الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
يذكر أن شابًا أقبل على أبي الدرداء رضي الله عنه ذات يوم، وقال له: أوصني يا صاحب رسول الله.. فقال له: "يا بُني، اذكر (...)
الناس في شهر رمضان دروبهم شتى، ومسالكهم لا تعد ولا تحصى، فهم بين متعبد ومبتعد، منهم الصوام القوام ومنهم النومان، منهم سهره في القيام، ومنهم سهره مع القيان والخلان، منهم النهم للقرآن ومنهم النهم للأكل والحلوان، منهم الخلوق ومنهم الغضوب، منهم من يظل (...)
إن الله تعالى لما أراد أن يعظم شهر رمضان إنما أنزل فيه القرآن، وفضَّله به على سائر الأشهر، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}..[البقرة:185] فمن أراد أن يكون ربانيا في تكريم رمضان فعليه بالقرآن.
عليه بالقرآن تلاوة (...)
إن عبادة الصيام هي عبادة امتناعية وليست عبادةً عملية، فكل العبادات يجب فيها أن نفعل إلا الصوم فهو العبادة الوحيدة التي يجب فيها ألا نفعل! وهذه العبادة الامتناعية هي عبادة متصلة من الفجر إلى المغرب، وفي هذا إشارة عظيمة هي أننا إن كنا عادةً نخشع لله (...)
رحم الله أديب العربية والإسلام (مصطفى صادق الرافعي) الذي قال: "لو أنصفك الناس يا رمضان لسمَّوك (مدرسة الثلاثين يومًا)"! لكن المميز فيها أنها مدرسة شاملة متكاملة، تلتقي فيها صحة الإيمان مع صحة الأبدان، لتحقق متطلبات الروح والجسد، وتستوفي حاجات المؤمن (...)
إحدى المهلكات والموبقات التي تندرج تحت قوله تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}..[لنور:15].
ألا وهي الغيبة ،والغيبة كما عرفها الرسول صلى الله عليه وسلم هي أن تذكر أخاك بما يكره، فإذا تأملنا كم من الأشياء التي نكره أن تلصق (...)
قال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [رواه النسائي وحسنه الألباني].
فالمتتبع لأحوال الناجحين والفائزين في مسارات الحياة الدنيا المختلفة يجدهم يجتهدون في (...)
ما من إنسان على وجه الأرض إلا وهو يبحث عن السعادة والقرآن، كما نعلم كتاب ومنهج لهداية الإنسان إلى الحياة السعيدة في الدنيا فهل تحدث القرآن عن السعادة؟
ورد التنويه عن السعادة في موضعين في القرآن من سورة هود: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا (...)
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}..[القصص:14]؛ مَنَّ الله عليه، فأحسن فجزاه الله إحسانًا وآتاه حكمًا وعلمًا، ثم أحسن فمَنَّ الله عليه مرةً أخرى بالنبوة له وأخيه واختصه بكلامه... (...)
قد يضيق لآباء والأمهات ذرعاً من فضول الأطفال. فالفضول قد يأخذ شكل تخريب الأشياء بدافع حب الاستطلاع ومعرفة ما بداخلها للأطفال الصغار جدًا.. أو في شكل أسئلة لا تنتهي للأطفال القادرين على الكلام.. ولا يكفون عن الاستفسار عن كل شيء وأي شيء.. الأمر الذي (...)
من أسباب تأخر الشفاء و ربما الانتكاسة بعد مقاربة الشفاء من المرض عدم تعاطي الدواء الضروري اللازم. ومن أسباب الانتكاس بعد الهداية عدم تحمل العلم الشرعي الضروري اللازم وهو ما يعرف (بما لا يسع المسلم جهله).
أخرج ابن ماجة في الحديث الصحيح، عن أنس بن (...)
إنَ دين الإسلام هو المنهج الأعظم الذي يحتوي على الأسس الشرعية لنجاح الفرد والأمة في شتى مناحي الحياة. ومن الأسس الشرعية تحمل المسئولية والمشاركة في بناء المجتمع الإسلامي، فكل فرد في الإسلام له حقوق وواجبات، ومن الواجبات التي يتكفل بها المسلم العناية (...)
إنَّ شهر رجب من الأشهر الحُرُمِ التي قال الله فيها تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}..[التوبة:36] .
وكانت كذلك في الجاهلية، (...)
ومن منا لا يريد أن يعيش في الدنيا أكثر من مرة؟ لا لجمالها، ولا لنعيمها، ولا لما فيها من متع وشهوات، فما عند الله لعبده المؤمن يوم القيامة من الخير، خير له مما يطمع في تحصيل أضعاف أضعافه في الدنيا التي لا يساوي نعيمها في الآخرة مثقال خردل في النعيم (...)
الشماتة هي الفرح والسرور بما يصيب الناس من مصائب ومِحن في الدين والدنيا، والشامت هو قليل المروءة والرجولة غير نظيف القلب، يتمنى للناس السوء ولو بحثت بداخله لوجدت في قلبه مرض، وكثيراً منهم فاشل في حياته يتمنى للناس أن يفشلوا مثله، ويفرح عند وقوع أخيه (...)
الطفل إذا كان صغير السن لا يعرف بعد ما معنى الكذب، ولا يميز بينه وبين الخيال والمُزاح، ألا ترين أن الله قال: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ (...)
فقد أضحت اليوم كلمة (اتقِ الله) بمثابة مسبّة بين الناس؛ حتى إنك إن تجرأت وقلتها لأحدهم فستجد منه وجهًا آخر غير الذي يلقاك به وكأنك قد نعته بأقذع الألفاظ؛ ذلك أن الناس قد أنفوا من سماع تلك العظة واستكبروا أن يقال لأحدهم: (اتقِ الله)!!
جرب أن تقول (...)
الحمد لله المحمود على ما قدَّره وقضاه، وأستعينه استعانةَ مَن يعلم أنه لا ربَّ له غيره ولا إلهَ له سواه، وأَسْتَهديه سبيلَ الَّذينَ أنعم عليهم من النبيِّين والصدِّيقين والشهداء وأستغفره من الذنوب التي تَحُولُ بين القلب وهداه.
وأَشْهَد أن لا إله إلا (...)
إذا ابتلي المسلم في بدنه أو أهله أو ماله، فإن عليه أن يسير وفق المنهج الإسلامي الصحيح لمواجهة مثل هذه الحالة وتتلخص خطوات هذا المنهج في النقاط الآتية:
1- اليقين والرضا:
الخطوة الأولى: على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأن هناك حياة أخرى هي خير من (...)
قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر".
ومحاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل، ونوع بعده.
فأما النوع الأول: فهو أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه.
قال الحسن رحمه (...)
مصيبة المرء في دينه، وفتنته في التقصير فيه؛ هي المصاب الحقيقي، والخسران المبين، فما الدنيا إلا سوق مفتوحة، والمسلم تجارته فيها طاعة الله، والله عز وجل سلعته الجنة، فمن لم يستطع تحصيل السلعة الغالية، وقع في حر ليس له مثيل، وشدة ليس دونها شدة، ويكفي (...)
هناك أخطاء في باب التوبة يقع فيها كثير من الناس، وذلك ناتج عن الجهل بمفهوم التوبة، أو التفريط وقلة المبالاة، فمن تلك الأخطاء ما يلي:
1- تأجيل التوبة:
فمن الناس من يدرك خطأه، ويعلم حرمة ما يقع فيه، ولكنه يؤجل التوبة، ويسوّف فيها.. وهذا خطأ عظيم؛ لأن (...)