توتر كبير تشهده القدسالشرقية، جعلها محط أنظار العالم في الأيام الماضية، حيث يشهد حي الشيخ جراح، في المدينة المقدسة، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي وسكان الحي الفلسطينيين بعد تصاعد التوتر بشأن الإجلاء المحتمل لعائلات فلسطينية من منطقة يُطالب بها مستوطنون إسرائيليون. واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة صور وفيديوهات توثق الاشتباكات العنيفة التي وصل صداها إلى شتى بقاع العالم، حيث تصدر خلال الأيام الماضية، هاشتاج #انقذوا_حي_الشيخ_جراح باللغتين العربية والإنجليزية قائمة أكثر الوسوم انتشارا في العالم. #القدس تنتفض مره اخري أمام عنجهية وإرهاب الاحتلال الذي يفتقد للانسانيه بعد اقتحامه لباحات #المسجد_الاقصي وانتهاكاته المستمرة واعتداءاته للمصلين في الشهر الفضيل. السيناريوا يتكرر بعد حادثة اقتحام شارون للمسجد الأقصى في 2000 ، وكأننا نحن أمام إنتفاضه ثالثه تحرق الاخضر واليابس ! pic.twitter.com/cZ07KlLTVn — maya rahhal (@RahalMemy77) May 7, 2021 ومن جهتها اتهمت الخارجية الإسرائيلية من خلال صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لها، السلطة الفلسطينية وما أسمتهم المنظمات "الإرهابية" الفلسطينية -حسب زعمهم- بتأجيج التوتر في القدسالشرقية. وقالت الصفحة التابعة للخارجية الإسرائيلية على تويتر زاعمة: "من المؤسف ان السلطة الفلسطينية والمنظمات الإرهابية الفلسطينية تحاول تأجيج التوترات في القدس من خلال اخراج خلاف بين اشخاص على ملكية للمنازل عن سياقه ومحاولة لتحويله الى بؤرة لصراع وطني، وهي تتحمل مسؤولية أي عنف أو تصعيد. ستعمل شرطة إسرائيل على إعادة النظام في حي الشيخ جراح". من المؤسف ان السلطة الفلسطينية والمنظمات الإرهابية الفلسطينية تحاول تأجيج التوترات في القدس من خلال اخراج خلاف بين اشخاص على ملكية للمنازل عن سياقه ومحاولة لتحويله الى بؤرة لصراع وطني، وهي تتحمل مسؤولية أي عنف أو تصعيد. ستعمل شرطة إسرائيل على إعادة النظام في حي #الشيخ_جراح — إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) May 7, 2021 وكان من المقرر أن تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة اليوم الاثنين للنظر في استئناف أكثر من 70 شخصا لأمر إخلاء لصالح منظمة استيطانية يهودية في حي الشيخ جراح بالقدسالشرقية، لكن الجلسة أجلت بسبب الاضطرابات. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين لمناقشة الوضع. وأعلنت الشرطة في القدس أن الحرم القدسي لن يكون مفتوحا للزوار اليهود اليوم. وقال بيان إنهم سيواصلون السماح بحرية العبادة لكنهم لن يسمحوا بأعمال شغب. ماذا يحدث في الأقصى ؟ شهدت باحات المسجد الأقصى الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط أكثر من 200 جريح، أشعل فتيلها بحسب الشرطة الإسرائيلية إلقاء شبان فلسطينيين حجارة وزجاجات فارغة على عناصرها، في حين اتّهم شبّان فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بأنّها هي من بادر إلى الاعتداء على مجموعة منهم عند مدخل الأقصى. وتجددت المواجهات، اليوم الاثنين، بعد أن تصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيل الاثنين ذكرى "يوم توحيد القدس"، أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967. ردود الفعل العربية والدولية ومع استمرار التوتر في القدسالشرقية وزيادة حالة الاحتقان بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خرجت دعوات دولية وإقليمية تطالب بوقف العنف ورفض المخططات الإسرائيلية المصاحبة لذلك. وعبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها العميق تجاه التطورات في القدس وخطط إسرائيل لطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، ودعا مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات الحكومة الإسرائيلية إلى اتباع الإجراءات الملائمة لضمان الهدوء خلال إحياء ذكرى يوم القدس. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فطالب إسرائيل بضرورة الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، معبرا عن قلقه العميق تجاه استمرار العنف في القدسالشرقية وخطط طرد عائلات فلسطينية من ديارها. وبدورها أبدت اللجنة الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط عن القلق البالغ إزاء الاشتباكات اليومية والعنف في القدسالشرقية مطالبة بضرورة عودة الهدوء. و من جهتها أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، عزمها عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين وذلك بناء على طلب من دولة فلسطين. وقالت المنظمة إن الاجتماع سيبحثُ الاعتداءات وخطط إسرائيل لتهجير عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها بالقوة. في السياق نفسه قررت الجامعة العربية عقد جلسة طارئة على مستوى الوزراء الثلاثاء لبحث التطورات في القدس.