يا مصر جئتك ِ أطوي السهل والجبلا
وما أضاعت شراع النيل قافلتي
وعندما لاح برق الطور قلت لهم
هنا الأمان فلاخوف ٌ ولا جزع ٌ
هنا الإخاء الذي غابت معالمه
هنا الحضارة والأهرام شاهدة ٌ
وكم أنار مع الأيام أفئدة ً
أركض بخيلك إن النيل مغتسل ٌ
شربت ُمن كفها (...)
مس اللهيب دمي فصار لهيبا
وزرعت في أقصي الشمال جنوبا
وبكيت حتي جفّ دمع حبيبتيي
وقرأت حتي لم أجد مكتوبا
ورأيت مالا أستطيع سماعه
وطفوت من فوق الذنوب ذنوبا
وقرأت في الفنجان سطر رواية
قالت ستبقي يا غريب غريبا
ستظل مقطوع اليدين محاصراً
وتظل فوق جدارهم (...)
إني بكل الذي قد مر أعترف
أني أحث ّ القوافي وهي تنصرف
وكلما صُغت ُ من صلصالها خزفا ً
حلوا ً تكسر في أعتابها الخزف
فتارة ً أصطفي ما ساغ في زمني
وتارة ً لرواق الأمس أزدلف ُ
لا تنكرن ّ إذا ما مسّني عطش ٌ
وإن غرفت ُ من البئر التي غرفوا
فكيف أنزع ُ عن (...)