أعلن الدكتور عبدالله النسور رئيس وزراء الأردن عن أن بلاده لم تعد تستطيع إستقبال اللاجئين السوريين حيث وصلت تكلفة إستقبال اللاجئين السوريين بالأردن من 500 – 600 مليون دولار في حين أن المساعدات الدولية التي وصلت للأردن لا تتجاورز 200 مليون دولار إلى جانب الأزمات الاقتصادية التي تجتاح الأردن في تلك الأيام مع وجود رقرقات من الربيع العربي تهدد النظام الأردني في الأيام الأخيرة. إن هذه التصريحات تذكرنا بخطر قادم لابد من الإعداد له من أجل إيقاف حدوثه و تكراره كما حدث في الأردن عام 1970 بما يسمى بحادث الأيلول الأسود الذي وقع بين الأردنيين و الفلسطينيين حيث كان هناك لاجئين فلسطينيين ينزحون للأردن مما أدى إلى تتبع خطوات اللاجئين من قِبل إسرائيل بضربهم على الحدود الأردنية مثل ما حدث في معركة الكرامة عام 1968 بتهديد قرية الكرامة الأردنية التي إستقبلت الفلسطينيين و إنتهت المعركة بإنتصار أردني فلسطيني على إسرائيل لكن لم تصمت المحاولات الإسرائيلية لجذر اللاجئين بالأردن مما دفع الملك حسين لمحاولة إبعاد اللاجئين و لكن تحول الإبعاد إلى قتال بين الأردن و فلسطين فتحولت بوصلة الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي عربي أريقت بسببه الدماء الأردنية الفلسطينية مما دفع الرئيس جمال عبد الناصر لإحتواء الأزمة يوم 28 سبتمبر عام 1970 بعقد صلح بين الطرفين في قمة عربية عاجلة بالقاهرة بين ياسر عرفات و الملك حسين لتكون معزوفة الختام للزعيم قبل أن يواري الثرى. هنا علينا أن نعد العدة في إيقاف هبوب شبح أيلول الأسود ليعيد سيناريو تلك الأحداث في ثوب القرن الحادي و العشرين ليكون طرفي الصراع أردني سوري و من الخوف أن يمتد هجوم بشار من سوريا إلى الأردن فتعود مأساة العراق و الكويت و لكن بصبغة شامية تحفز إسرائيل على أن تهجم على البلدين برعاية أمريكية و الخوف أكثر لو إمتدت الأمور لتصل إلى نيران أردنية على اللاجئين السوريين فيُسدل الستار على أمل التوحد الذي دام غيابه عن الوجدان العربي و تكون الفرصة سانحة للقوى الأوروبية في أن تُعيد سيطرتها القديمة على الأراضي الشامية كما كان في القرن العشرين و يعيد التاريخ دورته المأساوية على الأراضي العربية. هنا علينا أن نقف مع أنفسنا و ألا ننظر للأمر بأنه خاص بالأردن و سوريا فقط بل هو أمر خاص بكل العرب خاصةً و أن رياح آفة التناحر تداعب مصر و تونس و العراق و البحرين و غيرها من الأقطار العربية و لنجعل من درس العراق و الكويت عبرة للإنتشال من مخاطر الصهيونية المتفشية في المنطقة باسم الحرية و الديمقراطية لأن لعبة المغامر و المستشرق التي لعبها لورانس العرب في الأردن و سوريا قد قاربت على العودة ما دمنا في سبات عميق كما كان في أوائل القرن العشرين باسم خديعة الثورة العربية الكبرى التي ترأسها الشريف حسين و جعلت الصراع بين المسلمين من خلال طرفي الأردن و تركيا باسم التحرر من السلطنة العثمانية ليظهر ذئبًا أغرًا يدعى كمال أتاتورك يهدم السلطنة الإسلامية باسم الحرية و الديمقراطية عام 1923 و يعلن الجمهورية عام 1924 في تركيا و تقع البلاد العربية فريسة للإستعمار بين إنجليزي و فرنسي و إسباني و إيطالي. هنا لابد من إنتباه الأردن و سوريا في أن لا يقعا في شباك الصهيونية باسم الديمقراطية حتى لاتنكرر مأساة أيلول الأسود و حتى لا تتكر خديعة الثورة العربية الكبرى التي هي في الأصل (الخديعة الكبرى).