كانت تجلس ساكنة تنظر لزوجها أبو مجاهد الذى كان ممدا على الكنبة وصوت شخيرة يعلو ويهبط كترنيمة رديئة وضعها موسيقار مبتدأ.. كان الرجل قد غلبه النعاس وهو يشاهد التلفاز.. وما هى إلا لحظة إلا وعلا صوت صراخ وأصوات أخرى عالية آتية من الحارة هب على إثرها أبو (...)
رفع أبو مجاهد رأسه ونظر من تحت زجاج نظارته وهو متربع على الكنبة ممكسا بالجريدة فى يده.. ماتقومى يا حاجة تعمليلى كباية شاى.. نظرت إليه أم مجاهد نظرة لم يرتح إليها وهى تقوم متثاقلة.. لحظات وكانت تضع كوب الشاى أمامه.
انتى عاملالى شاى فتلة.. أمال فين (...)
كان صوت الزغاريد يتصاعد من ميكروفون المسجد.. كان العريس يضع يده فى يد والد العروس والمأذون يقول وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان.. كان صوت صابر ينطق بالفرح وهو يقول وأنا قبلت زواجها.. وقف الجميع وبدأت المباركات والتبريكات (...)
تعلو الأصوات، وتلقى الكلمات، وتعقد المؤتمرات لمحاولة إنقاذ الفريسة، التى يتربص بها المتربصون من أصحاب النيات السيئة، والفكر المتخلف الذين يريدون بنا العودة للوراء، وجرنا لعهود الظلام، والانقضاض على الضحية السامية البريئة الخالية من كل غرض، وهوى ألا (...)
كانت روحه تحوم حول مئذنة المسجد الذى يطل على الميدان.. أخذ يتذكر ما مر على المكان من أحداث ومشاهد.. بالأمس القريب كان عشرات الآلاف يقفون وملامح التحدى والجدية تكسوا وجوههم.. هتافهم واحد هدفهم واحد وعيونهم تتطلع إلى غاية واحدة.. كان أيضا شاهدا وحاضرا (...)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" قيل" أمن قلة نحن يومئذ "قال بل أنتم كثير ولكن كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن" قالوا: وما الوهن قال: "حب الدنيا وكراهية (...)
كان صوت حديثهم عاليا وأصواتهم متداخلة مما جعل محاولة أم مجاهد لتسترق السمع لما يقال عديم الفائدة.. قالت لنفسها أروح أعمل لهم شاى أحسن الله يخرب بيت السياسة.
كان صوت أبو شحاتة منفعلا وهو يقول هو أحنا كنا بنلعب لما نزلنا ننتخب أعضاء المجلس من كام شهر (...)
نعيش منذ وقت طويل كابوساً لا يريد أن ينتهى.. حالة من التوهان وما يسمى ركوب الرأس وكل يمسك كرباج فى يده يريد معاقبة من يحاول إعاقة مسيرته فى ركوب رأسه.
من سماتنا الشخصية الأصيلة أن كلا منا لا يرى إلا رأيه ولا يستمع إلا لنفسه.. حالة من النرجسية والأنا (...)
أيام قليلة تفصل شعب عانى منذ مئات السنين من القهر والذل والإذلال عن يوم مشهود أيام قليلة تختزل فيها معاناة سنوات طويلة ليس لها عدد كان شعبا مفعولا به ولم يكن فاعلا، استمرأ حكامه امتطاء ظهره والتعامل معه على أنه مطية.. شعب لم يقصر يوما فى الزود عن (...)
حب الوطن فرض عليا.. أفديه بروحى وعنيا.. كلمات نشأنا ونحن نرددها ورددتها قبلنا أجيال ولكن ماهو حب الوطن..؟؟
هل نحب الوطن لأننا فتحنا أعيننا وجدنا أنفسنا نعيش فيه..؟؟ هل لأننا نسكن فيه ونأكل من أرضه..؟؟ هل لأن آباءنا وأجدادنا كانوا يعيشون فيه وينتمون (...)
كانت قهقهة أبو مجاهد تملأ المكان وهو يشاهد بوحه الصباحى وهو يخرج مهلهل الثياب يمتلأ وجهه بالكدمات وهو لايقوى على السير بعد أن ذهب فاتحا صدره مبرزا ضلوعه ليؤدب أولاد أبو إسماعيل فإذا بهم يوسعونه ضربا فيخرج من عرينهم وهو يتهاوى قائلا قولته الشهيرة صبح (...)
عند ُمكن للمسلمين وفتحت مكة كان أول ما قام به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، هو هدم الأصنام التى كان يعبدها أصحاب الضلالة.. وهكذا لا ينتصر الحق ويتمكن له فى الأرض إلا بهدم الفساد وطوى صفحة الفاسدين.
وينطلق قطار التاريخ مارا بمحطات كثيرة.. بعضها (...)
كان الرجل الريفى العجوز بوجهه الذى حفرت السنون فيه خطوط وعلامات جعلته كأرض قاحلة متعطشة لقطرة من الماء، يتوسل للطبيب لقبول دخول أبنه للمستشفى والطبيب يأبى ويكيل له عبارات الملامة.. ميعاد عملية أبنك كانت من أسبوعين ما جتش ليه..؟؟ ظروف ياسعادة البيه (...)
صعد إلى سطح منزله بعد جهد جهيد.. نظر باستغراب فقد وجد أم مجاهد جالسة على الأرض ممددة الأرجل تقوم بتزغيط بطة.. إيه إللى طلعك ياحاج..؟؟ أنتى إيه اللى بتعمليه ده!!.
مجاهد قاللى نفسى فى البط.. وأنت طبعا عارف البطة بقت بكام النهارده.. وأنا إيه اللى (...)
نعيش زمانا أصبح الكذب والنفاق والاحتيال والنصب والخداع والبجاحة وانعدام المروءة والإنسانية سلعة رائجة لأشخاص ودول.. كانوا فى الماضى يضعون الأقنعة على وجوههم يخفون بها دناءة نفوسهم، أما الآن فأصبحوا لا يكلفون أنفسهم مشقة وضع الأقنعة وأصبحت البجاحة (...)
كان الرجل الريفى العجوز بوجهه الذى حفرت السنون فيه خطوط وعلامات جعلته كأرض قاحلة متعطشة لقطرة من الماء يتوسل للطبيب لقبول دخول ابنه للمستشفى والطبيب يأبى ويكيل له عبارات الملامة.. ميعاد عملية ابنك كانت من أسبوعين ما جتش ليه..؟؟ ظروف يا سعادة البيه (...)
للأمم مواقف وأحوال... أيام لها وأيام عليها أيام تعيش فيها الفخر والزهو والانتصار وأيام تعيش فيها القهر والإحباط ومرارة الانكسار.
تنفسنا الصعداء وداعب الأمل عقولنا.. عشنا مرار الأعوام العجاف وكتب الله لنا أن نعايش أيام رأينا سقوط وتهاوى الأصنام، وبدأ (...)
كان يرتشف كوب الشاى الساخن بصوت مسموع وهو متربع كعادته فوق الكنبة.. فتح باب الغرفة وخرج ابنه مجاهد وهو يفرك عينيه.. صباح الخير يا حاج.
وهو يشيح عنه بوجهه.. صباح الخير يا بنى.. ربنا يهديك.. أنا مش عارف أمتى ياحاج بس هترضى عنى..؟؟ الأول يرضى عليك (...)
تمر الأزمات تلو الأزمات على وطننا ومواطنينا والحال هو الحال.. منذ سنوات غرقت العبارة سالم اكسبريس وقضى من فيها شهداء رافعين أبصارهم إلى السماء يشكون من تركهم يقضون كالهوام التى لا قيمة لها.. مرت الحادثة مرور الكرام على شعبنا اللاهى المغيب.
ومرت (...)
انطلقت سارينة عربة الإسعاف تملأ المكان صخبا.. جاء الصوت إلى مكتبه مقتحما.. قام إلى غرفة الطوارئ مسرعا.. وجد الجميع مصطفا.. متأهبا.. منتظرا.
شىئ تعود عليه منذ سنوات طويلة.. هذا الصوت المزعج يمثل إليه شيئا فريدا.. يمثل إليه تحديا يتجدد.. ومع انطلاق (...)
كان الأسطى مصيلحى منهمكا فى حلاقة شعر الحاج أبو مجاهد ومابين الحين والحين يضرب بالمقص فى الهواء فيسمع له صوت كلحن من الغناء.. جرى أيه يامصلحى ماكنوش شعرتين على الجنبين اللى عامل عليهم الهيصه دى كلها.. أمال لو كان ليا شعر بجد كنت عملت أيه.. ياراجل (...)
بعروق نافرة ووجه مزدرد ونظرة عابسة كان يهتف بأعلى صوته.. كرامة.. حرية.. عدالة.. الثورة تاهت يا ولاد الحلال.. تنبه لمجموعة من الأشخاص يقتربون منه ببطء وأحدهم يشير إليه.. فرد آخر ذراعيه على الجانبين وهو يحرك كفيه للأسفل بحركة يوقف بها الآخرين من (...)
اعتدل أبو مجاهد فى جلسته فوق الكنبة، وهو ينظر لزوجته من تحت نظارته وهو يتنهد بحسرة وهو يقول.. تصدقى بالله ياحاجة.. أنا عمرى ماسمعتلك شورة ولا رأى فى موضوع.. نظرت إليه بعيون يطل منها العتاب وهى تقول.. يعنى أن سكتنا تقول عمرك ماشورتى وأن أتكلمت تقول (...)
من أكبر مساوئ العهد الفائت أنه قام بعملية تقليم وتقزيم للمجتمع المصرى بجميع طوائفه وفئاته، ولعهد طويل لم نر قامات تعلو فى بلادنا..لا قامات فكرية ولا قامات أدبية ولا اقتصادية ولا مهنية وبتقزيمهم تقزمت هامة مصر حتى أصبحت لا نسمع لصوتها رجزًا.
ورغم أن (...)