كشف وزير السياحة اللبنانى فى حكومة تصريف الأعمال فادى عبود عن أنه كان هناك 500 سائح تركى فى لبنان غادروا عقب حادثة اختطاف الطيارين التركيين، فجر أمس الجمعة، وطلب أنقره من رعايا مغادرة الأراضى اللبنانية. ووصف فادى عبود فى تصريحات صحفية نشرت اليوم، الحادثة، "بأنها الشعرة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة للسياحة اللبنانية، وأن تأثيرها سلبى جدا". وتساءل الوزير اللبنانى: "هل هذا التصرف يحل مشكلة المخطوفين اللبنانيين فى أعزاز؟"، مؤكدًا أن "الحكومة لا تقف مكتوفة الأيدى بقضية مخطوفى أعزاز وخطف التركيين ربما يعقد الأمور أكثر"، لافتا إلى أن "الدفاع عن لبنان بوجه التهمة الموجهة إليه بأنه غير قادر على ضبط الوضع الأمنى بات صعبًا". وعن قضية الحكومة، رأى أن "الأمور على الأرض تخطت قضية الحكومات والموضوع لم يعد بحجم طاولة حوار، بل مؤتمر وطنى جديد لمعرفة ما يريده اللبنانيون"، داعيًا "لعدم إلهاء اللبنانيين بالتمديد وغيرها من الأمور". من جانبه، رفض وزير الاقتصاد اللبنانى فى حكومة تصريف الأعمال نقولا نحاس عملية خطف الطيارين التركيين لمحاولة حل قضية مخطوفى أعزاز، معتبرًا أن ما حصل يعقد القضية الأم، ولا يسهلها، وأن مواجهة جريمة خطف اللبنانيين بجريمة خطف الأتراك لا تفيد. وقال "لا يمكن التأكد من انعكاساتها لحل قضية مخطوفى أعزاز، داعيًا لترك الملف بين يدى وزير الداخلية فى حكومة تصريف الأعمال مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعدم الإسهام بتعقيد ما هو معقد أصلا"، وأضاف: "مهما تكن أحقية قضية معينة من غير المسموح أن يدفع كل اللبنانيين ثمن ما يقوم به فريق معين فتحل الجهات الخاصة مكان الجهات العامة والرسمية المعنية". واستبعد أن تتأثر علاقة لبنان بأنقرة نتيجة عملية الخطف الأخيرة، لافتا إلى أنّ العلاقات بين الدول لا تتأثر بأعمال أفراد، وقال: "نحن متأكدون أن العلاقة مع تركيا علاقة طويلة الأمد ومتينة ولن تؤثر بها حادثة مماثلة". على صعيد متصل وصف كبير مستشارى الرئيس التركى إرشاد هورموزلو "ترحيب أهالى مخطوفى أعزاز بعملية خطف المدنيين التركيين بأنه أمر مؤسف ومستغرب"، مؤكدًا أن "بلاده قامت بكل ما فى وسعها فى قضية مختطفى أعزاز، لكنه هناك حدود لإمكاناتها". ورفض المسئول التركى فى تصريحات نشرت فى بيروت "إقحام أنقره فى هذا الموضوع"، مضيفاً: "واثقون من تعاطف الإخوان فى لبنان وجهودهم لإطلاق المخطوفين، علما أن تركيا بذلت ما فى وسعها لإطلاق اللبنانيين". كما ناشد الخاطفين "إطلاق الطيارين التركيين وإطلاق اللبنانيين التسعة"، معتبرًا أن "ثقافة الخطف تسىء إلى صورة لبنان، وإلى صورة المسلمين"، معتبرا أن "المنظمة التى أعلنت مسئوليتها وهمية".