تخليدا لذكرى الرئيس الأميركي الراحل أبراهام لنكولن وإسهاماته التى مثلت علامة فارقة في تاريخ الولاياتالمتحدة يتطرق المخرج ستيفن سبيلبرغ بتحفة جديدة تروي النضال من أجل تحرير العبيد ووضع نهاية للحرب الأهلية، كما لم يتحرج المخرج اللامع إظهار الدور المحوري الذي أدته زوجة لنكولن في حياته.
وبعدما عرض الفيلم في مهرجان نيويورك السينمائي في أكتوبر/ تشرين الأول، تم عرضه الخميس في هوليوود في ختام مهرجان معهد الفيلم الأميركي (أيه أف آي) الذي يعلن بداية سباق الأوسكار، على أن يعرض الجمعة في دور السينما في أميركا الشمالية.
وكان ستيفن سبيلبرغ يرغب منذ أكثر من عشر سنوات في إخراج فيلم حول شخص أبراهام لينكولن الذي يعتبر الرئيس الأكثر إجلالا في التاريخ ألأميركي والذي اغتيل في أبريل/ نيسان 1865.
وأعلن المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ في حفل صحافي أقيم في لوس أنجليس "لطالما استهوتني أسطورة أبراهام لينكولن"، معربا عن أسفه لتحجيم هذه الشخصية أحيانا وتحويلها إلى مجرد "صورة ثقافية وطنية نمطية".
وقرر سبيلبرغ بالتعاون مع كاتب السيناريو والكاتب المسرحي توني كوشنر التركيز على الأشهر الأخيرة من حياة الرئيس الأميركي وعلى جهوده للقضاء على العبودية بينما كانت الحرب الأهلية لا تزال تعصف بالبلاد.
فكانت النتيجة فيلما حميميا يعبر عن وجهة نظر شخصية ويعتبر بالتالي فريدا من نوعه في مسيرة ستيفن سبيلبرغ الفنية.
وقد صور الفيلم في غالبيته في الداخل من دون مشاهد ضخمة وهو يرتكز على الحوار وعلى أداء ثلاثة من كبار الممثلين هم تومي لي جونز وسالي فيلد وجوزف غوردون-ليفيت.
أما البريطاني دانييل داي-لويس الذي يؤدي دور لينكولن بطريقة لافتة فقد وضع نفسه على لائحة المرشحين لجوائز الأوسكار المقبلة، بعدما فاز بجائزتين في الماضي عن دوره في فيلمي "ماي لفت فوت" (1989) و"ذير ويل بي بلود" (2008).
وأوضح المخرج أنه انتظر عمدا نهاية الانتخابات الأميركية كي يصدر الفيلم، بغية تفادي أي تفسير سياسي له.
وللمفارقة إن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة لم يثر اهتمام العاملين في صناعة السينما منذ العام 1939 وفيلم "يونغ مستر لينكلون" للمخرج جون فورد الذي لعب فيه هنري فوندا دور البطولة.