أنا من بين المؤمنين بأثر الفراشة، أحداث تبدأ صغيرة جدًا وعادية جدًا ثم تسلك مسارات غير متوقعة تفضي إلي تغييرات جذرية، غير أنني لا أعرف حدثاً بدا في مظهره الخارجي تافهًا وصغيرًا ثم انتهي بأمر عظيم أكثر وضوحًا من رسالةٍ أرسلها الفيلسوف الألماني (...)
خلال أشهر مشاهد فيلم "ابن حميدو"، احتشد "شيخ الصيادين" عدة مرات، وحشد كل عضلات جسده ومخارج ألفاظه وحركات عينيه وتعبيرات وجهه وصاح كالغاضبين في وجه زوجته المتسلطة:
- وشرف أبوكي لو فتحتي بقك بكلمة لأقطم رقبتك، إنتي عارفة، أنا راجل وكلمتي لا ممكن تنزل (...)
خلال أشهر مشاهد فيلم "ابن حميدو"، احتشد "شيخ الصيادين" عدة مرات، وحشد كل عضلات جسده ومخارج ألفاظه وحركات عينيه وتعبيرات وجهه وصاح كالغاضبين في وجه زوجته المتسلطة:
– وشرف أبوكى لو فتحتى بقك بكلمة لأقطم رقبتك، إنتي عارفة، أنا راجل وكلمتي لا ممكن تنزل (...)
"كليبتومانيا" هو الشغف بسرقة أشياء الآخر بهدف الحصول علي لذة مؤقتة، سلوك لا إرادي، يبقي مرضًا علي كل حال حتي يتعلق الأمر بالضوء، عندئذٍ، يصبح مرض السرقة مرضًا خاصًا بالمشاهير الأكثر قدرة علي النفاذ إلي قلوب الجماهير، وهؤلاء أقلية، ومن هذه الأقلية (...)
كثرٌ هم الذين يدونون جراح سوريا، وأكثر منهم من يظنون أن الصراع هناك مؤهلٌ للحسم بأدواته الحالية، لكن الذين استمعوا يومًا إلي "بشار الأسد" يخطب يجب أن يتوقعوا أطلال دمشق قبل أن يزور نهايته البائسة!
ذلك أن التسويف وأن الإطالة غير المبررة بعض طباعه، (...)
مياه قليلة جرت في النهر بعد مذبحة “شارلي إيبدو”، قطرات لا تشكل غيمة زمنية، لكنها كانت حبلى بحزمة من الأخبار الحارة التي بوسعها أن تورط المرء في الإقدام على قراءة الحادثة في ضوء آخر!
مثلاً:
* التلفزيون الفرنسي: محتجز الرهائن في المطعم اليهودي بمنطقة (...)
بقلم محمد رفعت الدومي
للجميلة التي هزمها الموت قبل أيام أكتب، وفي مكان ما أعشق ساكنه خطر لي أن أسمي "صباح" ب "الحسونة"..
عن "الحسونة"، وهي التي أنفقت عمرها توزع البهجة في جهات الكون الناطق بالعربية الأربع أكتب من قمر أحمر لا يري أهله منذ بدايات (...)
علي حافة قريتي التي لا يلتقط الغرباء أبداً تعرجات روحها دون دليل من أهلها كان حقل الذرة الذي له شكل المثلث ، وكان نسيم المساء يعلق في قامات العيدان المرتعشة ، وكنت ، ككل مرة ، قد استسلمتُ تماماً لحذر اللقاء الحرام ، لذلك تسللتُ إلي الحقل الذي له شكل (...)
الموت، كلما تقدم الإنسان في العمر أصبح أليفاً، مجرد طقس يتكرر بإسراف، ينسحب علي إثره جارٌ لنا في الكون إلي لا مكان تاركاً خلفه في القلوب بعض الذكريات و بعض الحنين،
يرتفع إحساس اللامبالاة بالموت في قلوبنا، خاصة، عندما يفقد أحدنا ذلك الشخص الذي، لسبب (...)
إنسان " نياندرتال"، أحد أنواع جنس "هومو"، و هو نسخة تجريبية بسيطة من الإنسان الحالي، استوطن "أوروبا" و أجزاء من غرب "آسيا" و "آسيا الوسطى"، هي الآن تلك المساحة الممتدة من "أسبانيا" حتي "طشقند" عاصمة جمهورية "أوزبكستان"، إحدي جمهوريات الاتحاد (...)
لابد أن تضحك لإرباك أولئك المزيفين الذين يعتبرونك "بقرة فريزيان برخصة " ، وكم أسقط الضحك عروشاً راسخة ..
ومن يحض المصريين علي الضحك كمن يبيع الماء في حارة السقايين ، فهم أرباب هذه الصناعة بلا منازع ، بل يجيدون علي غير العادة إبداع النكات في أكثر (...)
لا خلاف علي أن الغالبية العظمي من أعظم مصممي الأزياء حول العالم مثليون !!
لا خلاف أيضاً علي أن كل فكرة نجم عنها تصميم اعتبره الآخرون حدثاً ، لم تولد في عقل الواحد منهم وهو يطارد الورود في الغابات والفراشات في كل الفصول كما يتصور البعض ، إنما ولدت في (...)
روي أن "عمر بن الخطاب" ، عندما كان الإسلام رخو الخاصرة ، أتباعه لا يتجاوزن المئات ، كان يلتحق بنومه أفكار سوداء عن هجوم "الفرس" في أي وقت ، وكل وقت ، علي "المدينة" ، لذلك ، كان يخرج بالليل إلي أطراف "يثرب" ، يستوقف العائدين من جهة "العراق" ليسألهم (...)
وتتوالي أصداء التسريحة القومية المرتبكة ..
فضيحة أخري تضئ واقعنا الذي يتم عن عمدٍ ، بدلاً عن فضحه ، تعتيمه ، إرضاءاً لقلب السيد ، إنسان الغاب ، طويل الناب ، وهو واقع ضحل ومهين لكل
الناطقين بالعامية المصرية ، ومما يضاعف من ضراوة هذه الفضيحة التي لن (...)
"كانت هاجرة حلوب ، تحلب العرق ، تحلب الذاكرة بمواقيت ، كنتُ كمن كان مهيأ لاستقبال أمر عظيم ، كانت حركة الشارع أمامى من خلال زجاج الباب ترجعنى برهة لحركة النمل قبل حلول الشتاء ، وكانت الشمس تحدق بقسوة كمن تبحث عن شىء عزيز ، كان ذلك اليوم الغامض والذى (...)
"كانت هجرة حلوب. تحلب العرق. تحلب الذاكرة بمواقيت. كنت كمن كان مهيأ لاستقبال أمر عظيم. كانت حركة الشارع أمامي من خلال زجاج الباب ترجعني برهة لحركة النمل قبل حلول الشتاء. وكانت الشمس تحدق بقسوة كمن تبحث عن شيء عزيز. وكان ذلك اليوم الغامض والذي غير (...)
كانت أكثر من مجرد صدي للألم ، ضحكاتُ "عصام" في ليلنا ، عقب عودته من رحلته العلاجية الأولي إلي القاهرة ، حكي لنا الكثير ، بروح ما زالت تحتفظ بلياقتها السطحية ، عن الذين يشبهونه في العجز من المرضي ، لقد كان الكثيرون منهم ، بحماية ادعاءاته هو ، يواجهون (...)
ربما كانت رغبتي في حجز مقعد قبل فوات الأوان بين المواطنين الشرفاء الذين امتلأت بهم مصر مؤخراً هو أحد أسباب كتابة هذا المقال ، أو بدقة أكثر ، كتابة هذا البلاغ ، من الأسباب الحاثة أيضاً أن أري المواطن "أحمد فتحي سرور" ، برغم شيخوخته وضمور مخارج (...)
"كانت هاجرة حلوب ، تحلب العرق ، تحلب الذاكرة بمواقيت ، كنتُ كمن كان مهيأ لاستقبال أمر عظيم ، كانت حركة الشارع أمامى من خلال زجاج الباب ترجعنى برهة لحركة النمل قبل حلول الشتاء ، وكانت الشمس تحدق بقسوة كمن تبحث عن شىء عزيز ، كان ذلك اليوم الغامض والذى (...)
ونجح الموت أخيراً أن يقتحم حالة "أحمد فؤاد نج ..
وأصبح مما لا شك في صحته أن شاعراً نسي في الموت حالته تماماً ، وأنَّ شاعراً توقف فوق الجذور ، وتراجعت الأسوار أمام تقدم عينيه ، وجمعت روحه شمل قوَّتها الباقية ، وحلَّقت في الجبال البعيدة ..
مما لا شك (...)
ينتصب ليل الدومة كمأذنة مهجورة خلال وشائج جلية ، وشائهة ، من الخواء الروحيِّ القاتل ، وتتجلي ألوان البهجة في أدني بقعةٍ في الظلِّ حدثاً باهظاً ، ينخرط في لهجات المتعبين غابة من الأيام قبل تحققه ، وغابة من الأيام بعده ، وتجد الحضرة الشومانية ، حتي (...)