إني بكل الذي قد مر أعترف أني أحث ّ القوافي وهي تنصرف وكلما صُغت ُ من صلصالها خزفا ً حلوا ً تكسر في أعتابها الخزف فتارة ً أصطفي ما ساغ في زمني وتارة ً لرواق الأمس أزدلف ُ لا تنكرن ّ إذا ما مسّني عطش ٌ وإن غرفت ُ من البئر التي غرفوا فكيف أنزع ُ عن وجهي بشاشته ُ وكيف أسلك دربا ً وهو منحرف ُ وحين أمسك ُ عصفورا ً علي عجل ٍ أدري بأن الذي أمسكته نُتف ُ وقد يقول صغير ٌ كنت ُ أحسبه من الكبار وقوفا ً حيثما وقفوا بعض الذين أري يستنزفون دمي وبعضهم رغم ما هم فيه قد نزفوا وآخرون كأن الناس أرصفة ٌ إذا مشوا فوقهم فالأرض ترتجف ُ صنفان أهلي َ : من شالت بطونهم وآخرون علي أوجاعهم زحفوا وفي عيون جياع الأرض سنبلة ٌ كم سيّجوها وكم من أجلها ذرفوا ! وآخر الصيف كم يحلو القطاف به لكنه مر ّعن قرب ٍ وما قطفوا ! يضيق ُ بالحرف حرفي حين أطلقه وحين أعطِف عنه الروح ينعطف ُ وفي شفاهي َ نهر ٌ سال من عسل ٍ وفي عروقي َ نار ٌ شبّها السلفُ إذا رفعت ُ غطاء الزيف يا ولدي فأي شيء ٍ مهول ٍ سوف ينكشف ُ ويسقط الثلج فوق الجمر معتذرا ً وفي رمال الصحاري يلمع الصدف ُ تجمعوا كي يصوغوا لحن وحدتهم لكنهم وعلي أنغامه اختلفوا تكدّست في عيون الناس نخوتهم وقبل أن يمتطوا أفراسهم دلفوا ! وننحني حينما نمشي بلا خجل ٍ وندّعي أننا من زهونا ألِف نغربل العمر لا قمح ٌ ولا بلح ُ كأنها لم تلد في أرضنا السَعف وليس غير ضجيج القهر في دمنا وغير قافلة ٍ ضلّت فلا تقف ُ الياسمين وبعض الشعر يفضحنا والأبيضان : قليل الملح والشرف ُ ما زال عبر شراييني مضمخة ٌ من القصائد ِ لا يدري بها التلف ما زال حبري َ موقوفا ً علي قلمي حتي وإن جفّت الأقلام والصحف وما نسيت حساما ً خان مقبضه إلا ذكرت ُ حساما ً سوف ينتصف