أكد قياديان في جماعة الإخوان المسلمين بمصر إن الجماعة ترحب بفتح حوار مع الولاياتالمتحدة وهو حوار جددت عرضه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس قائلة إن بلادها ترغب في فتح محادثات مع أية جهة ترفض العنف. ونقلت أسوشيتد برس عن عضو مكتب إرشاد الجماعة محمود غزلان قوله اليوم إن الجماعة ترحب ب"الحوار مع الولاياتالمتحدة لإزالة سوء الفهم وجسر الهوة". وقال إن هذا الحوار سيكون الأول من نوعه بين الإخوان والولاياتالمتحدة على الرغم من تقارير أشارت إلى اتصالات غير مباشرة وغير رسمية جرت بين الطرفين السنوات الأخيرة كما أشارت إلى ذلك كلينتون أمس حين تحدثت عن "اتصالات محدودة" بين الطرفين. وقالت كلينتون إن مصلحة بلادها تقتضي هذه الاتصالات مشددة على أن واشنطن ستؤكد على أهمية نبذ العنف وعلى حقوق الأقليات والمرأة. وجاء حديث غزلان ليؤكد ما ذهب إليه أمس متحدث آخر باسم الإخوان هو محمد سعد الكتاتني حين قال إن الجماعة ترحب بأي اتصالات رسمية مع واشنطن "كوسيلة لتوضيح رؤيتها"، شرط "أن لا تكون ولا تقوم على التدخل في الأمور الداخلية للبلاد". لكن الكتاتني الذي يتولى أيضا منصب الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذي يمثل الإخوان نفى وجود هذه الاتصالات الآن مع الجماعة أو مع الحزب. ويرى مسؤولون أميركيون سابقون ومحللون أن إدارة باراك أوباما لا تملك خيارا غير التعامل مع الإخوان مباشرة بسبب نفوذهم السياسي بعد خلع الرئيس حسني مبارك الذي حظرهم رسميا وضيق عليهم لكنه سمح لهم بهامش من النشاط أتاح لهم مثلا ترشيح مستقلين للانتخابات البرلمانية. وقال مسئول أميركي رفيع لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن المشهد في مصر تغير ويتغير و"من مصلحتنا التعامل مع كل الأطراف التي تتنافس على البرلمان والرئاسة". وقال خبير الجماعات الإسلامية عمار علي حسن إن الجماعة ستحاول على الأرجح طرح شروط أو تحفظات إذا بدأ الحوار حتى لا يبدو أنها تسمح للولايات المتحدة بالتدخل في شؤون مصر. ويرى علي حسن أن من شأن مثل هذا الحوار أن يخفف من حدة مخاوف من يخشون ردة في الديمقراطية إذا هيمنت الجماعة على الساحة السياسية في مصر المقبلة على انتخابات تشريعية في سبتمبر القادم قرر الإخوان المسلمون أن يتقدموا لنحو 50% من مقاعدها. كانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية قد نشرت تقريرا من القاهرةوواشنطن أكدت خلاله أن إسرائيل وأنصارها في أمريكا يشعرون بالقلق عقب إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن وجود اتصالات محدودة بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. وقالت الصحيفة أن سبب قلق إسرائيل يعود إلى الأيديولوجية التي تحكم جماعة الإخوان والتي تقوم على تأييد المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل. وأضافت الجريدة أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل على تصريحات كلينتون ولكن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية قال إننا ندرس أبعاد هذا التصريح ولن نصدر أى تعليق حوله الآن. وإلا أن تسيفى مازيل السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة قال إن هذا الإعلان بمثابة خطوة من الولاياتالمتحدة لمنح الشرعية الدولية لجماعة الإخوان المسلمين. وقد وصف مازيل جماعة الإخوان بأنها جماعة خطيرة معتبرا أنهم يقدمون وجها معتدلا للعالم بينما الحقيقة أنهم جماعة متطرفة واستطرد قائلا " لاشك عندي أن المسئولين الإسرائيليين متخوفين بشدة من هذه الخطوة حتى ولو لم يعلنوا عن ذلك وأعتقد أن قلقهم سوف يزداد في المستقبل." وقالت الصحيفة إن الاتصالات لم تنقطع بين أمريكا وجماعة الإخوان حتى فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك ولكن أمريكا كانت تبررها بأنها اتصالات مع أعضاء برلمان مستقلين أو نقابيين ولكن بعد الثورة المصرية وفى الشهور الأخيرة زادت وتوسعت الاتصالات بين الإخوان والأمريكان فى ظل سياسة براجماتية جديدة تسعى لأن يكون لأمريكا وجود في مصر في حالة لو تولت هذه الجماعة السلطة يوما ما وأضافت الصحيفة أن الاتصالات تشمل الآن كل الفصائل داخل جماعة الإخوان وليست مقصورة على البرلمانيين السابقين فقط. وقالت الصحيفة أن مسئولي جماعة الإخوان استقبلوا إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن وجود اتصالات معهم بأنه بمثابة اعتراف رسمي من أمريكا بأنهم أصحاب النفوذ الحقيقي في مصر الآن. وقال محمد البلتاجى عضو برلمان سابق عن الجماعة إن الإخوان يرحبون بهذه الخطوة من أمريكا وإن الولاياتالمتحدة بدأت تقرأ بصورة صحيحة الخريطة السياسية في مصر الآن. وقد أعتبر الباحث السياسي مصطفى كامل السيد أن هذه الخطوة من جانب أمريكا بمثابة رسالة منها إلى سوريا وليبيا وأنها يمكن أن تتقبل مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في هذين البلدين للسلطة بعد الخلاص من الأنظمة القمعية فيها في إطار ما يسمى بالخريف العربي.