هنيئا لكم جميعا بعيد الميلاد المجيد ولكن مصر إلي أين...؟ فكرت مليا قبل أن أكتب هذه الكلمات فنحن لسنا بحاجة للتأكيد علي أهمية التلاحم بين نسيج الوطن الواحد ولكن كلما أسمع وأري من يحاول في كل يوم إصطناع المشاكل وشق الصف يزيدني إصرارا علي كتابة تلك الكلمات. فنحن متعاهدون على الحب والوفاء والإخلاص منذ القدم... فقد وقفنا صفا واحدا في ثورة 25 يناير وكان الصليب يرفع بجوار المصحف ويحمي المسيحي أخيه المسلم حتي يفرغ من صلواته ويقام القداس داخل الميدان. لقد وحدنا الميدان ولم تفرق رصاصة الغدر بين مسلم ومسيحي فلما الفرقة....؟ فالثقافة والتاريخ فى مصر يحملان أمثلة كثيرة للقدرة علي التعايش سويا دون تمييز فنجدعلي سبيل المثال وليس الحصر محمد على الذى استخدم وزراء يدينون بالمسيحية وألغى التمييز على أساس الدين وثورة 19والنداء المشهور عاش الهلال مع الصليب وفؤاد عزيز غالى قائد أحد الفرق الهامة فى حرب 73 والدكتور مجدي يعقوب طبيب القلب المعروف ومكرم عبيد وزير المالية الأسبق ونجيب الريحاني مؤسس المسرح المصري ورائد السينما المصرية والذين لاتستطيع أن تلمس إلا مصريتهم أولا ثم قد تلمس إنتماءهم الدينى بعد ذلك. والإسلام دين السلام وقد دعا الإسلام إلى التسامح والعيش في محبة مع إخواننا من الديانات الأخرى وقال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم( لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ) وهذا يدل على ما نقوله فقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى معاملة الآخرين معاملة حسنة بأن نحسن إليهم وأن نتعامل معهم بالعدل ، هذا بالإضافة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من آذى ذميًا فقد آذاني) لا أزعم أننا لم نصطدم بمتعصبين من الطرفين علي مر العصور ولكنهم كانوا قلة قليلة ولكن نسبة المتسامحين والحاملين للصفات والجينات المصرية الأصيلة هم أكثر.ففي الأوطان تذوب الفرقة والإختلافات وتلفظ الفرقة والتمييز بين أبناء الوطن الواحد. فهل تصمد مصر أمام هذا التحدي والاختبار الصعب الذي يمثل بالونة إختبار دائما وابدا علي مر العصور فى إشعال مزيد من الحرائق والفتن لتخرج مصر من النفق المظلم إلى رحابة العالم مرة أخرى أكثر تقدما و توحدا رغم أنف أعدائها ورغم أنف الحاقدين؟ يجب أن يدرك المتامرون أن شعب مصر كله مسيحيون ومسلمون لن يسمحوا لأي متامر بأن يعبث بالأمن القومي لمصر التي عاشت وستظل متحابة وإلى الأبد. ويجب في الوقت نفسه أن يدرك المسلمون والمسيحيون أنهم جميعا في قارب واحد إما أن يصل إلي بر الأمان وإما أن يغرق وفي الحالتين فإما أن نحيا جميعا وإما وأن نغرق جميعا فهذا قدرنا.