يصل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربى الجديد سعد الدين العثمانى الاثنين إلى العاصمة الجزائرية فى زيارة تهدف إلى تحريك العلاقات بين البلدين، و"إعادة دفع" اتحاد المغرب العربى المتعثر منذ سنوات بسبب التوتر بين البلدين. وهذه هى الزيارة الرسمية الأولى للخارج لوزير الخارجية المغربى الجديد، وهو أحد أبرز قيادات حزب العدالة والتنمية (إسلامى معتدل) الفائز فى الانتخابات التشريعية، وأول زيارة لوزير خارجية مغربى إلى الجزائر منذ زيارة محمد بن عيسى عام 2003 من أجل تحريك "عملية بناء" المغرب. وتعود الزيارة السابقة إلى العام 1989. وقال الوزير الجزائرى المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل إن هذه الزيارة التى تستمر يومين بدعوة من وزير الخارجية الجزائرى مراد مدلسى تأتى فى ظل التغييرات الجارية فى العالم و"الإرادة المتبادلة" لدى جميع دول المنطقة فى "بعث" اتحاد المغرب العربى. واتحاد المغرب العربى الذى تأسس فى فبراير 1989 وتترأسه ليبيا حاليا، يضم خمس دول هى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، لكن هذه المنظمة الإقليمية تعانى من الشلل منذ سنوات بسبب الخلافات بين أعضائها. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلانى أن هذه الزيارة تدخل فى إطار "الديناميكية البناءة التى التزم بها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التى تربط الشعبين الشقيقين"، على ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية. وكان العاهل المغربى الملك محمد السادس أعلن فى خطاب فى 6 نوفمبر أن "المغرب يؤكد استعداده، سواء على الصعيد الثنائى، وخاصة مع الجزائر الشقيقة، إلى انبثاق نظام مغاربى جديد، يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة، ليفسح المجال للحوار والتشاور، والتكامل والتضامن والتنمية". وأعرب العاهل المغربى عن أمله فى أن يشكل هذا النظام "بدوله الخمس، محركا حقيقيا للوحدة العربية، وفاعلا رئيسيا فى التعاون الأوروبى - المتوسطى وفى الاستقرار والأمن فى منطقة الساحل والصحراء، والاندماج الأفريقى". والعلاقات بين المغرب والجزائر متوترة منذ عقود بسبب نزاع الصحراء الغربية. وتأخذ الرباط على الجزائر دعمها لجبهة البوليساريو التى تطالب باستقلال هذه المستعمرة الأسبانية السابقة التى ضمها المغرب فى 1975.
