جميع الأحزاب التي تعتزم المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية نهاية العام. وأشارت إلى أن هذه الاتصالات لن تكون مقبولة من قبل جماعات الضغط المهمة الموالية لإسرائيل في الولاياتالمتحدة بدعوى أن الجماعة لا تعترف بإسرائيل وتقيم علاقات وثيقة مع حماس لكن سيتعين على حكومة إسرائيل قبول الواقع الجديد والحقائق الجديدة. ومن الجدير بالذكر أن العلاقات بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية قديمة جدا حيث بدأت فى السبعينيات وقت الحريات التي منحها الرئيس السادات للجماعة بل إن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر طلب من السادات أن يفوض عمر التلمسانى المرشد العام للإخوان وقتها فى التفاوض والتوسط بين أمريكا وإيران للإفراج عن الرعايا والدبلوماسيين الأمريكيين.