قال مصدر فلسطيني لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الأحد: إن اسم خالد مشعل لا يزال مطروحا على الطاولة لقيادة حركة حماس، وأرجع المصدر السبب إلى تدخل مباشر من الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين وكذلك الأزمة الداخلية التي تعيشها حماس وحالت حتى الآن دون انتخاب أعضاء المكتب السياسي العام واختيار خليفة لمشعل، الذي كان قد أعرب عن رغبته في عدم الترشح قبل نحو عام. وحسب المصدر، فإن الدكتور بديع طلب شخصيا، من مشعل التزام الصمت والكف عن إصدار التصريحات بشأن إصراره على عدم الترشح، لأنه بالأساس ليس ثمة ترشيح لهذا المنصب، وقال له إنه بمواصلته الحديث في هذا الموضوع يشكل إساءة لنفسه أولا وحماس وللإخوان المسلمين ثانيا. وطلب الدكتور بديع من مشعل ترك الأمر ل"أصحاب القرار" في الحركة (وهو مجلس الشورى العام)، وهو الهيئة العليا الوحيدة المخولة طرح الأسماء لرئاسة المكتب. وأضاف أن مشعل التزم فعلا نصيحة المرشد العام لجماعة الإخوان التي تنضوي حماس تحت مظلتها، ولم يصدر عنه أو عن أي من المقربين منه أي تصريحات منذ زمن طويل، كما قال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه. وكشف المصدر المطلع أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر، طرح الموضوع مع رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية خلال زيارته لقطاع غزة، في 23 أكتوبر الماضي، وطلب منهم الإبقاء على مشعل. وأفاد المصدر بأن مكتب المرشد العام في القاهرة طلب من هنية إرسال وفد يمثله، فبعث بنزار عوض الله عضو المكتب السياسي (الذي فاوض في صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط) مع مسئولين آخرين. وقال المصدر: إن مسئولين في المكتب وليس المرشد التقوهم، وقالوا لهم إن "هنية ليس بحجم رئاسة المكتب، فهي أكبر منه.. كما أن أبو مرزوق مادة خلافية. ودعوهم إلى البحث عن حلول جديدة". ويرى المصدر المطلع في ذلك سببا في تأخير اختيار رئيس المكتب من 15 نوفمبر الحالي إلى أواخر نوفمبر أو حتى العشر الأوائل من ديسمبر المقبل. وأكد ذلك مصدر حماس بقوله: إن الانتهاء من هذه الخطوة سيتم في أواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر. وبينما أكد المصدر ل"الشرق الأوسط" أن إمكانية عودة مشعل قائمة، كما أكد المحاولات المستمرة من قبل مرشد "الإخوان" في مصر، إلا أنه رأى فيها احتمالا صعب التحقيق لأنها، كما قال، ستعيد خلط الأوراق مجددا، في وقت تحاول فيه قيادة حماس في الداخل والخارج، تسوية الخلافات القائمة، سواء داخل القيادة الخارجية أو بين قيادة الخارج والداخل، لإغلاق هذا الملف. لذلك، يرى أحمد يوسف، أحد شخصيات حماس في قطاع غزة ووكيل وزارة الخارجية السابق في حكومة هنية المقالة، أن الدلائل تشير إلى أن حماس حسمت أمرها في قضية اختيار خليفة لمشعل. وتوقع أن يتم اختيار زعيم للحركة في الربع الأخير من نوفمبر الحالي وحسم مسألة انتخاب رئيس للمكتب السياسي مع نهاية نوفمبر الحالي، وهو بذلك سيتفق مع المصدرين الآخرين. ويجمع يوسف والمصدر الآخر من حماس، على الشخصية التي ستحظى بهذا المنصب، ويؤكدان أن الدكتور موسى أبو مرزوق نائب مشعل الحالي، المقيم بالقاهرة منذ خروجه من سوريا في مطلع العام الحالي، هو القيادي الأوفر حظا لشغل هذا المنصب، الذي كان أبو مرزوق هو من شغله واضطر إلى التنازل عنه مرغما، ووصفه يوسف بالقائد الذي يتمتع بالأهلية بحكم وضعه رئيسا سابقا للمكتب، بل أول رئيس له، وعلاقاته الدولية ومسئوليته عن الملف الوطني وحكمته والعمق في الرؤية. وتابع القول: إن أبو مرزوق معروف بكونه رجل المهام الصعبة، سواء فيما يتعلق بعمل قيادة حماس أو الحركة الإسلامية. وحول ما إذا كان لقاء سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي مع أبو مرزوق في القاهرة، مؤشرا على حسم مسألة الزعامة في الحركة، قال: "لا أعرف إن كان ذلك مؤشرا أم لا، لكن الكل يعلم أن موسى أحد الشخصيات القيادية المحسوب لها داخل الحركة، وهو صوت الاعتدال والعقلانية، وهو والأخ خالد مشعل أقرب إلى الاعتدال والوسطية".