يعقد وزراء خارجية دول المغرب العربي اجتماعات في 17 و 18 فبراير الحالي لبحث عديد من القضايا المشتركة في ظل ظروف استثنائية تهمين عليها أجواء الربيع العربي الذي أطاح بنظامين من أنظمة الدول الخمس. وينتظر أن يعلن وزراء الدول الخمس عن موعد لعقد قمة مغاربية حيث لم يجتمع اتحاد المغرب العربي الا مرة واحدة منذ تأسيسه في عام 1989. وتشهد العلاقات بين دول الاتحاد جمودا على خلفية توتر العلاقات بين المغرب والجزائر بسبب النزاع حول الصحراء الغربية حيث يتهم المغرب الجزائر بدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية. وأعادت أجواء الربيع العربي الامل في انعاش اتحاد المغرب العربي وأدت الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من تونس الى الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي في تونس ومعمر القذافي في ليبا وهما دولتان أساسيتان في اتحاد المغرب العربي الذي يضم بالاضافة اليهما الجزائر والمغرب وموريتانيا. كما قام المغرب باصلاحات سياسية ودستورية بضغط من الشارع في اطار احتجاجات الربيع العربي. وزار وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني الشهر الماضي الجزائر من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وطالب المغرب في أكثر من مرة الجزائر بفتح الحدود بين البلدين. لكن الجزائر تعتبر ذلك سيضر بأمنها واقتصادها. كما دعى الرئيس التونسي منصف المرزوقي البلدان في زيارته لهما بداية الشهر الحالي الى تجاوز خلافاتهما السياسية والشروع في بناء فضاء مغاربي مشترك.