كشفت هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية عن ان بلادها تواصل اجراء اتصالات محدودة مع جماعة الإخوان المسلمين في إطار العملية الانتقالية بمصر، وقالت إنه مع التغيير الذي يحدث في الخريطة السياسية الآن في مصر، فإنه من مصلحة بلادها اجراء حوار مع كل الأطراف التي تبدو مسالمة ولا تلجأ للعنف، وقالت في مؤتمر صحفي عقدته أمس ان هذه الاتصالات كانت قد حدثت من قبل خلال السنوات الماضية، وأن أمريكا ستؤكد خلال اتصالاتها علي أهمية اللا عنف وحقوق الأقليات والمرأة. الثقل السياسي تأتي تصريحات كلينتون في اعقاب تصريحات مسئول أمريكي رفيع المستوي رفض ذكر اسمه وبثتها وكالة رويترز أن هذه الاتصالات تعكس الثقل السياسي المتنامي للإسلاميين، وقال إن ذلك سيغضب إسرائيل. وأشار إلي أن من مصلحة بلاده التعامل مع كل الأطراف التي تتنافس في الانتخابات البرلمانية، والرئاسية. وأعادت »رويترز« بث تصريح اعلته كونداليزا رايس عام 5002 وكانت تشغل وقتها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية حيث أكدت علي ان بلادها لم تجر اتصالات مع الإخوان، ولن تفعل، كما اذاعت كلمة لريتشارد دوني السفير الأمريكي الأسبق بالقاهرة القاها عام 8002 قال فيها إن الدبلوماسيين الأمريكيين كانوا يتعاملون علانية مع الإخوان بل إنهم قاموا بزيارة مقر الإخوان، في حين أن سفير الولاياتالمتحدة بمصر عام 4991 ووكر قال إن أمريكا تتجنب الاتصالات المباشرة والتعامل مع النقابات أو الشخصيات البارزة الأخري، التي قد تكون منتمية لعضوية الإخوان المسلمين. اتصالات رسمية وفي أول رد فعل لجماعة الإخوان علي تصريح كلينتون قال متحدث باسم الجماعة إن الإخوان يرحبون بأي اتصالات رسمية مع أمريكا كوسيلة لتوضيح رؤيتها، ولكنه في الوقت نفسه نفي اجراء أي نوع من هذه الاتصالات حتي الآن. وأشار إلي أن الاتصالات التي ستجري يجب أن تكون من خلال التنسيق الرسمي مع وزارة الخارجية. وقال د.محمود غزلان المتحدث الرسمي للإخوان إن الباب مفتوح للحوار مع أي جهة سواء في الحزب أو الجماعة طالما أن هناك تقاربا في الأفكار، ويعطي مجالا لإزالة المفاهيم الخاطئة، وشرح غزلان طبيعة الاتصالات التي تمت من قبل بين الجماعة والولاياتالمتحدة حيث تم عقد لقاء بين بعض نواب مجلس الشعب من الأحزاب والمستقلين في السفارة الأمريكية وكان من بينهم نائب الإخوان محمد سعد الكتاتني، كما التقي الكتاتني مرة أخري مع مسئول أمريكي في حضور د.فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وأكد مجددا انه لم يكن هناك أي اتصالات فردية بين الإخوان والأمريكان. وأكد د.محمد حسين الأمين العام للجماعة انه لم تجر أي اتصالات حتي الان مع أي جهة خارجية، ورحب بأي اتصالات مع أمريكا أو غيرها ولكن بتنسيق رسمي. وتطابق موقف حزب العدالة والحرية مع موقف الجماعة من الاتصالات مع الولاياتالمتحدة حيث قال سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة »الذراع السياسي للجماعة«:انه حتي الان لم يتم أي اتصالات مع الأمريكان، وأضاف لوكالة رويترز أن أي اتصالات ستكون لتوضيح الرؤي ولن تقوم علي التدخل من الشئون الداخلية . وأكد د.محمد البلتاجي أمين عام الحزب بالقاهرة انه علي استعداد للتواصل مع كل اطياف المجتمع الدولي علي المستوي الشعبي أو الحكومي بما يحقق المصالح المشتركة وحماية حقوق الإنسان، والاستقلالية لكل اطراف الاتصال وعدم فرض رأي أو اجندة من طرف علي الطرف الآخر وعدم التدخل في الشأن الداخلي. القوي الفاعلة وكان لتصريح كلينتون ردود أفعال من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وأيضا من الأحزاب والقوي السياسية والمحللين السياسيين أكد عبدالله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية انه لا توجد مشكلة في أن يكون هناك اتصال بين الإخوان المسلمين مع الولاياتالمتحدة فأمريكا تريد أن تتعرف علي القوي السياسية الفاعلة وذات التأثير في مصر وبالطبع تأثير الإخوان المسلمين لا يمكن انكاره مع عدد من السياسيين من قبل منهم د.محمد البرادعي وعمرو موسي من بعده وكانت من قبلها تتصل بنظام حسني مبارك وهذه هي طبيعة الحياة السياسية. وقال د.أيمن نور مؤسس حزب الغد والمرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية ان الاتصالات الأمريكية مع القوي السياسية هي شأن تلك القوي فأي فيصل سياسي له الحرية في الاتصال مع من يشاء ولكن الأهم الا تكون هناك صفقات أو اتفاقات ما منفردة أو علي حساب الوطن. وأكد سامح عاشور رئيس الحزب الناصري ان اتصال أي جهة داخلية بأمريكا يضعف هذه الجهة ويقوي من موقف أمريكا وليس العكس لافتا إلي أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال تسليما للسلطة قبل الانتخابات فهذه الاتصالات طبيعية وحدثت من قبل والغريب هو انكارها. الاتصالات قديمة وكشف د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن هذا ليس الاتصال الأول بين جماعة الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدة وانما هذا الاتصال قائم منذ فترة طويلة حيث كانت هناك اتصالات أمريكية مع حسن البنا وهناك وثائق في مكتبة الكونجرس تؤكد هذا وموجودة لمن يريد الاطلاع عليها.. وأضاف أن الإخوان المسلمين دائما ما يرحبون بهذه الاتصالات رغم انهم كانوا ينفون هذا في الماضي. وأشار السعيد إلي أن المشكلة في خروج هذا التصريح في ذلك الوقت والاعلان عنه هو بمثابة لعبة سياسية أمريكية فالولاياتالمتحدة معجبة بالنموذج التركي وتريد تطبيقه علي مصر حيث تصعد جماعة أو حزب سياسي إسلامي إلي سدة الحكم مع وجود الجيش في الخلفية ولكن هذا الوضع يصعب تحقيقه في مصر لاسباب عديدة أولها أننا ليس لدينا كمال اتاتورك كما أن هناك اختلافا شديدا في الثقافة والتوجهات وطبيعة الحياة السياسية نفسها. ولم يمانع د. احمد شكري عضو اللجنة التنسيقية لحزب العدل والمتحدث باسم الحزب لاجراء الخارجية الامريكية اتصالات مع جماعة الاخوان المسلمين لاسيما بعد ان اصبحت فصيلا بارزا لايمكن اقصاؤه خارج المشهد السياسي المصري. واشار د. محمد عبدالمجيد الفقي الكاتب والباحث الاسلامي ان الاتصالات بين الاحزاب السياسية والدول الخارجية امر مشروع ولكن اذا تم وفقا للاطر الشرعية ومن خلال وزارة الخارجية لافتا الي ان جماعة الاخوان المسلمين فتحت باب الحوار مع كل القوي السياسية الداخلية ومنظمات المجتمع المدني والكنيسة ولكن اعلنت مرارا وتكرارا ان الاتصال بالخارج يتم تحت راية وزارة الخارجية. ولفت د. محمد الفقي الي ان الاتصالات السابقة بين الامريكان والاخوان كانت بين الامريكان ونواب الشعب وليس مع الاخوان المسلمين. العصا والجزرة واشار د. عمرو هاشم ربيع رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام ان الاتصالات بين جماعة الاخوان المسلمين والولاياتالمتحدةالامريكية ليست جديدة وكانت تتم سابقا بمنطق العصا والجزرة الذي تستخدمه الادارة الامريكية مع نظام مبارك حيث كانت تتصل بنواب الاخوان في برلماني 0002 و5002 اذا كانت غير راضية علي نظام مبارك واذا كانت راضية لاتتصل بالاخوان وفي حالة الغضب كانت تتصل باعضاء من داخل الجماعة. كما اشار د. عمرو هاشم ربيع الي ان تصريحات كلينتون طبيعية وترحيب الاخوان بها امر طبيعي لانه من المفترض ان تنفتح القوي السياسية علي الخارج ولاسيما اذا كانت هذه القوي تمثل اغلبية نسبية في المجتمع. واكد بهاء ابوشقة نائب رئيس حزب الوفد ان الولاياتالمتحدةالامريكية لم تنكر انها علي اتصال بالاخوان المسلمين ولكن هل الاتصال مع الجماعة ام بحزب الحرية والعدالة ومن حق اي دولة ان تجري اتصالات في الحدود التي لاتخل بأمن الوطن.